المستشار ياسين أقطاي: أحد أسباب تطور تركيا أننا رسخنا ثقافة المحاسبة

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, October 19, 2021




افتتح مستشار رئيس الجمهورية التركية د.ياسين أقطاي معرض اسطنبول الدولي للكتاب العربي السنوي السادس والذي أقيم في مركز فوار - اسطنبول. وخلال حفل الإفتتاح تحدث د. أقطاي عن ضرورة تفعيل جسور التعاون بين الدول العربية وتركيا، مشيرا بأن الدولة التركية تشجع دور النشر العربية على ترجمة الكتب التركية إلى العربية، وأنه قام شخصيا بترجمة خمس من كتبه، وقريبا سيصدر له كتابين تمت ترجمتهما إلى اللغة العربية.

الجدير ذكره ان د. ياسين أقطاي هو كاتب وأكاديمي متخصص في علم الإجتماع، وشغل عدة مناصب في الدولة. التقته الزميلة الإعلامية ماري - راغدة الحلبي في دار أكيول للنشر والتوزيع حيث وقع كتبه في معرض الكتاب، وأجرت معه الحوار التالي:


✨ باختصار ما هو مضمون كتابكم"فن الإشتباك عالمية الإسلام ومصادر العلمنة"؟

يتضمن هذا الكتاب مفاهيم عن العلمانية في الواقع المعاصر وتأثيراتها على الدول والشعوب، ومدى تقبلها فكرة ونظاما ، وفيما اذا كان هنالك إمكانية لتحول هذا النهج العلماني إلى نهج سياسي إسلامي، وكيف هي علاقة العلمانية بالدين، وكيفية ترتيب وتنظيم علاقة الدولة بالدين والدين بالدولة..

كما ناقشنا في الكتاب عدة قضايا منها تجربة حزب العدالة والتنمية التركي في الإنسجام بين العلمانية وحرية التدين، إضافة إلى مواضيع أخرى.



✨لماذا سلطتم الضوء في أحد كتبكم على سيد قطب، وهو مفكر وكاتب إسلامي مصري وعضو في جماعة الإخوان المسلمين؟

إن الهدف من تأليف كتابي "سيد قطب بين غلو محبيه وظلم ناقديه" (اللاهوت السياسي التاريخي) هو تبيان الصورة الحقيقية لفكر ونهج قطب الذي شوهه المحيطون به وبرزوه بطريقة مغايرة وغير صحيحة. إذ يشكل يشكل هذا الكتاب جزء من دراسة فكرية متكاملة عن رجل من عمالقة الفكر الإسلامي المعاصر الذي ترك أثرا على الأجيال المتتالية حتى بعد استشهاده وإلى يومنا هذا.




✨ حدثنا عن كتاب أرض الكنانة الثورة والثورة المضادة.
يتضمن هذا الكتاب مقالات نشرت لي في جريدة "يني شفك"، التي تضمنت الحديث عن وضع مصر ما بعد الإنقلاب. إذ عبرت فيه عن رؤيتي لما يجري في الواقع الإسلامي والعربي والتركي، وركزت على ما يخص الشأن المصري، فيما يتعلق بوقائع وأحداث ثورة 25 يناير المجيدة عام 2011 والإنقلاب العسكري الدموي عليها..

طبعا الهدف من جمع مقالاتي في كتاب هو تمكين القارئ من ربط الأحداث وقراءة الوقائع وفهم مجريات الأمور في المنطقة العربية اليوم.




✨ لماذا أوليتم مصر المساحة الأكبر في مؤلفاتكم؟
مصر هي دولة مهمة، وإنني من المتخصصين عن الوضع في مصر إذ درست تاريخ وحضارة مصر وعلاقة تركيا بمصر في تاريخ الحداثة وعهد الإسلام والعثمانيين. وأعتبر ان كل مثقف يتوجب عليه الإطلاع على كل ما يخص حضارة مصر وتاريخها وثقافتها.



✨ هل جاء كتاب تاجر الدين نموذج لاستغلال الدين في أغراض سياسية كرد فعل على محاولة الإنقلاب التي قام بها فتح الله غولن، أم ان هدفه توعية الناس على خطورة جميع التحركات التي تتاجر بالدين؟

لا شك بأن كتابي هذا قد جاء ليكشف للقراء خبايا وأسرار وأهداف حركة فتح الله غولن، الذي قام بمحاولة انقلاب فاشلة على الحكم في تركيا بتاريخ 15 تموز 2016 ، وقد راح ضحيتها 250 شهيدا تركيا.

لكنني من جهة أخرى، تعمدت تعرية وكشف معظم التحركات التي تتاجر بالدين، والتي ارتدت ثوب الإسلام لتخفي أهدافها الحقيقية التي تتعارض تماما مع ما ينادي به الإسلام من عدالة حقيقية تطال الحاكم والمحكوم وتصون البلاد والعباد. وذلك تنفيذا لقول الله تعالى "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل."

لذلك، وضحت لماذا تلجأ بعض الحركات الإسلامية إلى السرية والكتمان، ولماذا تتستر بالعمل الخيري والتطوعي، وما السر وراء تحالف بعض هذه الحركات مع القوى المحلية والدولية المعادية لمصالح الشعوب، ولماذا يفرض قادة هذه التحركات هالة من العصمة على شخصياتهم، ويفرضون الطاعة العمياء على اتباعهم، ولماذا تغيب هذه التحركات الشفافية في الحوار والمحاسبة ...




✨هل جاء كتاب أزمان الكاريزما ليسلط الضوء على كاريزما الرئيس رجب طيب أردوغان؟

في الواقع، إن كتاب أزمان الكاريزما تناول الحديث عن علم اجتماع القيادة ودورها في تطور أي بلد أو سياسة، وكيف أن كاريزما القائد تصنع التغيير في المجتمع فتقوده نحو التنمية والتحضر والتطور، كما أنها تشكل حركة تحول فعالة في انتقال المجتمعات من حالة إلى أخرى.

وطبعا، تناولنا الحديث عن شخصية الرئيس أردوغان، باعتباره عنوانا لعودة الحياة الديمقراطية إلى تركيا بعد عصر الإنقلابات العسكرية، لكننا أيضا ناقشنا أمورا أخرى.



✨ماهي برأيكم مصادر الكاريزما عند القائد؟
إن التماسك والنجاح هما من أهم مصادر الكاريزما التي تمنح مقدارا هائلا من الطاقة اللامتناهية، كما أن نجاح القائد في التغلب على الأزمات تثري تلك الكاريزما.



✨ كثيرون ممن يعرفون تركيا يقولون بأن تركيا شهدت نهضة وتطورا كبيرا منذ 20 عاماً على جميع الأصعدة، خصوصاً على صعيد التنمية البشرية، فهنالك تغير واضح في سلوكيات ونهج الشعب التركي الذي اصبح أكثر مرونة ودبلوماسية وانفتاحا.. فما هي الخطوات التي اتبعتها الحكومة التركية حتى حققت كل هذا الإنماء والتقدم؟

الديمقراطية هي أحد أهم الأمور التي تساهم في تطور الشعوب، أيضاً الشفافية والمراقبة. فالحكومة من واجبها ان تتبع الخطوات الشفافة في العمل وعلى الشعب ان يراقبها. إذ ان مراقبة الإدارة تدفعها لأن تكون اكثر التزما باتباع الشفافية والمحاسبة في العمل. فعندما يكون الشعب جزء من الإدارة والسياسة فهكذا تكون الدولة.

ومن هنا فإن الدولة التركية عملت أيضاً على ترسيخ ثقافة المحاسبة لدى أفراد الشعب التركي، فالشعب يحاسب ويراقب المسؤولين. حتى الرئيس رجب طيب أردوغان تتم مراقبته ومساءلته من قبل الشعب. فكل 4 سنوات تتم مساءلته عن كل عمل أو مشروع يقوم به، وما مدى أهمية المشاريع التي نفذها، وكيف أنفق المال العام... ولهذا نرى ان أغلب الشعب يوافق على ما يفعله أردوغان ويستمر في دعمه، ولو أن أردوغان استبد في قراراته ما كان ليحصل على موافقة الناس وتأييدهم على مدى 25 سنة.



✨ نلاحظ ان الأتراك يتميزون بالرفق في تعاملهم مع الحيوان والإهتمام به، حتى ان الرئيس أردوغان نشر صورة له على صفحته الرسمية وهو يقرأ الجريدة وقطته في حضنه، وقد علّق مازحا بأن قطته مهتمة بمعرفة ما يدور في عالم السياسة. فهل للحكومة التركية دور في ترسيخ هذا السلوك الرائع لدى الشعب تجاه الحيوانات؟

لا شك بأن القيادات لهم دور في ان يكونوا نموذجاً للأمة، إلا أن اهتمام الشعب التركي في الحيوانات موجود في الأساس، لكنه تطور أكثر في السنوات الأخيرة، خصوصاً، وأن الرئيس رجب طيب أردوغان أصدر قانونا جديدا يتعلق بحقوق الحيوانات.


الإعلامية ماري - راغدة الحلبي