غرف صديقة للطفولة والاحداث في قصور العدل في لبنان، من فكرة الى حقيقة- جانين القاصوف
شارك هذا الخبر
Friday, June 24, 2022
بصفتي اختصاصية في العمل الصحي الاجتماعي، خبيرة في شؤون حماية الأطفال والاحداث، وضعت خبرتي العلمية والعملية كمستشارة ضمن مشروع منظمة اليونيسف " إنشاء غرفة صديقة للطفولة في قصور العدل في لبنان"
الهدف من المشروع: تأمين مساحات جديدة ومُبتكرة ضمن قصور العدل، تضمن للحدث المخالف للقانون و/أو المعرض للخطر أو الشاهد بيئة آمنة وحاضنة له وتوفر نظام دعم فعال لسلامته تحفظ كرامته وتؤمن له الاطر المناسبة للاداء بأقواله أو شهادته دون أي ضعط أو إكراه.
بعد زيارة كافة قصور العدل (النبطية، صيدا، زحلة، طرابلس، بعبدا وبيروت) والاجتماع بالرئيس الأول لكل قصر اخترت الموقع المناسب لإنشاء غرفتين بكل قصر العدل الغرفة الأولى مخصصة للاستماع الى الأحداث ما دون الثانية عشر من العمر والغرفة الثانية مخصصة للاستماع الى الأحداث الذين تخطوا الثانية عشر من العمر ولم يتجاوزوا الثامنة عشر أو لم يتجاوزوا الواحدة والعشرون في ملفات الحماية، مع تشديدي على ان تكون الغرف في مساحة غير مكتظة بالناس والموقوفين وأفراد الضابطة العدلية.
المرحلة الثانية كانت التنسيق مع المهندس المستشار لوضعه في اهداف انشاء الغرف والاحتياجات اللوجستية المناسبة (المعدات السمعية والبصرية، المساحة، الألوان، الاثاث، الأبواب والشبابيك الآمنة، الألعاب والكتب المناسبة...) التي تساعد من جهة على خلق جو مريح للأطفال والاحداث يساعدهم على التعبير والتحدث ضمن اطار ضمان حقوقهم وارشادهم على مسؤولياتهم ومن جهة ثانية تحافظ على هيبة القضاء وتساعد القضاة ومعاونيهم على العمل بطريقة تتناسب ومتطلبات العدالة ومن جهة أخرى تؤمن مكاناً مناسباً للأهل او الاولياء لانتظار أبنائهم وبناتهم.
تزامناً وضعت استراتيجية استعمال للغرف من حيث مسؤولية إدارتها وصيانتها والاشراف عليها ومهام كل من يتواجد بداخلها من قضاة، معاونون قضائيون، مندوبون اجتماعيون وافراد الضابطة العدلية.
اليوم تحولت الفكرة الى حقيقة وتم افتتاح هذه الغرف التي تساهم في إزالة أي تمييز في التعاطي مع الأحداث وتضمن أن جميع الأحداث بغض النظر عن: الجنسية، الدين، الجنس، اللغة، العرق والقدرات يحظون بمعاملة بمساواة كاملة.
حماية الأطفال والاحداث كانت وستبقى رسالتي في الحياة لأن حفظ كرامة الأكثر حاجة حق ونحن أبناء الرجاء الذي لا يساوم، لا يخضع ولا يعمل سوى للحق الذي يحرر.
جانين القاصوف خبيرة في شؤون حماية الأطفال والاحداث