خاص- جعجع يحقق مكاسب سياسية وشعبية من أحداث الطيونة! - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 16, 2021

بصرف النظر عن إعلان حزب القوات اللبنانية عدم وقوفها خلف الأحداث التي شهدتها منطقة الطيونة يوم أمس الخميس والتي أدت إلى سقوط 6 ضحايا وعشرات الجرحى، فإن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع حقق عدة أرباح سياسية وشعبية من هذا الإتهام الذي وجهته له قيادتي حزب الله وحركة أمل، ولا شك أن وضع جعجع الشعبي بعد أحداث الطيونة ليس كما قبلها.

تشير أوساط سياسية مقربة من الثنائي الشيعي، إلى أن جعجع ورغم نفيه الوقوف خلف أحداث الطيونة، إلا أنه يدرك أن ما حصل يزيد من شعبيته ويجعله الرقم الصعب في المعادلة الداخلية، خصوصاً عشية الإنتخابات النيابية العامة، وهو بهذه الخطوة يحقق مكاسب سياسية ولو كانت على حساب الإستقرار والسلم الأهلي.

أراد جعجع من هذا اليوم الدموي أن يبعث برسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، أنه قادر على مواجهة حزب الله وعدم الرضوخ لمنطق السلاح وفائض القوة لدى الطائفة الشيعية، وأنه خير من توكل إليه مهمة مواجهة مشروع الهيمنة الإيرانية على لبنان، لا سيما أن أحدًا من القوى السياسية الأخرى غير قادر أو لا يجرؤ على مواجهة حزب الله.

الأمر الثاني، إن ما حصل بين الشياح وعين الرمانة أمس حتمًا سيتثمره جعجع شعبيًا، لأن اللبنانيين عمومًا والمسيحيين خصوصاً لديهم رغبة بأن يكون لهم زعيم يحفظ كرامتهم وأمنهم ويحرص على عدم التعدي على مناطقهم وشوارعهم وبيوتهم، لذلك استغل جعجع تظاهر الثنائي الشيعي أمام قصر العدل لتنفيذ هذا المخطط ليحصد نتائجه لاحقًا في صناديق الإقتراع، لا سيما أن العنوان الأبرز لما حصل هو التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت والتي أصابت المسيحيين بنسبة كبيرة، وخصوصًا في عين الرمانة حيث مسقط رأس عدد من الشهداء الذين سقطوا في الرابع من آب 2020.

الأمر الثالث، إن إحداث عين الرمانة وإعتقاد معظم اللبنانيين أن القوات اللبنانية هي من وقف خلف حصول الإشتباكات المسلحة، أكدت تفوق جعجع على باقي شخصيات قوى 14 آذار وفي مقدمهم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، لكن الأمر الأبرز هو أن جعجع أراد دفع أميركا إلى وضع جميع مجموعات المجتمع المدني تخت عباءة القوات اللبنانية.

وخلافًا لما يتم الترويج له، إن المعركة ليست بين طرف يريد إيقاف التحقيقات في جريمة تفجير مرفأ بيروت وطرف آخر يريد العدالة، بل المعركة بين فريق يريد للتحقيق أن ينحرف عن مساره وأن تحور بعض الحقائق، وفريق آخر يراهن على أن التحقيق في حال وصل إلى خواتيمه سيدين حلفاء حزب الله، لأن من يريد التلاعب بالتحقيق وتحريفه ويتلطى بدعم المحقق العدلي هو يتمنى أن تثبت نتائج التحقيق تورط الحزب، في حين أن الهجوم الإستباقي للحزب على البيطار يثبت أن الحزب أخطأ تكتيكيًا، ولم يكن لازمًا التصعيد ضد المحقق العدلي بل كان بإمكانه الإكتفاء بخطوات تنبيهية قضائية وقانونية، لا أن يتصدر حزب الله واجهة الأحداث ويلتقط وحده كرة النار، وما حدث في الطيونة أساء لخطة حزب الله بالتسلل إلى الوجدان الوطني، كما أنه أساء لسمير جعجع وأعاد التذكير أنه مستعد لفعل أي شيء تنفيذًا لأجندة خارجية تصب في رصيده السياسي.

وبحسب المصادر نفسها، فإن أحداث الطيونة لم تنتهِ بعد، خصوصاً أن حزب الله لم يعد بإستطاعته ضبط مناصريه الذين يتعرضون للقتل، وقد وجه البعض إنتقادات لاذعة للحزب مفادها أن حين تدعو القيادة المناصرين إلى التحرك في الشارع لا يمكنها السماح لأحد بالتعرض لهم وقتلهم.

ولفتت إلى أنه من الممكن أن تتطور الأحداث إلى ما لا تحمد عقباها، وهذا مرهون يتعاطي المعنيين بما جرى في الطيونة، وأن يتم الكشف عن مخططي ومنفذي هذا الكمين وأن تتم محاسبتهم، وإلا فإن الأيام القادمة لن تحمل خيرًا.