التلغراف- بوتين لا يستحق أقل من الهزيمة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 25, 2022

في التلغراف، مقال رأي لروبرت تومبز بعنوان: "فلاديمير بوتين لا يستحق أقل من الهزيمة".

ويقول الكاتب ان هنري كيسنجر، حث في المنتدى الاقتصادي العالمي هذا الأسبوع، أوكرانيا على التخفيف من بطولاتها، لصالح التصرف بحكمة، ودعا إلى إجراء مفاوضات في غضون "الشهرين المقبلين أو نحو ذلك".

وقال كيسنجر إن أوكرانيا يجب ألا تخوض "حربا ضد روسيا نفسها". وذلك لأن روسيا كانت طوال 400 عام "جزءاً أساسياً" من "التوازن الأوروبي" ويجب أن تكون أوكرانيا راضية عن كونها "دولة محايدة".

ويعتبر الكاتب ذلك انه مثال كلاسيكي على النهج الواقعي للعلاقات الدولية، الذي كان كيسنجر من رواده منذ عام 1954 حين كتب عن استعادة أوروبا بعد نابليون.

ويقول الكاتب إن الواقعية ترى الدول على أنها جهات فاعلة عقلانية وطويلة الأمد، تعمل من خلال دبلوماسية رفيعة المستوى تهدف إلى التخفيف من حدة الصراع.

ويضيف: "أن تكون واقعيا هو بالتأكيد أمر أخلاقي، والاهتمام بالنتائج أكثر من الاهتمام بالخطاب والعاطفة يمكن أن يكون أخلاقياً بعمق".

أما الاختبار الحقيقي للواقعية بحسب الكاتب، فهو ما إذا كانت تعمل في الحقيقة.

ويقول إن استرضاء نيفيل تشامبرلين لهتلر في عام 1938، هو "أسوأ مثال في التاريخ الحديث للواقعية، التي لم تنجح". ويضيف أن تشامبرلين أراد أن يتعامل مع هتلر بعقلانية، وفهم مطالبه وتقديم تنازلات معقولة لتجنب كارثة الحرب العالمية، "التي كان يخافها بحق". لكن هتلر لم يكن عقلانيا وجاءت الكارثة.

ويشير الكاتب إلى أنه يمكننا أن نرى المشكلة التي يواجهها العالم الآن، على أنها صراع بين شكلين من الواقعية. كما في عام 1938، متسائلا، "هل من الواقعي تقديم تنازلات للمعتدي على أمل تجنب ما هو أسوأ، أم المقاومة من أجل هزيمة المعتدي وردع الآخرين؟". ويقول الكاتب إن الصين اليوم في وضع مشابه لموقف الاتحاد السوفيتي في عام 1939، عندما وقعت اتفاقا مع المعتدي المنتصر هتلر.

ويعتبر أنه يتم استغلال وجهة نظر كيسنجر من قبل أولئك الذين يريدون إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن.

ويقول إنه هناك أيضاً العديد ممن تتمثل مصالحهم الاقتصادية والسياسية القوية في العودة إلى طبيعتها وإقناع روسيا بالعودة إلى القطيع. ومن بين هؤلاء "غالبية المؤسسة الألمانية وإيمانويل ماكرون في فرنسا".

ويضيف أنه لذلك "يمكننا قريبا أن نرى تفككا للتضامن المتبجح بالعالم الديمقراطي وحلف الناتو".

من الجهة الأولى، ربما نجد بريطانيا ومعظم دول أوروبا الشرقية والدول الاسكندنافية وأمريكا بايدن. وعلى الجانب الآخر، ألمانيا وفرنسا والمجر ومعظم دول عدم الانحياز الذين يخشون بشكل مفهوم العواقب الاقتصادية لحرب ليست حربهم، بحسب الكاتب.

وبذلك، قد يجد المسترضون طريقهم، وقد يُعرض على روسيا انتصار رمزي.

ويعتبر الكاتب إن لغة كيسنجر وغيره تقوض بالفعل الموقف التفاوضي للأوكرانيين. فلماذا يتقدم بوتين "بأي تنازل، إذا كان يعتقد أن المعارضة تضعف؟ إن سلطته المحلية، مثل سلطة هتلر، ستتعزز حتى من خلال تحقيق نصف نجاح".

والأسوأ من ذلك بحسب الكاتب، هو انه يبدو حتى الآن أن الصين تتراجع عن دعمها لروسيا وتفكر مرتين في مهاجمة تايوان: ولكن "ماذا لو أثبت بوتين أن الغرب منقسم وضعيف كما يطمح أعداؤه"؟.

ويشير الكاتب الى أن خطر الاسترضاء يكمن في أنه يقوي المعتدين ويشجعهم، وفي أحسن الأحوال يؤخر الصراع بينما يجعل الحساب النهائي أسوأ. وأضاف أن كيسنجر قال شيئا لم يلاحظ كثيرا وهو أن الحل يجب أن يكون العودة إلى "الوضع الراهن".

ويجب أن يعني ذلك "انسحاباً روسياً إلى نقاط البداية، وتحرير الساحل الأوكراني وترك بوتين من دون أي شيء في حربه المكلفة والمدمرة".

وينهي مقاله قائلاً: "كيفما نسجها، ستكون هذه هزيمة. لا ينبغي على الغرب أن يفكر في شيء أقل من ذلك".