جان فغالي - منصب " قائم مقام رئيس بلدية " وهل من " نهاد نوفل " آخر ؟

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 23, 2022

كان يحلو لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن يستشهد بإسم رئيس بلدية زوق مكايل، نهاد نوفل، في معرض تسميته لرؤساء بلديات ناجحين، وهم قلَّة، حوَّلوا بلداتهم إلى معالم سياحية بعدما عملوا جاهدين على جعلها مثالًا في النظام والتنظيم وتوفير بيئةٍ نظيفة، وكان الرئيس بري يقترح ان يُسمَّى نهاد نوفل وزيرًا للبلديات ليعمِّم تجربته الناجحة .
وليد جنبلاط الذي حوَّل الشوف إلى واحةٍ نظيفة، سمَّى بدوره نهاد نوفل ليتبوّأ منصبًا وزاريًا، تقديرًا لأنجازاته.
صار خبرًا أن ينجح رئيس بلدية في تحويل بلدته إلى أنموذج. أما رؤساء البلديات الفاشلون الفاسدون فأكثر من أن يتم إحصاؤهم.
ولأننا في "دولة الإجتهادات"، ما رأيكم في "اجتهاد" يتيح للقائمقام أو للمحافظ أو لوزير البلدية، أن ينتدب رئيس بلديةٍ ناجحًا ليتولى بلدية أو عدة بلديات ثبت فشل رئيس بلديتها أو رؤساء بلدياتها؟ هكذا تتحرر بلديات تعاني الامرَّيْن من رؤساء بلديات فاسدين وفاشلين، وهكذا يكون رئيس البلدية الناجحة مثالًا لغيره من رؤساء البلديات وحافزًا لهم على "الشغل اكثر".
ولئلا نبقى في العموميات، أليس بين رؤساء البلديات الحاليين مَن هو "نهاد نوفل"؟ بالطبع هناك مَن أثبتوا نجاحات بشهادة أبناء تلك البلدات وساكنيها، من بين هؤلاء رئيس بلدية المطيلب، في المتن الشمالي، بول شديد، وليعرف القارئ عمَّا أتكلَّم، ما عليه سوى المرور في المطيلب التي مازالت "ورشة " منذ انتخاب شديد رئيسًا لبلديتها: أرصفة، إنارة، بنى تحتية، تزفيت لا ترقيع، شرطة بلدية منتظمة ومرتَّبة، والأهم من كل ذلك جهاز إداري عصي على قبول الرشوة.
إذا اعتمدنا "الاجتهاد" الآنف الذِكر، لماذا لا يكون شديد "قائمقام" رؤساء بلديات فاشلين وفاسدين وعاجزين، شرق المطيلب وغربها وجنوبها وشمالها؟ وأكثر من ذلك، لماذا لا يُنتدَب ليتولى بلديات خارج المتن الشمالي، في بلدات يُصنَّف أبناؤها وساكنوها بأنهم "مقهورون" بسبب وجود رؤساء بلديات حملتهم العصبيات العائلية إلى سدة البلدية لكنهم أثبتوا فشلهم الذريع إذ حوَّلوا تلك البلدات إلى مثال الفشل والعجز. ومَن يدري ؟ فقد يقتَرح وزيرًا كما اقتُرِح نهاد نوفل؟
ليس تفصيلًا أن يتمنى المرء العيش في المطيلب، كما كان يتمنى العيش في ذوق مكايل. فالحرمان من أدنى متطلبات العيش، ليس قدرًا بل قهرًا يسببه رئيس بلدية فاشل يحمل صفة "ريِّس" في غفلةٍ من الزمن .