فايننشال تايمز- روسيا تنتظر تغييرا عظيما تؤخره البوتينية

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 23, 2022

في الفايننشال تايمز مقال حول الوضع السياسي في روسيا و"التغيير القادم" هناك، بعنوان "البوتينية تؤخر تحولا إصلاحيا في دورة التاريخ الروسي".

وقال الكاتب توني باربر إنه من المؤكد أن نظاما أقل قمعية سيظهر يوما ما (في روسيا)، لكن تأثير الغرب على التغيير السياسي في روسيا "سيكون محدودا".

ويؤكد الكاتب على أن التغيير قادم إلى روسيا، قائلا "لنكون دقيقين، التغيير العظيم قادم. هذا هو اسم حركة الأطفال والشباب التي يؤسسها الكرملين تحت السيطرة الشخصية للرئيس فلاديمير بوتين".

ويشير الكاتب إلى أن "مبادرة بوتين الجديدة تستدعي إلى الأذهان حركة الرواد الشباب للتدريب الأيدولوجي، والتي كانت عضويتها بمثابة بوابة مرور للشباب السوفيتي".

وظهر مشروع قانون إحداث التغيير العظيم في 19 مايو/آيار، الذكرى المئوية للرواد. ويحظر على الحركة الجديدة التعاون مع "عملاء أجانب" ومنظمات "غير مرغوب فيها"، في إشارة إلى المنظمات الموجودة في الغرب ومن ينتقدون النظام الروسي من الداخل.

ويقول الكانب "يتردد أصداء الماضي المؤلم لروسيا بطرق أخرى مع دخول حرب بوتين على أوكرانيا شهرها الخامس".

ويرى باربر أن تعريف البوتينية (سياسة الرئيس بوتين)، التي تدخل عقدها الثالث، هو أنها "عبارة عن القمع الداخلي والتلاعب بالعقول بقدر ما يتم تعريفها بالعدوان الأجنبي. هذا المزيج هو سمة ثابتة للتاريخ الروسي الحديث. على العكس من ذلك، عندما تمر روسيا بلحظة ليبرالية في الداخل، كما كان الحال في عهد ميخائيل غورباتشوف، الزعيم السوفيتي السابق، فإن سياستها الخارجية تميل إلى تهدئة التوترات الدولية".

ويعقد الكاتب بأنه "لا يمكن تخيل أي تحول ليبرالي في عهد بوتين". ويقول إن تاريخ روسيا يمر من خلال دورات: الدكتاتورية في عهد جوزيف ستالين، والإصلاح في ظل نيكيتا خروشوف، والظروف الأكثر صرامة في ظل ليونيد بريجنيف، والتحرير في ظل غورباتشوف وبوريس يلتسين ، والقمع في عهد بوتين. على الرغم من أننا لا نعرف متى ستعود الدورة مرة أخرى بالتأكيد".

لكنه يعتقد أن حرب أوكرانيا قد تلعب دورها في إحداث التغيير، وذلك لأن الحروب السابقة التي سارت بشكل خاطئ، حرب القرم 1853-1856 وغزو أفغانستان عام 1979، قد "حفزت السعي نحو الإصلاح، مما أدى على التوالي إلى تحرير المزارعين (عبيد الأرض) وبيريسترويكا الرئيس غورباتشوف". من ناحية أخرى "قد يؤدي انتصار روسيا في أوكرانيا إلى إطالة دورة القمع، كما فعل انتصار ستالين على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية".

ومع هذا فإن الكاتب يشير إلى أن الكثير من الرأي العام الغربي "يؤمن بشيء أفضل ينبثق في روسيا"، لكنه يقول إن الغرب "غالبا ما يخدع نفسه".

واستطرد قائلا إنه في عام 2008، عندما اختار بوتين ديمتري ميدفيديف، ليحل محله لمدة أربع سنوات كرئيس، استغل الغربيون شغف الرجل الجديد بفرقة الروك البريطانية Deep Purple . واعتقد الغرب أن هناك روسيا ما بعد الشيوعية يمكن التعامل معه، لكن القصة تلاشت، وكان فجرا كاذبا، بحسب الكاتب.

ويصف الكاتب ميدفيديف بأنه الآن "أحد أبواق دعاية وسائل الإعلام الاجتماعية الخبيثة التي تدين أعداء روسيا على أنهم أوغاد ومنحطون".

ويضيف الكاتب أن الطبيعة غير المنتظمة لهياكل سلطة بوتين تجعل من الصعب تحديد من قد يجسد التحول التالي للدورة. ويقول إن الكثير من القوة تكمن في الجيش ورجال الأمن، لكن بعض الشخصيات المؤثرة، مثل يفغيني بريغوزين، رجل الأعمال المعروف بلقب "طاهي بوتين"، لا يشغلون أي منصب حكومي رسمي.