خاص- سليمان فرنجية والرئاسة...شبه المستحيلة- مارون ناصيف

  • شارك هذا الخبر
Friday, August 12, 2022


خاص-الكلمة أونلاين
مارون ناصيف

بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع المقطوع من شجرة رئاسياً بعد تكويعة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الأخيرة في إتجاه حزب الله وإقفال أبواب التعاون معه من قبل نواب "17 تشرين"، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يعرف تماماً أن حظوظه الرئاسية معدومة راهناً لا سيما في المرحلة التي ستلي عهد الرئيس ميشال عون وما تخلله من خضات وإنهيارات، يبدو رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه الأوفر حظاً بين قيادات الصف الأول لدى الموارنة. فرنجية الأوفر حظاً بين باسيل وجعجع نعم، ولكن يبقى وصوله الى القصر الجمهوري من الأمور شبه المستحيلة في ظل وجود الكثير من العقبات التي قد تعترض طريقه بين بنشعي وبعبدا.
أولاً وكي ينطلق فرنجية في معركته من أرض ثابتة، يجب أن تتبنى ترشيحه قيادة حزب الله ومن دون أن يكون لديها في المعركة plan B وهو أمر وارد وممكن إنطلاقاً من العلاقة المتينة بين فرنجية والحزب وكذلك بين فرنجية وحليفه التاريخي الرئيس نبيه بري، لكنه في الوقت عينه لم يتحقق بعد.
ثانياً يجب ألا يعارض ترشيحه على الأقل، رئيس التيار، أي باسيل، وهو أمر ليس بغاية السهولة، بحسب المقربين من رئيس التيار، وإذا طرأ أي تعديل على موقف باسيل، فذلك لن يكون إلا مقابل ثمن سياسي باهظ.
ثالثاً يجب ألا تمانع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وصوله الى قصر بعبدا وهو أمر لم تصدر حوله بعد أي مواقف معلنة لا سلباً ولا إيجاباً من الجانبين الأميركي والسعودي.
رابعاً يجب أن يوافق على دعمه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط كي يكسر صورة الرئيس المدعوم فقط من ثنائي ما كان يعرف بفريق الثامن من آذار وحلفائه. دعم جنبلاط لفرنجية ليس صعباً خصوصاً بعد مواقف الزعيم الدرزي الأخيرة والتي قال فيها "إذا قدّم سليمان فرنجية برنامجاً متكاملاً فقد نقبل به".
خامساً وهنا المعضلة الرئاسية الأكبر. معضلة الغطاء المسيحي لفرنجية في مجلس النواب والتي يفتقدها كلياً رئيس تيار المرده، هذا إذا إعتبرنا أن موعد جلسة الإنتخاب قد حّدد وأن نصابها المطلوب بـ86 نائباً من أصل 128 مؤمن.
فمن أصل 64 نائباً مسيحياً في المجلس، ينطلق فرنجية من دعم عدد قليل جداً، لدرجة أنه المرشح الرئاسي الوحيد في تاريخ لبنان الذي وفي حال إنتخب يكون قد فاز بأصوات غير المسيحيين ويكون قد نال فقط حوالى 15 صوتاً مسيحياً في أقصى حدّه هذا إذا لم يصوّت له نواب التيار الوطني الحر.
فكتلة التيار (من دون نواب الطاشناق والنائب محمد يحيى) بأصواتها الـ17 لن تصوت لفرنجية وكذلك ستفعل كتلة القوات بأصواتها الـ19( مع حليفها النائب كميل دوري شمعون). كذلك لن يصوّت لفرنجية نواب الكتائب الأربعة، ومن المفترض ألا يصوت له أيضاً نواب "17 تشرين" الستة المسيحيون ومعهم نائب جزين شربل مسعد، وذلك مع تردد معلومات غير أكيدة بعد عن أن النائب ملحم خلف قد يعطيه صوته وعن مسعى أيضاً مع النائب الياس جراده بهدف إقناعه بالتصويت لفرنجية، ولكن ما من شيء محسوم بعد على هذا الصعيد.
من بين المسيحيين الرافضين لفرنجية أيضاً يأتي النائبان ميشال معوض وأديب عبد المسيح وكذلك المرشح الرئاسي النائب نعمة أفرام مع عضو كتلته النائب جميل عبود.
الى هنا نكون قد وصلنا الى 51 نائباً مسيحياً من أصل 64 يعارضون إنتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية. يبقى 13 نائباً مسيحياً. نواب الطاشناق الثلاثة هاغوب بقرادونيان وهاغوب ترزيان وجورج بوشكيان يضاف اليهم النواب طوني فرنجية وفريد هيكل الخازن وميشال موسى ووليام طوق وميشال المر وراجي السعد وسجيع عطية يؤيدون من حيث المبدأ فرنجية وعددهم 10.
يبقى ثلاثة نواب هم جان طالوزيان المحسوب على المصرفي أنطون صحناوي وغسان السكاف وميشال ضاهر. وحتى إذا إفترضنا أن هؤلاء الثلاثة أعلنوا تأييدهم لفرنجية ومعهم أيّده أيضاً نائبان من قوى "17 تشرين"، نكون قد وصلنا الى 15 نائباً مسيحياً فقط من أصل 64 يؤيدون فرنجية.
أمام هذا الواقع يطرح السؤال، هل يتمسك حزب الله أو أي فريق مسلم آخر بترشيح فرنجية خلافاً لرأي الأكثرية الساحقة من النواب والأفرقاء المسيحيين ؟