روايات المرضى وبياناتهم تكشف عن هجمات عشوائية متسقة ضد المدنيين في أوكرانيا
شارك هذا الخبر
Wednesday, June 22, 2022
تظهر البيانات الطبية وشهادات المرضى الذين تم إجلاؤهم على قطار الإحالة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود أن الحرب في أوكرانيا تُنَفَّذ بغياب صارخ للاهتمام بتحييد المدنيين وحمايتهم. كان أكثر من 40 في المئة من جرحى الحرب على متن القطار من كبار السن والأطفال الذين أصيبوا بجروح ناجمة عن انفجارات، وبتر أطراف نتيجة إصابات بالغة، وجروح شظايا وطلقات نارية. ويشير هذا إلى عدم احترام حماية المدنيين وهو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي، بحسب أطباء بلا حدود
وفي الفترة من 31 مارس/آذار إلى 6 يونيو/حزيران، قامت المنظمة بإجلاء طبي لـ 653 مريضاً بالقطار من مناطق متأثرة بالحرب في الشرق إلى مستشفيات في أجزاء من البلد أكثر أماناً. وخلال الرحلة الممتدة لـ 20 إلى 30 ساعة، قام الممرضون والأطباء بمراقبة المرضى وتقديم الرعاية للحفاظ على استقرارهم. وقد أخبرَ العديد من الأشخاص لموظفي أطباء بلا حدود عن الأحداث المروعة التي مروا بها.
وقال كريستوفر ستوكس، منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: "تظهر جروح مرضانا والقصص التي يروونها بلا شك المستوى المروع للمعاناة من العنف العشوائي لهذه الحرب. أصيب العديد من المرضى على متن قطار منظمة أطباء بلا حدود من جراء الضربات العسكرية التي ضربت مناطق سكنية مدنية. وعلى الرغم من أننا لا نستطيع أن نؤكد على وجه التحديد نية استهداف المدنيين، فإن قرار استخدام الأسلحة الثقيلة بشكل كلي في مناطق مكتظة بالسكان يعني أنه لا مفر من إصابة المدنيين ومقتلهم، وعليه لا يمكن التعذر بعدم المعرفة مسبقاً".
ومما رواه المرضى، ظهرت العديد من النقاط والجوانب المتسقة والمروعة: • تعرض المدنيون لإطلاق نار أثناء إجلائهم أو هُوجِموا أثناء محاولتهم مغادرة مناطق الحرب؛ • أدى القصف الجوي والمدفعي العشوائي إلى قتل وتشويه أشخاص يعيشون في مناطق سكنية؛ • تعرض كبار السن لمعاملة وحشية وهُوجِموا بشكل مباشر، وتغاضت القوات المهاجمة كلياً عن وضعهم الهش بشكل خاص؛ • أنواع الجروح في الغالب واسعة شاملة ومروعة ويبدو أنها تصيب الجميع، وبشكل عشوائي، سواء أكانوا ذكوراً أو إناثاً، صغاراً أو كباراً.
الأشخاص الذين تمت إحالتهم بالقطار هم في الغالب إما مرضى يُعالَجون في المستشفيات منذ مدة طويلة أو جرحى حرب جدد يحتاجون إلى رعاية ما بعد الجراحة بعد إصابات بالغة. ومن بين أكثر من 600 مريض تم نقلهم ورعايتهم في القطار الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود على مدى شهرين، كان 355 منهم قد أصيبوا كنتيجة مباشرة للحرب. وقد عانت الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى من إصابات ناجمة عن انفجارات. ونسبة 11 في المئة من مرضى إصابات الحرب كانوا دون الـ 18 من العمر، و30 في المئة فوق الـ 60 من العمر.
وتقول امرأة تبلغ من العمر 92 عاماً من ليمان، منطقة دونييسك: "كنت متجهةً إلى المرحاض عندما وقع انفجار. فقدت وعيي وسقطت. وبمجرد أن استعدت وعيي، كان وجهي مغطىً بدم جاف. كان لدي كسر مفتوح في الذراع ولا بد أن أنفي كُسر أيضاً عندما سقطت. كنت وحيدةً وأتألم وأصرخ طلباً للمساعدة لكن من دون أن يسمعني أحد. بعدها، وجدني أحد المتطوعين وبقيَ يومين يحاول استدعاء سيارة إسعاف كي تنقلني إلى المستشفى".
وقد تسببت جروح الانفجارات في 73 في المئة من إصابات الحرب، و20 في المئة منها نجمت عن الشظايا أو الأعيرة النارية، وما تبقى كان نتيجة حوادث عنف أخرى. وأكثر من 10 في المئة من مرضى إصابات الحرب فقدوا طرفاً أو أكثر، وأصغر هؤلاء المصابين يبلغ من العمر ست سنوات فقط.
ويخبرُ مرضى أطباء بلا حدود ومرافقوهم في القطار قصصاً لا يمكن تصورها عن أطفال ورجال ونساء علِقوا وسط النزاع، وقُصفوا في الملاجئ، وهوجموا أثناء عمليات الإجلاء، وأصيبوا بجروح خطيرة بسبب انفجارات، أو قنابل، أو طلقات نارية، أو ألغام وشظايا. وأفاد بعض المرضى بأنهم أصيبوا في منازلهم. وتعرض آخرون لنيران الأسلحة الثقيلة أثناء محاولتهم السفر إلى مناطق أكثر أماناً. وأشار معظم المرضى الذين تحدثنا معهم عن تحديد من هو المسؤول عن إصاباتهم إلى القوات العسكرية الروسية والمدعومة من روسيا.
وقال الدكتور برتراند دراغيز، رئيس منظمة أطباء بلا حدود: "كما هو الحال في جميع النزاعات، تدعو أطباء بلا حدود جميع الجماعات المسلحة إلى احترام القانون الإنساني الدولي والتقيد بالتزاماتها بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، والسماح للناس بالوصول إلى بر الأمان، والسماح بالإجلاء الآمن وفي الوقت اللازم للمرضى والجرحى. وبالإضافة إلى ذلك، ندعو إلى توفير ممر لوصول المساعدات الإنسانية كي نتمكن من تقديم المساعدة للناس أينما كانوا". وأضاف: "نرى في أوكرانيا، بأدنى تقدير، هجمات عشوائية على المدنيين، لذلك فإن نداءنا عاجل بشكل خاص".