منظمو رحلات الموت من لبنان "لهفوا" الملايين.. هذه التفاصيل

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 25, 2022

أعادت حادثة غرق زورق الأربعاء الماضي قبالة شاطئ طرطوس الذي يضمّ لبنانيين وفلسطينيين وسوريين إلى الواجهة، ظاهرة الهجرة غير الشرعية من لبنان باتجاه دول أوروبيّة، وتزايد وتيرتها في الفترة الأخيرة، في ظل تدهور غير مسبوق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وارتفاع معدّلات الفقر، في بلد يمرّ بأزمة صنّفها البنك الدولي واحدة من أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ أواسط القرن التاسع عشر.

منظّمو "رحلات الموت"
ويُشكّل مثلث العبدة-المنية-العريضة في شمال لبنان نقطة انطلاق المراكب غير الشرعية التي تحمل لبنانيين وفلسطينيين وسوريين قرروا المجازفة بحياتهم هرباً من جحيم لبنان وأزماته المتناسلة.

فيما كشفت مصادر مطّلعة لـ"العربية.نت" "أن مجموعة المهرّبين التي تُنظّم "رحلات الموت" هذه، تتألّف من سبعة أشخاص غالبيتهم من بلدة ببنين في عكار شمال لبنان التي كان لها النصيب الأكبر بضحايا "زورق طرطوس"، ويرأسها (ك.خ.ح) بالتعاون مع (ش.ح)، (أ.س)، (ع.ح) و(ع. ط).

كما أوضحت أن تلك المجموعة تنشط في بلدة ببنين في محافظة عكار، وآخر رحلة عبر البحر كانت من تنظيمها منذ قرابة الأسبوع، وتمكّن ركّابها "ولحسن حظّهم" من الوصول إلى الشواطئ الإيطالية".

لكن اللافت في شبكة المهرّبين هذه أنها تضمّ شخصاً، أفادت المعلومات بأنه شقيق مرّشح سابق للانتخابات النيابية الأخيرة .

رحلة باهظة غير مضمونة
أما عن كلفة الرحلة "غير المضمونة"، فأفادت المصادر "أن المبلغ يتراوح بين 3 و6 آلاف دولار للشخص الواحد، وهو يُحدد حسب العمر".

كما أكدت "أن رئيس المجموعة (ك.خ.ح) بات في تركيا بعدما تمكّن من الهروب من لبنان محمّلاً بدولارات ركّاب الزورق الذي وصل إلى الشواطئ الإيطالية".

وقد يضطر ركّاب زوارق الموت هذه لبيع ما يملكون من مجوهرات وسيارات وعقارات وأثاث منازل من أجل تغطية كلفة رحلتهم "غير المضمونة" عبر البحر.

بيع أراض
فقد أوضح عماد عكاري، وهو شقيق علي يونس عكاري الذي ابتلعه بحر طرطوس هو وزوجته رباب وأولاده الأربعة أن شقيقه قرر الهجرة مع عائلته بعدما ضاقت أحواله المادية. وأشار في تصريحات لـ"العربية.نت" إلى "أن شقيقه اضطر لبيع أرض لتأمين سفر عائلته، لافتاً إلى أنه علم بذلك بعد الفاجعة من خلال كاتب العدل.

كما تحدث عن وجود "مسمكة" في بلدة ببنين يوجد فيها "سماسرة" للتهريب عبر البحر، حيث يقدّمون "عروض الهجرة" لكل من يقصدهم، قائلا إنه علم أن أخاه علي كان يتردّد إليها، وتبيّن للأسف أنه كان يُخطط للهجرة، لكن الحظ لم يحالفه هو وعائلته".

إلى ذلك، حمّل السلطة السياسية بكل أركانها مسؤولية ما يحلّ بكافة اللبنانيين من مآس.

متورط موقوف
وعن تفاصيل رحلة الموت هذه، ومحركها، فأوضحت مصادر أمنية لـ"العربية.نت" "أن متهماً يُدعى بلال ديب من بلدة ببنين العكارية موقوف الآن لدى الأجهزة الأمنية والتحقيقات متواصلة معه من أجل كشف باقي أفراد شبكة التهريب وعددهم خمسة بين لبنانيين (أحدهم صهر بلال ديب) وسوريين وفلسطينيين".

كما أشارت إلى "أن قبطان المركب وهو من آل الحسن من عداد الضحايا وهو كان شريك بلال في ترتيب "رحلة الموت".

إلى ذلك، أكدت أن الإجراءات الأمنية ستتكثف على مثلث العبدة-العريضة-المنية من أجل الحدّ قدر المستطاع من عمليات التهريب".

أتوا من سوريا للهجرة
يشار إلى أنه كان على متن الزورق الذي غرق موديا بحياة 95 شخصاً قبل أيام، 170 شخصاً (يتّسع لـ 105 ركّاب فقط) من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين ليسوا نازحين بحسب المصادر الأمنية، إنما أتوا من سوريا عبر معابر غير شرعية طمعاً بالهجرة عبر شواطئ لبنان بدلاً من بلادهم، أولاً لأن الكلفة أقل وثانياً لصعوبة الهروب عبر الشواطئ السورية بسبب تواجد القوات البحرية الروسية وتشديد رقابتها عليها".

ولا تزال محافظة الشمال، أكثر المحافظات اللبنانية التي تنشط فيها عمليات التهريب عبر البحر، في حين أن مدينة طرابلس المُصنّفة الأفقر على البحر المتوسط، تضمّ نسبة كبيرة من الأثرياء منهم رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي وشقيقه بالإضافة إلى رجال أعمال آخرين.


العربية.نت