خاص- بين الراعي و"الحزب": تصدعات كبيرة لا يصلحها "كعك العباس"- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, September 15, 2022

خاص الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

ما هو مؤكد ان لا شهر عسل مقبل بين حزب الله والبطريركية المارونية. اقصى الطموحات بعد لقاء البطريرك بشارة الراعي بوزير حزب الله علي حميه بحسب اجواء الطرفين وقف التصدعات حصرا. كلاهما يعي ان انطلاق اي عملية لاصلاح هذه التصدعات تحتاج الكثير من الوقت والكثير الكثير من التحضيرات والاستعدادات وحتى مواد البناء غير المتوافرة. الترقيع وحده سيد الموقف على الطرقات ومنها طريق الديمان- حارة حريك.
تقول مصادر مطلعة على العلاقة بين الطرفين ان البطريرك الراعي هو من طلب لقاء حمية كوزير أشغال باطار متابعته شؤونا انمائية ووضع الطرقات في الديمان والمنطقة المحيطة، المقر الصيفي للبطريركية، لكن لا شك ان مجرد طلب اللقاء بعد مرحلة طويلة من القطيعة وتدهور العلاقة بين بكركي والحزب والتي بلغت مستويات غير مسبوقة بعد توقيف المطران موسى الحاج من قبل الامن العام والمواقف التي تلت من امين عام الحزب ومسؤولين في الحزب، اشارة لافتة سارع الحزب لتلقفها، وهو ما قاله بوضوح الوزير حمية حين تحدث عن ان اللقاء بحد ذاته رسالة.
ويعود تردي العلاقة بين بكركي وحزب الله للمرحلة التي رفع فيها الراعي الصوت داعيا للحياد وتدويل الازمة وهي عناوين اعتبرها الحزب موجهة ضده وتستهدفه بشكل اساسي. واتت حادثة المطران الحاج مؤخرا لتفاقم الوضع علما ان المعلومات تشير الى معالجة شق واحد من الازمة من اصل ٣، وهو اعادة جواز سفر المطران واغراضه الشخصية فيما تبقى المساعدات التي أتى بها من اسرائيل محجوزة كما ان موضوع تنقله عبر معبر الناقورة لم يتم البت به. ويعمل على هذا الملف بشكل اساسي الوزير السابق ناجي البستاني مع مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم.
وترى المصادر ان "وقف التصدعات في العلاقة بين الطرفين في المرحلة الراهنة مصلحة للحزب اكثر منه مصلحة للبطريركية، فالاول وعلى عتبة فراغ رئاسي منتظر يحاول لا شك استيعاب النقمة المسيحية خاصة وان علاقته بحليفه "التيار الوطني الحر" ليست بأفضل احوالها بعد خروج رئيسه جبران باسيل كما رئيس الجمهورية اكثر من مرة لانتقاد عدم وقوف الحزب الى جانبهما في الكثير من معاركهما خلال ولاية عون. اما البطريركية، فتحاول بناء جسور مع الجميع وتفادي تصويرها طرفا في الصراع السياسي لكن ذلك لا يعني بحسب مقربين منها انها بصدد التراجع عن اي من المواقف التي اتخذتها واعتبرها الحزب موجهة ضده". وتضيف المصادر:"كعك العباس الذي حمله حميه الى الديمان ليس كفيلا وحده بتهيئة الارضية لاستعادة العلاقة السابقة بين الطرفين لان القلوب باتت مليانة وافراغها يتطلب وقتا وجهدا يعتبر الفريقان انه من الاجدى صرفهما حاليا لحل ازمات طارئة اخرى وابرزها تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس جديد للبلاد".
ولا ينتظرن احد ان يكون هناك اي نوع من التنسيق بين الحزب والبطريركية المارونية بملف الرئاسة، اذ يفضل الحزب، بحسب المعلومات، اقله في الوقت الحالي ان يترك الكرة في الملعب المسيحي فتحصل الجوجلة فيه قبل ان يدخل هو على الخط لتزكية مرشح على آخر، وهو ما يعني ان الفراغ الرئاسي قادم لا محال حتى تستشعر القوى المؤثرة بهذا الاستحقاق خطورة من نوع ما تدفعها لتقديم تنازلات تفرج عن الرئيس المقبل… وحتى ذلك الوقت سنكون على موعد مع مزيد من الترقيع، مزيد من المزايدات والمسرحيات وتزامنا مع احتدام الازمات المعيشية والاقتصادية والمالية وما يعنيه ذلك من تحديات اضافية سيكون على اللبنانيين مواجهتها هم الذين عايشوا في السنوات ال٣ الماضية وما زالوا يعايشون ما لم يعرفه شعب في تاريخنا الحديث!