خاص- بري يربك الجميع بجلسة رئاسية ويستغرب "ما الذي يجب أن أنتظره؟!"- مارون ناصيف

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, September 28, 2022

خاص- الكلمة أون لاين

مارون ناصيف

قبل أن ينتهي جميع من هم في مجلس النواب من بلورة توجهاتهم الرئاسية، وقبل أن تتضح أكثر فأكثر صورة المرشحين ومن سيدعم من، من سيحضر ومن سيغيب، من سيؤمن ومن سيعطل النصاب، وهل يعطل هذا النصاب من الدورة الأولى أو من الثانية وما بعد، جاءت دعوة رئيس مجلس النواب الى جلسة تعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد الخميس لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

دستورياً مارس رئيس المجلس النيابي صلاحياته ودعا النواب الى القيام بواجبهم خلال مهلة الشهرين، من دون أن يسمح للنواب بأن يتداعوا لإنتخاب الرئيس ومن دون دعوة منه، في الأيام العشرة الأخيرة من ولاية الرئيس ميشال عون أي بين 21 و31 تشرين الأول المقبل.

أما سياسياً فلم يسمح بري للإتصالات والجولات واللقاءات التي يقوم بها السفير السعودي وليد البخاري إنطلاقاً من البيان الأميركي – الفرنسي – السعودي الأخير بأن ترسو على مرشح رئاسي واضح المعالم، ومن دون أن يسمح لدار الفتوى التي جمعت 24 نائباً سنياً من أصل 27 السبت الفائت، من التوصل الى إسم تدعمه من بين المرشحين ويحظى بشبه إجماع سني عليه، وكذلك من دون أن يسمح لنواب التغييرمن إستكمال مبادرتهم الرئاسية والتي كان من المفترض أن تتضمن في المرحلة الثانية منها طرح مجموعة من المرشحين بهدف التوصل الى توافق أو الى شبه توافق على إسم واحد. حتى القوات اللبنانية، لم تتمكن من إستكمال المحاولة الذي يقوم بها رئيسها سمير جعجع لجمع النواب الـ67 المعارضين لحزب الله وحلفائه على مرشح واحد. وإذا عدنا الى البيان الذي أصدره تكتل لبنان القوي بالأمس بعد إجتماعه، يتبين من فقرته الأخيرة التي تحدثت عن ترك التكتل إجتماعاته مفتوحة لإتخاذ الموقف المناسب من جلسة الخميس، أن دعوة بري أربكته بعض الشيء أيضاً.

إذاً دعوة بري أربكت الجميع، لكنها طبيعية جداً ومنطقية بحسب زوار عين التينة الذين ينقلون عن رئيس المجلس أنه لم يبكّر ولم يتأخّر في الدعوة بل جاءت في موعدها الطبيعي وبعد الإنتهاء من إقرار الموازنة العامة. وفي هذا السياق سأل بري زواره الذين سألوه عن توقيت الدعوة وبإستغراب شديد، "ما الذي يجب أن أنتظره قبل الدعوة وقد مرّ 29 يوماً من مهلة الشهرين الدستورية المخصصة لإنتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل المطلوب أن نترك الإستحقاقات دائماً حتى اللحظات الأخيرة ؟ "

في نهاية المطاف الدعوة الى جلسة إنتخاب الرئيس أصبحت قائمة، وتعطيل نصابها في الدورة الأولى لن يكون من مصلحة أي فريق سياسي خصوصاً أن الجميع مقتنع بأن ما من مرشح قادر ومن دون تسوية على جمع 86 صوتاً كي يفوز فلما التعطيل إذاً؟

ومن هو الفريق الذي سيحمّل نفسه مسؤولية التعطيل وتبعاته السياسية في الوقت الذي يمكنه فيه أن يجنب نفسه هذه المسؤولية؟

أما في الدورة الثانية، فتعطيل النصاب أمر محسوم في ظل هذا المشهد الضبابي ومن سيقدم عليه حتماً هم نواب القوات والكتائب وقوى التغيير وحلفاؤهم لمنع خصومهم أي حزب الله وحلفائه من تمرير مرشحهم أي رئيس تيار المرده سليمان فرنجية فيما لو قبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بهذا التمرير.