خاص- هكذا سيترجم الحزب "نفاذ صبره"… بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 16, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لم يستطع احد حتى الساعة تحديد سبب خروج حزب الله عن طوعه بقضية تفجير المرفأ والمحقق العدلي القاضي طارق. لم يفهم احد بعد انفعال الحزب، لجوئه للتهديد المباشر للقاضي والتهديد بالامن والشارع واللجوء اليهما. حتى الحكومة التي قال الحزب يوما ما انه ابرز المستفيدين من تشكيلها وانه قدم كل التسهيلات الممكنة لولادتها، لم يعد يعنيه تعليق عملها وحتى امكانية تقديم رئيسها استقالته. الحزب الذي لطالما صور نفسه حريص على السلم الاهلي ومتمسك بعدم الانجرار ل٧ ايار جديد واستخدام سلاحه في الداخل، لم يتوان ولو لثانية يوم أمس بنقل ترسانته العسكرية لاستخدامها في الطيونة وشوارع عين الرمانة. حتى تفاهمه مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر" لم يعد يعني له شيئا، اذ تراه مستشرسا بالتعامل معهما لرفضهما الانصياع لمطلبه بكف يد البيطار. كل ما سبق يوحي بأن الحزب بات يتعامل مع الاطاحة بالقاضي بالمحقق العدلي على انها قضية حياة او موت، ما يدفع اي متابع عن كثب لتسلسل الاحداث لطرح مجموعة من الاسئلة:

١- لماذا قرر الحزب ان يضع نفسه في مواجهة البيطار وفي "بوز المدفع" واعلان المواجهة المفتوحة مع القضاء اللبناني علما ان الاخير لم يدع او يستدع اي من نوابه او وزرائه او قيادييه وحصر استدعاءاته بحلفاء له؟
٢- لماذا لم ينتظر الحزب اصدار القاضي البيطار قراره الظني ليبني على الشيء مقتضاه، فيعلن عندها مثلا ان القرار مسيس ولن يقبل او يسير به؟! لماذا لم يلجأ للشارع والتصعيد بوقتها؟
٣- لماذا اختلفت مقاربة حزب الله لملف المحكمة الدولية واغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عن مقاربته لانفجار المرفأ؟ فالحزب تعاطى مع المحكمة كأنها غير موجودة ومع قراراتها كحبر على ورق.. فلماذا لا يتعاطى مع التحقيق المحلي بانفجار المرفأ بنفس الطريقة والاسلوب طالما هو قادر على اقناع جمهوره ومن دون اي جهد بأن التحقيق مسيس وان ما يحصل مؤامرة دولية جديدة ضده لتحجيمه، وطالما جماهير بقية الاحزاب المعارضة له لن تقتنع بروايته سواء قدمها خلال التحقيقات او بعد صدور الاحكام النهائية، وطالما هي على يقين بأنها احكام ستبقى حبرا على ورق لان فائض القوة الذي يتمتع به الحزب يجعله فوق المساءلة والمحاسبة!؟

اسئلة قد تتطلب الاجابة عنها بحثا معمقا في المعطيات التي يمتلكها الحزب وفي خلفية تصعيده، ما يجعلنا نتعاطى مع اكثر من احتمال:
١- امتلاك الحزب معطيات مؤكدة بأن القرار الاتهامي يدينه وبأن القاضي يمتلك ادلة دامغة لتورطه بطريقة او بأخرى بالجريمة، ما يجعله يستنفذ كل الحيل والوسائل لمنع المحقق العدلي من صياغة قراره واعلانه للملء
٢- اقتناع الحزب بأن حجم جريمة انفجار المرفأ يجعله غير قادر على استيعاب النقمة الشعبية عليه في حال ثبت تورطه بخلاف ما حصل باغتيال الحريري الذي ورغم كل ما تلاه على الصعيد الوطني والدولي، نجح الحزب باقناع الرأي العام بأنها جريمة نفذتها اطراف خارجية لتوريطه وقلب التوازنات التي كانت قائمة واخراج السوريين من لبنان.
٣- شعور الحزب بفائض قوة غير مسبوق سواء على المستوى العسكري والامني او السياسي او حتى المالي والاقتصادي باعتبار ان كل المؤشرات تؤكد تنامي وتمدد دويلته بمقابل تراجع دور الدولة بكل اجهزتها، وهو ما يدفعه على الارجح لاعتبار نفسه قادرا على بسط ارادته على القضاء بعدما فرضها على كل السلطات الاخرى.

ورغم اصرار بعض القريبين من الحزب على تأكيد حرصه على السلم الاهلي وعدم جر البلد الى حرب اهلية، تؤكد المعلومات ان الحزب بدأ باعتماد استراتيجيات جديدة قي التعامل مع الوضع الداخلي اللبناني، بحيث يعتبر انه قد ولى الزمن على سياسات ضبط النفس والصبر التي يقول انه اعتمدها مطولا ومؤخرا في شويا وخلدة، وانه قد آن الاوان لاستثمار فائض قوته على الاصعدة كافة وهو ما يطالب به انصاره وبيئته، وبذلك يكون اصطاد عصفورين بحجر واحد شد عصب شارعه على عتبة الانتخابات النيابية مقنعا اياه بأنه الشارع الاقوى بهمة حزب الله وقدراته، وبنفس الوقت يستمتع باستعراض عضلاته علنا بعدما كان يكتفي بذلك خلف الستار وتحت الاضواء…

اما عمليا فنحن على موعد مع مزيد من التصعيد على قاعدة يكون ما يريد الحزب او الامور ستبقى مفتوحة على كل الاحتمالات ومن ضمنها استعادة الطيونة في اكثر من منطقة. فاما تتم الاطاحة بالبيطار بطريقة او بأخرى والا لا حكومة ولا استقرار امني.. واذا كان التوجه العام يؤشر لانصياع المعنيين لارادة الحزب مرة جديدة، الا ام هذه المرة لن تكون كما باقي المرات لانها ستكون بمثابة اعلان رسمي واضح وصريح بابتلاع الدويلة للدولة ودخول لبنان حقبة جديدة من حكم حزب الله..