خاص- "كرمال مين وكرمال شو خسرتوا حياتكن؟"- عبير بركات

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 17, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

عبير عبيد بركات

لن أدخل في تفاصيل أو تداعيات أو نتائج نهار الخميس الساخن، ولن أحلّل ماذا حصل ومن بدأ وكيف انتهت المعركة، فهذا من إختصاص القوى الأمنية التي وإن توصّلت للحقيقة فلن تعلنها كما جرت العادة في هذا البلد، وسنبقى نحلل ونتّهم بعضنا البعض كما يحصل بعد كل مصيبة ولكن "العترة عاللي راح"!

ما يمكن إستنتاجه من أحداث الطيونة أن الحقد "يعشعش" في النفوس وأن رواسب الحرب الأهلية رغم مرور أكثر من 30 سنة على انتهائها ما زالت متجذرة في شبابنا الذين يقدّمون أنفسهم كدُمىَ لأهواء ومصالح السياسيين المتعطشين للسلطة والنفوذ.

في الواقع إن ما يحدث اليوم هو صراع نحو الهاوية بالتأكيد، ولكن ما يؤسف حقاً أن يكون الشعب اللبناني، بالرغم من كل الويلات والحروب والدماء التي ذهبت سدى من شبابه، وهم يدافعون عن زعيمهم الذي أوصلهم وأوصل لبنان إلى الانهيار الاقتصادي والإجتماعي، وهم ما زالوا يصرّون وبكل غباء على اللّحاق به وخسارة حياتهم وتيتيم أبنائهم حفاظاً على هذا الزعيم المستعدّ من أجل مصلحته أن يصافح من قتل أتباعه ببساطة.

هل سألتم أنفسكم كم تبلغ ثروة الزعماء أو رجال الدين الذين تموتون من أجلهم؟ متى ستفهمون أن وجودكم ليس مقروناَ بشخصِ إنما هو مقرون بثقافتكم وحصولكم على حقوقكم المدنية؟ هل تعلمون أننا نستذكر الحرب الأهلية بعدد شهدائها فقط؟ لماذا تقبلون أن تكونوا مجرد رقم عند الزعماء؟

أين أنتم من الأديان! ألا تعلمون أن كل الأديان نادت بالتسامح والمحبة والتعايش بجميع الإختلافات؟ ما هذا الكمّ من الحقد والكراهية؟ ما هذا اللّعب بالدم؟ ما هذا الخوف الذي عشناه؟ أبكيتمونا وقهرتونا فنحن لم نعد نحتمل!

Abir Obeid Barakat