بسام أبو زيد- خيارات الطاشناق وهجرة الأرمن

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 25, 2022


كتب بسّام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

في لبنان هناك من لا يفرق بين اللبنانيين الأرمن وحزب الطاشناق ولكن هذا الأمر ليس بصحيح وهذا ما أثبتته الانتخابات النيابية الأخيرة، فالطاشناق حصل على ٣ مقاعد في المتن وبيروت الأولى وزحلة، فيما حقق أخصامه انتصاراً كبيراً عليه في بيروت الأولى فاحتلوا ٣ مقاعد أيضاً.

لم يعد الطاشناق مع القيادة الموجودة حالياً تلك الرافعة الانتخابية من حيث حجم الأصوات، فالمؤيدون له في لبنان تراجعوا لثلاثة أسباب بحسب مصادر أرمنية: الأول هو هجرة اللبنانيين الأرمن، والثاني أن لبنانيين أرمن تراجعوا عن التصويت له بسبب الخيارات السياسية التي يعتمدها وعدم رضاهم عن الكثير من الخطوات التي تقوم بها القيادة الحزبية وصولاً إلى عدم تسجيل إنجازات يعتد بها تخدم المناطق التي يعيش فيها هؤلاء، وليس أدلّ على ذلك ما يحدث في منطقة الجديدة برج حمود حيث تحوّل جزء كبير منها إلى مطمر ومكب للنفايات يوزع أضراراً صحية وبيئية على المواطنين القاطنين هناك ومن ضمنهم اللبنانيون الأرمن، والسبب الثالث هو أن استقالات سجلت في صفوف الحزب.

في الانتخابات النيابية الأخيرة احتاجت قيادة حزب الطاشناق للتفتيش عن رافعات من أجل إيصال مرشحيها، وهي كانت تدرك منذ بداية التحضير للإنتخابات الصعوبات التي تمر بها فاختارت في بيروت الأولى التحالف مع التيار الوطني الحر وفي المتن مع ميشال المر وفي زحلة مع حزب الله، وتؤكد أرقام النتائج أنه لولا هذه التحالفات لما تمكن الطاشناق من الحصول على نائب واحد، فما حصل عليه كان جراء الكسور في الحواصل وما كانت هذه الكسور لتستكمل لو لم يأت من يريفان بناخبين لبنانيين أرمن حملتهم على نفقته ثلاث طائرات تابعة لشركة طيران الشرق الأوسط كي يدلوا بأصواتهم في بيروت والمتن.

وقالت المصادر الأرمنية إن قيادة حزب الطاشناق لم تحسن اختيار معظم المرشحين للمقاعد النيابية وأن العامل المالي لعب دوراً في تزكية البعض على البعض الآخر رغم أن من بينهم من ورد اسمه في أوراق بناما، لافتة إلى أن من عوامل الفشل هو الانقسام في حزب الطاشناق في الولايات المتحدة بين الشرعية في أرمينيا والموالية للتحالف الروسي الإيراني وبين المجموعة التي يقودها فيكين هوسيبان والموالية لواشنطن وهذا ما جعل الناخبين اللبنانيين الأرمن في الولايات المتحدة غير متحمسين للإدلاء بأصواتهم لقيادة الطاشناق في بيروت الموالية للمحور الروسي الإيراني.

وفي هذا المجال أيضاً لوحظ غياب القيادي في حزب الطاشناق كارنيك سركيسيان عن مهرجانات قيادة حزب الطاشناق في لبنان وهو الذي كان يستعان به من أجل بث الروح الحماسية من خلال أغانيه الوطنية في الناخبين الأرمن في لبنان، وقالت المعلومات إن سركيسيان قد يكون ممنوعاً من السفر خارج الولايات المتحدة بأمر قضائي.

في هذه الانتخابات لم تغير قيادة حزب الطاشناق من توجهاتها السياسية فهي بقيت في المحور الممانع المدعوم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والنظام السوري، وليس أدلّ على ذلك الهجوم غير المسبوق الذي شنه النائب هاغوب بقرادونيان ضد القوات اللبنانية في خطاب ألقاه في برج حمود باللغة الأرمنية حاول فيه تأليب الأرمن ضد القوات اللبنانية على خلفية أنها في خلال الحرب قصفت برج حمود وخطفت قياديين أرمن، ولم تستطع قيادة حزب الطاشناق اليوم إثبات استقلالية تأخذها باتجاه بناء الدولة القوية والفاعلة، هذه الدولة إن وجدت وحدها ستمكن قيادة حزب الطاشناق من الحفاظ على وجودها السياسي وإلا فإن الأرمن سيهجرون الطاشناق إلى جهات سياسية لبنانية أخرى وسيواصلون هجرتهم من لبنان.