قاعدة أولية في السياسة الاميركية : ايران العدو الضرورة في المنطقة… بقلم المحامي فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 23, 2021


يتوقف الرئيس كميل شمعون في كتابه "أزمة في الشرق الأوسط" عند مواقف السياسة الاميركية ويصف الولايات المتحدة بأنها "عدوة حلفائها، حيادية تجاه اعدائها وحليفة الحياديين".
لكي نفهم السياسية الاميركية لا بد من أخذ معيار أساسي هو "المصلحة" على نحو ما يقوله ونستون تشرشل :" في السياسة ليس هناك عدو دائم او صديق دائم هناك مصالح دائمة".
ان سياسة الولايات المتحدة الاميركية في الشرق الاوسط كانت ومازالت منذ اعلان دولة اسرائيل الى يومنا هذا، تسعى الى خلق الثنائيات المتصادمة، وهو ما يسمى بتوازن الرعب.
فقد تكون الولايات المتحدة على عداوة مع ايران، انما بالنسبة للسياسة الاميركية ايران هي ضرورة حتمية للمصالح الاميركية في المنطقة من شأنها دفع العرب الى شراء السلاح منها بمليارات الدولارات سنوياً، ومن شأنها أيضاً احياء الصراع الطائفي "السني - الشيعي" والقومي "العربي - الفارسي" في المنطقة، وابعاد شبح أخطار الحرب العربية عن اسرائيل، وصولاً الى حث الدول العربية على توقيع معاهدات سلام مع اسرائيل.
واليوم وبعد سقوط اتفاقيتي اوسلو ومدريد وفشل محاولات السلام الشامل في المنطقة، تغيّر التكتيك انما لم تتغيّر الاستراتيجية الاميركية.
فالمشروع الاميركي يبقى هو ذاته ويرمي الى تعزيز الحضور الايراني في المنطقة واشعال نار الفتنة الطائفية والقومية، وتقسيم المنطقة الى محورين كبيرين متصارعين الأمر الذي يخدم المصالح الاميركية والاسرائيلية.
على الأرض اللبنانية، لا شك ان الولايات المتحدة على خصومة مع حزب الله، انما، وفي الوقت ذاته، أهمية لبنان بالنسبة للسياسة الاميركية تتحقق من خلال خمسة ملفات استراتيجية او مصالح حيوية هي : ١-ضبط المخيمات الفلسطينية. ٢-حماية أمن الحدود الشمالية لاسرائيل. ٣-التحكم بملف النازحين السوريين. ٤-النفط والغاز اللبناني. ٥-ملف المياه.
ان الأهمية القصوى لهذه الملفات تتفوق على واقع العداء الاميركي لحزب الله ويدفع الاميركيين الى تعزيز موقع ودور حزب الله في لبنان متى كان هذا الموقع والدور يخدم مصالحهم، علاوة على ان الوجود النافذ لحزب الله، كأداة ايرانية في لبنان، ليس الا تكملة لصورة الانقسام المنشود في الشرق الاوسط، بحيث ان ضرورة حزب الله وأهميته الحيوية للمصالح الاميركية يجعل منه العدو الغالي جداً على قلب الولايات المتحدة، ومن الواجب المحافظة عليه.
فمن ينتظر التدخل الاميركي او الدولي لتغيير المعادلة في لبنان هو مخطئ وواهم.
وان كسر المحور الايراني وذراعه العسكرية في لبنان خدمة للمحور المقابل هو مجرد حلم ليس الا.
قد يختلف التكتيك، وقد يفرض المجتمع الدولي تعديلات على بعض تفاصيل الصورة الظاهرية، انما في العمق الاستراتيجية هي ذاتها.
بحيث يبقى الخيار الوحيد امام السياديين اللبنانيين هو معرفة كيفية التموضع والتأقلم مع اللعبة الدولية وكسب نقاط ومواقع متقدمة عوضاً عن الاسراف بالاحلام الواهية.
فهل من يقرأ جيداً تاريخ ومعطيات شرقنا العربي ويتعظ؟