خاص- "المثليون" في لبنان... أشرف منكم!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 30, 2022

خاص- الكلمة أونلاين
جود الهاني


نعم المثليون في لبنان من فجّروا مرفأ بيروت ومن استوردوا نيترات الامونيوم ومن صدّروا حبوب الكبتاغون ومن اغتالوا شهداء ثورة الأرز ومن سرقوا اموال المودعين ومن أفلسوا وزارة الاتصالات ومن منعوا المواطن من الكهرباء ومن حرموا المريض من دوائه... نعم المثليون في لبنان من دخلوا في الصفقات ومن قاموا بالمحاصصة ومن افلسوا خزينة الدولة ومن شدوا العصب الطائفي ومن أدخلوا الغريب الى ارضنا ومن ورطونا في حروب مع الأقربين والأبعدين... المثليون هم نفسهم من حرمونا الرغيف وحرموا أطفالنا الحليب واوقفونا في الطوابير وأذلونا امام أبواب السفارت نستجدي ورقة نودع معها أرضنا واهلنا وعرضنا الى غربة بعيدة علها تحفظ لنا كرامتنا وانسانيتنا.

لا يا سادة، المثليون أشرف منكم وأطهر من تاريخكم لأسباب بسيطة جدا، هؤلاء قضيتهم هي قضية اثبات وجود وقضية انسانية محض، لم يعرفوا في حياتهم سوى المثابرة لتحصيل حقوق حيايتة اساسية ولم يحققوا في مسيرتهم سوى نجاحا وابداعا وتميزا تجلّى في كافة مجالات الحياة، فصدروه من لبنان الى كل العالم ومن كل العالم الى لبنان، أما انتم فقضيتكم قضية "تجويع شعب" وقتل ارواح وسرقة تعب وشقاء الناس، قضيتكم قضية هدم وطن ومحو تاريخ وسفك عرض تحت شعارات دينية وطائفية وتفريقية كاذبة.



من المفترض ان لبنان بلد يلتزم بشرعة حقوق الانسان دون تحفظات، من هنا كيف لوزير الداخلية بسام المولوي الحق في ان يصدر قرارا يطلب فيه من القوى الأمنية بمنع أنشطة لمجتمع الميم تحت ضغط من رجال الدين؟ هل يجهل مولوي أن قراره يفتقر لأي سند قانوني وهو يخالف مضمون المادتين الثامنة والثالثة عشرة من الدستور اللبناني الذي صان حق الأفراد وحريتهم في التعبير وإبداء الرأي فضلاً عن حريّة الاجتماع. وهنا نسأل، هل يحقّ لوزارة الداخلية اصلا بمنع أي تجمعات بحجة مخالفتها للآداب العامة وقد أثبت القضاء اللبناني مرارًا في محاكماته أن المثلية هي حرية شخصية ولا يمكن معاقبة المثليين عليها كما حصل في بعض المحاكمات بين 2007 و2021؟!


اعلان الجهاد

يا للعجب أن مواقف "بالجملة والمفرّق" صدرت من سياسيين ورجال الدين من كل حدب وصوب، بمثابة اعلان الجهاد حفاظا ودفاعا عن المجتمع في وجه "رذيلة المثليين" على حدّ قولهم، والمفارقة المضحكة المبكية ان هؤلاء نفسهم من كانوا يسبّون بعضهم ويتقاتلون ويخونون ويشدون عصب طوائفهم ومذاهبهم بالأمس، هم نفسهم من سكتوا عن جرائم بحق نساء واطفال تحت ذريعة الشرف، هم نفسهم من ورطنا وأوصلنا الى ما نحن عليه فافقدونا كرامتنا وعزّة نفسنا وإيماننا بغد مشرق في هذا الوطن، هم نفسهم من التقوا اليوم ليوجّهوا سهامهم ضد مجموعة اشخاص لمجرد انهم اختاروا طبيعة حياة تختلف عن حياتهم، فبالله عليكم أليس هذا هو الشذوذ بحدّ ذاته؟!


تهديد
نعم إنها ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها المثليون في لبنان لهكذا نوع من القمع والتهديد حتى بالقتل من قبل بعض المرجعيات والفئات الاجتماعية، جميعنا نذكر في أيار 2017 كيف نجحت "هيئة علماء المسلمين"، تحت شعار "مكافحة الرذيلة"، في منع المؤتمر، الذي كانت تنوي عقده جمعية "براود ليبانون" بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية الجنسية والتحول الجنسي، وقد رضخ يوما الفندق المستضيف، ومن ورائه الدولة، للتهديد الذي مارسته الهيئة، ورفض استقبال المؤتمر. كذلك في آب 2019 حين مُنعت فرقة "مشروع ليلى" من عرض حفلتها الموسيقية في مهرجان جبيل نتيجة التهديدات التي تلقاها منظمو المهرجان.
هذا و يواجه أفراد "مجتمع الميم" في لبنان تمييزاً ضدهم ورفضاً اجتماعياً ما يجعل ظروف معيشتهم وحصولهم على حقوقهم الأساسية كالرعاية الصحية والوظائف أمراً صعباً، في بلد تُعاقَب فيه العلاقات المثلية بالسجن ويضطر كثر الى إخفاء هويتهم الجنسية خشية الوصمة الاجتماعية.


باقون
المثليون في لبنان باقون شاء من شاء وأبى من أبى، وهم مستمرون بإبداعاتهم ونجاحاتهم ومثابرتهم من أجل قضيتهم وحقوقهم، ولمن يعلم أو يجهل أو يلعب دور الجاهل، فقد تغيّر موقف العلم من المثلية الجنسية بعد إعتبارها "شذوذاً" أو "مرضاً نفسياً - جسدياً"، أصبح يُنظر إليها علمياً كميول جنسية طبيعية عند بعض البشر. وصادقت منظمة الصحة العالمية على هذا التوصيف، كما واكبت التشريعات الدولية والمحلية هذا التطور من خلال الإعتراف بحقوق المثليين.