خاص- قبل 31 ليس كما بعده... وضع أمني خطير أكبر من قدرة القوى الأمنية- مارغوريتا زريق

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, September 21, 2022

خاص- الكلمة أون لاين

مارغوريتا زريق

في ظل الانهيار الاقتصادي والتخبّط السياسي في لبنان، وغياب ​الدولة​ وانتشار ​السلاح​ المتفلت المتاح بين أيدي الجميع، نجد  ارتفاعا ملحوظا في مستويات القلق والتوتر والشعور بانعدام الأمان النفسي والاجتماعي في المجتمع، كما يعيش اللبنانيون وضعا استثنائيا وصعبا بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الخيالي، والغلاء المعيشي، وازدياد نسبة الفقر والبطالة، سرقة جنى عمرهم من قبل منظومة ما زالت تحكمهم وعدم تمكنهم من سحب ما تبقى من اموالهم من المصارف الا بمبالغ لا تكفي حتى لإطعام عائلاتهم وكأنهم يذلونهم لإعطائهم ابسط حقوقهم، بالاضافة الى الضغوط التي خلفتها جائحة كورونا، كلّ هذه العوامل والكثير غيرها تتسبب في حالات نفسية غير مستقرة وتجعل اللبناني قنبلة موقوتة على وشك الإنفجار الكبير.

ويتعزز هذا الوضع بتصاعد وتيرة الأحداث الأمنية بشكل ملحوظ منذ العام الماضي، والأخطر التسارع الذي عشناه في الأسابيع الماضية، وككرة الثلج يزداد أكثر فأكثر، عبر عمليات سرقة وتشليح في وضح النهار، وجرائم قتل، أحياناً من أجل إطعام أولادهم أو الحصول على مال مطلوب لتيسير أمورهم وتأمين احتياجاتهم، وآخرها الهجوم على المصارف للحصول على حقهم في الودائع المصرفية.

وقد أكد الوزير السابق والنائب الحالي اللواء اشرف ريفي لل"كلمة اونلاين" ، ان أخطر ما يمكن ان يصيب المجتمعات هو التفلت الأمني الناتج عن وضع سياسي واقتصادي واجتماعي مزرٍ، ، واضاف "نحن نعيش حتى الآن تفلتا جزئيا لكن نخشى ان ننتقل الى وضع اخطر ، وهذا التفلت سوف يكبر بمرور الأيام كمرض يضرب الجسم ويتطور ، وبغياب الدواء لا شفاء منه. بكل أسف في هذه الحالة تعمل القوى الأمنية ضمن حدود معينة ، لأنها مع القوى العسكرية تعالج النتائج ونحن بحاجة ماسة لمعالجة الأسباب، والتي هي طبعاً على المستوى السياسي".
وتابع "سنبقى على هذه الحال الى حين موعد انتخاب رئيس جديد، اذا طال انتخاب الرئيس سيتفشى المرض اكثر فأكثر وكلما اسرعنا في انتخابه كلما اسرعنا في فرملة الوضع على ما هو عليه للبدء بعدها بمسيرة العلاج، وذلك طبعاً في حال انتخاب رئيس على الاقل صورته توحي بالأمان وبالاحترام".

اما في موضوع هجوم المودعين على المصارف قال: "ما يحصل هو نتيجة طبيعية للواقع، لأن هناك من سرق اموال الشعب، والمطالبة بحقهم هو المنطق بذاته، ويجب ان يكون وفق القانون لكن للاسف القانون لا يساعدهم، و "الحرامي ما بردلك مصرياتك الا اذا كان مرغما".
وختم "لا نأمل شيئاً من هذه المنظومة الحاكمة، الى ان يصار الى انتخاب رئيس يوحي بالثقة ويعطي املا للناس ، فإذا طالت مدة انتخاب الرئيس سيتفاقم الوضع اكثر واكثر ، وسنذهب الى تدهور امني في كل القطاعات".

في السياق نفسه، صرح الوزير السابق مروان شربل لموقعنا، قائلا "ان كانوا يراهنون على الأجهزة الأمنية ان تقمع ما يحصل في الشارع من احداث امنية في ظل هذا الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمالي الصعب، فهم مخطئون لانها ليست قادرة ان كان من ناحية عديدها او بسبب الحالة التي يعانون منها كأي مواطن عادي فهم ايضاً يتوجعون تماماً كما الشعب، يجب وباسرع وقت انتخاب رئيس جمهورية".

واضاف "نلاحظ تكرار الدخول الى المصارف ما يوحي بعدم وجود دولة القانون، كيف للمواطن اللبناني ان يثق بأنه سيحصل على حقه بغياب دولة وانتخاب رئيس جمهورية وحكومة، من الطبيعي ان يأخذ كل حقه بيده".

وختم "قبل 31 تشرين الاول لن يكون كما بعده ، اذا لم يتم انتخاب رئيس جمهورية نحن ذاهبون الى وضع امني خطير أكبر من قدرة القوى الأمنية ان تسيطر عليه."