اتّهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة اليوم بـ"اللعب بالنار" حول تايوان، فيما قالت الصين إنّها ستواصل العمل على "إعادة توحيد سلمية" مع الجزيرة التي تتمتّع بحكم ديموقراطي، متعهدة باتخاذ خطوات قوية ضدّ أيّ تدخل خارجي، في إشارة ضمنية إلى واشنطن.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وبيجينغ في شأن تايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة في آب، والتي أعقبتها مناورات عسكرية صينية واسعة النطاق، فضلاً عن تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالدفاع عن تايبه.
وقبل أسابيع من الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني #شي جين بينغ شراكة "بلا حدود"، ووعدا بالمزيد من التعاون ضدّ الغرب.
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، انتقد لافروف موقف واشنطن تجاه تايوان وكذلك العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب الحرب. وقال: "إنهم يلعبون بالنار حول تايوان. وعلاوة على ذلك، يعدون بتقديم دعم عسكري لتايوان".
وأضاف أنّ الولايات المتحدة تحاول الآن "إخضاع" المناطق الآسيوية، وانتقد تشكيل واشنطن لتجمعات دول "منغلقة" في منطقة المحيطين الهندي والهادي. واتّهم واشنطن بمحاولة "تحويل العالم بأسره إلى باحة خلفية لها" من خلال العقوبات.
في موسكو، دعم بوتين الصين بشكل صريح في ما يتعلّق بتايوان. وقال الأسبوع الماضي: "إننا نعتزم التمسك بشدة بمبدأ (صين واحدة)". وأضاف: "نندد باستفزازات الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية في مضيق تايوان".
وسُئل بايدن في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" عمّا إذا كانت القوات الأميركية ستدافع عن تايوان، فردّ: "نعم، إذا حدث في الواقع هجوم غير مسبوق".
وكان ذلك أوضح تصريح له حتى الآن عن التزام القوات الأميركية بالدفاع عن الجزيرة.
بدوره، تحدّث وزير الخارجية الصيني وانغ يي قبل لافروف بدقائق وقال إن بيجينغ ستواصل العمل من أجل "إعادة توحيد سلمية" مع تايوان كما أنّها ستقاوم "الأنشطة الانفصالية" في وقت تتخذ إجراءات قوية ضدّ أيّ تدخل خارجي.
وجاء في كلمته أيضاً: "فقط بالإحباط الحازم للأنشطة الانفصالية يمكننا إرساء أساس حقيقي لإعادة التوحيد السلمية. فقط عندما يعاد توحيد الصين بشكل كامل يمكن أن يكون هناك سلام دائم في أنحاء مضيق تايوان".
واجتمع وانغ مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لمدة 90 دقيقة في نيويورك الجمعة، في أول محادثات بينهما منذ زيارة بيلوسي لتايوان. وبعد الاجتماع، اتهمت الصين الولايات المتحدة بإرسال "إشارات خاطئة وخطيرة جداً" بشأن تايوان بعد أن قال بلينكن لوانغ إنّ الحفاظ على سلام واستقرار الجزيرة أمر بالغ الأهمية.
تحذير الصين بخصوص أوكرانيا أكّد وانغ أنّ الصين تدعم جميع الجهود الرامية إلى الحلّ السلمي "للأزمة" في أوكرانيا، محذراً من اتساع نطاق الحرب. وقال في كلمته إنّ "جوهر الحل هو معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لجميع الأطراف وإقامة بنية أمنية متوازنة وفعالة ومستدامة".
وأضاف: "ندعو الأطراف المعنية جميعه إلى الحيلولة دون امتداد الأزمة وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية".
وتنتقد بيجينغ العقوبات الغربية على روسيا من دون تأييد الحملة العسكرية الروسية أو مساعدتها.
