خاص- عون جديد في بعبدا؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 28, 2022

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لا تزال جماهير ما يُعرف بالقوى "السيادية" تدقق بخلفية قرارها عدم خوض معركة تكليف رئيس للحكومة ومن بعدها اعلانها عدم المشاركة فيها والانضواء مجددا في صفوف المعارضة. هذه الجماهير التي لا تزال تعتقد انها حققت انتصارا في الانتخابات النيابية كانت ترغب باستثماره بأسرع وقت ممكن من خلال استلام القوى التي سمتها الحكم للانطلاق في ورشة الانقاذ التي وعدت به واقصاء باقي القوى التي تحملها مسؤولية الانهيار، تبدو اليوم في حالة غير مسبوقة من الضياع الذي يلامس حد الخيبة لاحساسها ان ما بعد 15 أيار يشبه ما بعده الى حد كبير.

فقد اكتفت وشبعت هذه الجماهير من المعارضة أكانت شرسة أو متعاونة، بعدما اختبرتها على مدى أعوام من دون نتيجة، وكانت تتوقع ان تفرض الأحزاب التي تؤيدها الرئيس الذي تختاره لتشكيل حكومة تترجم نتائج الانتخابات، فاذا بها تجد تجربة الرئيس ميقاتي تتمدد ومعها شد الحبال والانهيارات على المستويات كافة.

لا تلام هذه القوى على خسارة معركة نيابة رئاسة المجلس النيابي التي خاضتها بشراسة، خاصة وانها معركة غير أساسية في اعادة تكوين السلطة. لكنها تلام وكثيرا بتعاطيها باستخفاف مع استحقاق تكليف رئيس للحكومة، وتصويره كأنه استحقاق غير اساسي علما ان اي تغيير في النهج وترجمة واقع الأكثرية والاقلية كان يفترض ان يبدأ من هنا وليس من أي مكان آخر.

ويعتبر مصدر سياسي بارز ان ما يحصل هو اما تخل من هذه القوى عن مسؤولياتها او تجميع اوراقها للعبها في مرحلة لاحقة وعدم احراقها في الوقت الراهن مرجحا ان يكون الخيار الثاني هو الاقرب للواقع. ويرى المصدر ان هذه القوى اختارت الطريق الأسهل راهنا بالاستمرار بتحميل القوى الأخرى المسؤوليات والاكتفاء بالمعارضة و"الصريخ" مراكمة الخيبات في صفوف جماهيرها التي باتت على يقين ان خلاصها ليس قريبا وبات مرتبطا بالأجندات الاقليمية والدولية التي اما تزداد تعقيدا او تضع لبنان راهنا في درجات متأخرة على سلم أولوياتها، علما انه كان ليغيب كليا عن هذا السلم على الارجح لولا ملف الترسيم البحري.

ولعله بات واضحا لكثيرين ان كل القوى دون استثناء تتعاطى مع المرحلة الراهنة وبالتحديد الاشهر الـ3 المقبلة كفترة زمنية ضائعة وجب تمريرها بـ"التي هي أحسن" وبأقل الاضرار الممكنة، لضمان موسم سياحي سلس يؤدي لدخول بعض الدولارات المفقودة الى البلد، بانتظار ما سيؤول اليه المشهد اقليميا ودوليا، فاما يكون القرار في حال فشل المفاوضات البحرية بزيادة الخناق على لبنان وبالتالي اشتداد المواجهة السياسية الداخلية، والدخول في فراغ رئاسي طويل الأمد، او بمده ببعض الاوكسيجين في حال كانت هناك حلحلة على صعيد ملف الترسيم، من دون ان يعني ذلك انتشاله مما يتخبط فيه انما الاكتفاء بمده بخشبة كي لا يغرق.

وبعدما توصل الجميع الى قناعة بأن حكومة تصريف الأعمال الحالية هي الأفضل لمواكبة هذا الوقت الضائع، بدأت النقاشات الداخلية وان بعيدا جدا عن الاضواء بالملف الرئاسي. فحتى ولو كانت كل القوى تعي انه لا يمكن الحسم بحظوظ اي كان وفق المعطيات الخارجية الراهنة، الا ان ترتيب الاوراق وحسم كيفية مقاربة هذا الملف بات أمرا ملحا. وبحسب المعلومات فان حزب الله بات يتحدث عن مرشحين جديين رئيسيين هما قائد الجيش العماد جوزيف عون ورئيس "المردة" سليمان فرنجية، حتى انه لا يبدي اعتراضات على التوصل لتسوية ما تؤدي لوصول عون جديد الى بعبدا، رغم الاعتراضات التي كان قد ساقها أمينه العام السيد حسن نصرالله قبل فترة حول اختراق الادارة الاميركية كما قال بوقتها لليرزة..