سقوط نوّاف سلام... وميقاتي رئيساً مكلّفاً بأقلّ من 60- جوزفين ديب

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 23, 2022

كتبت جوزفين ديب في "أساس":

حتّى ساعات الليل استمرّت الاجتماعات المفتوحة بين النواب التغييريّين لحسم موقفهم من الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا اليوم. وقد شهدوا انقساماً حادّاً في المواقف على خلفيّة أنّ "حزب تقدّم"، المتمثّل بالنائبين مارك ضو ونجاة صليبا، سمّى السفير نوّاف سلام لتكليفه رئاسة الحكومة.

أثارت هذه التسمية المبكرة اعتراض الكتلة التي كان أعضاؤها الآخرون يفضّلون أن ينتظروا لإعلان موقف موحّد بعد اجتماعهم. وهكذا انقسم النواب في اجتماعهم بين مَن يريد سلام رئيساً مكلّفاً وبين من يعتبره "جزءاً من المنظومة"، بحسب ما قالت مصادر من داخل الاجتماع لـ"أساس".

تحدّثت المعلومات التي رافقت الاجتماع عن توجّه التكتّل إلى تسمية "لا أحد"، لاعتبارات تتعلّق بـ"وحدة الصفّ"، ولا سيّما أنّ القوات اللبنانية سبق أن ضربت فكرة تجميع عدد من الكتل النيابية حول نواف سلام بإعلان رئيسها سمير جعجع أنّها لن تسمّي أحداً.

بهذا الموقف، ينحصر تكليف سلام بـ"اللقاء الديمقراطي"، مع ثمانية أصوات، لأنّ غسان سكاف يُعتبر مستقلّاً عنهم في تسميته الرئيس نجيب ميقاتي، إضافة إلى 4 أصوات لحزب الكتائب اللبنانية، فيصبح مجموع الأصوات التي سيحصل عليها سلام 12 فقط لا غير ما عدا من ينفرد بدعمهم من التغييريين.

يتحدّث بعض المتابعين لمشاورات الكتل قبل التكليف عن فشل "اللقاء الديمقراطي" في استدراج "القوات" إلى تكليف سلام. فعلى الرغم من الحسابات الشعبية للنائب تيمور جنبلاط، الذي قرّر أن يتمايز عن سياسة والده، ثمّة من تحدّث عن أنّ مسارعة الكتلة إلى تسمية سلام هدفه التمهيد لحصوله على أكبر تأييد ممكن. غير أنّ ذلك لم يحصل. ومن جهتها، برّرت القوات على لسان رئيسها عدم تسمية سلام بأنّها سبق أن سمّت سلام لكن لم تلمس منه أيّ تجاوب. بالإضافة إلى الكلام الذي دار خلف الكواليس عن علاقة سياسية جيّدة تجمع بين القوات وميقاتي. وثمّة مَن همس أنّ ميقاتي "سلّف" القوات في طرابلس بعدم دعم سليمان جان عبيد ما سهّل وصول النائب القواتي غيلي الخوري. لتردّ له الجميل في هذه الاستشارات تحديداً. هكذا جاء قرار القوات بالتصويت لـ"لا أحد" منعاً لإحراج ميقاتي ومنعاً لإحراج القوات أيضاً.

أمّا التيار الوطني الحرّ فقد التزم الصمت على الرغم من المواقف المعلنة لرئيسه جبران باسيل والمتخاصمة مع ميقاتي، ولا سيّما بعد الحديث عن شروط وضعها باسيل قبل أن ينفيها في بيان رسمي.

كان باسيل جمع نوّابه في لقاء عبر تقنية "الزوم" ليلاً للتباحث في التسمية. غير أنّ التوجّه كان لتسمية "لا أحد أيضاً". وبالتالي يكون ميقاتي قد خسر أكبر كتلتين مسيحيّتين واحتفظ بتصويت كتلة النواب طوني فرنجية فريد الخازن ووليم طوق.

في المحصّلة فإنّ ميقاتي الذي يحظى بدعم "الثنائي الشيعي" الكامل والكتل السنّيّة الكبرى، أي قدامى الحريرية ومعهم سُنّة الثامن من آذار، سيحصل على أصوات يراوح عددها بين 55 و59 صوتاً، كما نشر "أساس" أمس. هذا إذا أضفنا إلى الـ55 المعلَنين كلّاً من غسان سكاف وميشال ضاهر، وفي حال صوّت لمصلحته جميل عبّود ونعمة إفرام الذي سبق أن رجّح تصويته لـ"لا أحد".

صوّت لـ"لا أحد" أيضاً المستقلّون أسامة سعد وعبد الرحمن البزري الذي لوّح بأنّه قد يصوّت لنفسه، وشربل مسعد زميلهما من جزّين.

اللافت أنّ هناك كتلة من أربعة نواب شهدت ولادتها دارة النائب ميشال معوّض وضمّت إليه النواب أديب عبد المسيح، فؤاد مخزومي وأشرف ريفي، وأعلنت أنّها لن تصوّت لأحد.

وكان لافتاً أمس إعلان "تكتل الاعتدال الوطني" من الشمال، المؤلف من النواب محمد سليمان وأحمد الخير ووليد البعريني وعبد العزيز الصمد (سنّة) وسجيع عطية (أرثوذكسي) وأحمد رستم (علوي)، وأمين سرّ التكتل النائب السابق عن المقعد الماروني في عكّار هادي حبيش.

سيسمّي هذا التكتل ميقاتي مقدّما له الغطاء السنّي والشمالي. وقد أكد النائب أحمد الخير أنّ التكتل سيكون منفتحاً للحوار معَ الكتل السياسيةِ والنوابِ المستقلينَ انطلاقا من مصلحةِ البلد، مشدداً على معالجةِ أزمةِ النزوحِ السوري، ودعا إلى إقرارِ الاستراتيجيةِ الدفاعيةِ التي تحمي لبنانَ من الأطماعِ الاسرائيلية وتحمي نفطَ لبنان.

وبالتالي يبدو المشهد أقرب إلى تكليف هزيل لميقاتي الذي سيحظى بأكبر عدد من الأصوات يخوّله أن يكون رئيساً مكلّفاً، لكن على الأرجح لن يخوّله تشكيل الحكومة.

وعلى وقع اللامبالاة السعودية تجاه ميقاتي، والدعم الفرنسي له، سيشهد لبنان أشهراً بلا حكومة أصيلة بانتظار الاستحقاق الأكبر في قصر بعبدا.