خاص - في حضرة الفراغ.. خياران لا ثالث لهما! - زينة عبود

  • شارك هذا الخبر
Thursday, August 18, 2022

خاص - الكلمة أونلاين

زينة عبود



منذ التاسع والعشرين من حزيران، عندما قدّم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تشكيلته الحكومية الى رئيس الجمهورية، والحكومة العتيدة عالقة في شرنقة النكايات والمصالح الضيقة.

يومها رمى الرئيس المكلف تشكيلته في ملعب قصر بعبدا كأمر واقع مع تعديلات في أسماء وزراء لا تحظى برضى وقبول رئيس الجمهورية فاندلعت حرب كلامية بين الجبهتين لتأتي صبحية بعبدا أمس كمن استفاق فجأة مستدركا أن البلاد في طريقها الى نفق مظلم مجهول النهاية متى استحكم الفراغ في السلطة.



وعلى أبواب الاستحقاق الرئاسي، ترى مصادر مطّلعة ان سيناريو تسلّم حكومة تصريف الأعمال زمام السلطة من باب الاستحواذ على صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال الدخول في الفراغ اصطدم بمعوقات فرضت على الرئيس المكلّف العودة الى قصر بعبدا والاتفاق مع رئيس الجمهورية على المسار الذي ستسلكه البلاد في المرحلة المقبلة بالاستناد الى الدستور الذي يبقى الركيزة الأولى والأساسية للحياة السياسية في لبنان.



وبحسب المصادر عينها، ان لقاء بعبدا الصباحي جاء بتوليفة لا تكسر أياً من الرئيسين فكان عيد انتقال السيدة العذراء مناسبة لمبادرة ميقاتي الى الاتصال بالرئيس عون للتهنئة بالعيد فيقوم الأخير بدعوته الى القصر الجمهوري، وهكذا تمّ.



ورغم الكلام عن تعثّر مسعى إحياء حكومة تصريف الأعمال إلا أن أوساطاً عليمة أخرى كان لها رأيٌ معاكس يقول بأن أي تشكيل حكومة جديدة لا يزال صعباً حتى الساعة ولا يمكن الإفراط في التفاؤل في هذا المجال، مرجحة أن يكون الاتجاه هو لإعادة تعويم حكومة تصريف الأعمال الحالية وذلك لغياب رؤية مشتركة بين الرئيسين عون وميقاتي.



عليه، يبدو واضحا أن قابل الأيام يبقى مجهولا ويصعب التكهّن بالمسار الذي سيسلكه الملف الحكومي، مع العلم ان الرئيس المكلّف أبدى من بعبدا أمس انفتاحه على أي تصوّر مشترك مع رئيس الجمهورية ضمن الثوابت التي اعتمدها في تشكيلته مؤكدا وجود اتفاق بينه وبين الرئيس عون على الحاجة للتفاهم على تأليف الحكومة وتذليل العقبات المتصلة ببعض أسماء الوزراء وتوزيعة الحقائب.

وعلى هذه النيّة يتطلّع اللبنانيون الى اللقاء المقبل الذي سيجمع الرئيسين عسى ألا يطول انتظارهم هذه المرّة خصوصا وأن التسريبات تشير الى أن لقاء بعبدا شهد نوعا من المرونة في بعض النقاط أبرزها حقيبة الطاقة لناحية إبقائها من حصّة الطائفة المسيحية.