خاص - الوضع الامني مفتوح على كل الاحتمالات... أو؟! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 20, 2021

خاص - بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

خلط أوراق غير مسبوق تشهده الساحة السياسية في لبنان منذ أحداث الطيونة. فالمشهد الذي بدا للكثيرين ورديا بعد تشكيل الحكومة ما دفع بعض الذين قرروا ترك البلد مع تفاقم الازمات للعودة، هو ملبد اليوم اكثر من اي وقت مضى وتحت تأثير موجات خارجية هي الاخرى غير مستقرة ما يجعل الوضع السياسي متأرجحا واقرب الى المتأزم فيما الوضع الامني مفتوح على كل الاحتمالات من منطلق ان ما حصل الاسبوع الماضي سيترك تداعيات كبيرة على الصعد كافة.
على المستوى السياسي، اعادت احداث الطيونة
ترسيم التحالفات والاصطفافات السياسية، فرسخت بعض الانقسامات المتعارف عليها وساهمت الى حد كبير في التجييش طائفيا وهو عامل اساسي ستعتمد عليه احزاب كثيرة للحشد للانتخابات بعد افلاسها سياسيا بالتزامن مع افلاس البلد.
فبعد مرحلة طويلة نسبيا من ربط النزاع بين "القوات" وحزب الله لحد افيد في كثير من الاوقات عن رغبة الطرفين في التلاقي والنقاش، انفجر الوضع بينهما بشكل دراماتيكي، بحيث تؤكد المعطيات ان "الثنائي الشيعي" اعتبر ما حصل في الطيونة كمينا وانه تم الغدر به لذلك يعمل لرد الصاع صاعين بالسياسة وعلى الارض، في الوقت والزمان المناسبين!
ويبدو ان قيادتي "أمل" و"القوات" تسعيان لألا ينسف ما حصل في الطيونة العلاقة الجيدة التي تجمع رئيس المجلس النيابي نبيه بري برئيس "القوات" سمير جعجع. فرغم الخلاف الاستراتيجي بينهما، الا ان الرجلين لطالما كانا متفاهمين على الكثير من الشؤون الداخلية والمسائل التكتيكية، ولعل خصومتهما مع "التيار الوطني الحر" وعدم حماستهما لنجاح عهد الرئيس ميشال عون لاعتبارات متعددة، القاسم المشترك الابرز بينهما. وبحسب مصادر قيادية في "القوات" فانهم لطالما ميزوا بين بري كرئيس مجلس يتوجب التعامل البناء معه من منطلق ان ل"الجمهورية القوية" كتلة وازنة في البرلمان وبين بري كرئيس لحركة "أمل" التي نختلف معها على النظرة الاستراتيجية للامور ودعمها لحزب الله. وتقول المصادر:"صحيح انه في الملف القضائي اليوم، استدعى المحقق العدلي نائبين من "أمل"، لكن رأس الحربة في مواجهة القضاء اليوم هو حزب الله لذلك نركز عليه.. لكننا لن نساير احدا في هذا الملف، لا الرئيس بري ولا سواه.. وسنضع النقاط على الحروف".
بالمقابل، تجد "أمل" نفسها محاصرة. فلا هي قادرة على القفز فوق دماء مناصريها الذين سقطوا بأحداث الطيونة واتهم بيان صادر عن "الثنائي الشيعي"، "القوات" علنا بتقنيصهم، ولا هي تريد نسف العلاقة بالكامل مع "القوات" لاعتبارات شتى. وفيما يذهب شارع "أمل" بعيدا في عداء "القوات" ويدفع باتجاه الانتقام بشكل او بآخر، تبدو القيادة متريثة كثيرا وتبذل جهودا مضنية للتهدئة.
اما على جبهة "التيار الوطني الحر"، فقد تركزت محاولات رئيسه النائب جبران باسيل الحثيثة في اطلالته الاخيرة لتصويب معركته بوجه "القوات" لشد عصب شارعه الذي بدا مشتتا تماما بعيد احداث الطيونة، باعتبار ان القسم الاكبر منه لم يتوان باعلان دعمه صراحة لما اقدم عليه حزب "القوات". وظل باسيل لينا في التوجه لحليفه حزب الله رغم تأكيده على رفض لي ذراع القضاء سياسيا.. لكن ذلك لم يشف غليل مناصريه بحيث يسود استياء عارم بين جمهوري "التيار" والحزب لم تنجح كل الجهود المبذولة لاحتوائه. ومن شأن كل ما سبق ان يشكل عاملا اضافيا يلعب ضد مصلحة قيادة "التيار" في الانتخابات النيابية المقبلة المتخبطة اصلا في صياغة عنوان لحملتها الانتخابية او الخروج بشعار جذاب يشد عصب العونيين المكتئبين والمستسلمين بغالبيتهم العظمى.
كل هذا التلبد والتخبط السياسي من شأنه ان ينعكس مباشرة على الوضع الامني، فرغم تأكيد الرسميين ان ما حصل في الطيونة انتهى يوم الخميس الماضي ولن يتكرر، الا ان المعطيات تشير الى ان ما حصل جولة قد يليها اخرى في اي توقيت او موقع باعتبار ان الاطراف المعنية لم تبذل لي جهد يذكر لملمة ذيول المواجهات، بل بالعكس تراها تستثمر بها لاغراض شتى وبخاصة اغراض انتخابية ما يضع الوضع الامني ككل على كف عفريت. وتؤكد مصادر معنية ان الوضع الامني مفتوح على كل الاحتمالات والخطورة تكمن من ان الاحتقان السائد حاليا طائفي ولا يقتصر على احتقان بين حزبين، ما يهدد بحرب اهلية اظهرت التجربة الاخيرة ان كل مقوماتها متوافرة!
بالمحصلة، هي ٦ اشهر صعبة جدا تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية التي باتت هي الاخرى كما كل شيء في هذا البلد مهددا…فحتى الضغوط وعصا العقوبات الدولية لم تعد ضمانة لانجاز الاستحقاقات المقبلة في موعدها بعد ان لجأت قوى السلطة وكما كان متوقعا للخيار الامني والعسكري لتثبيت وجودها من جديد وفرض ارادتها.


Alkalima Online