خاص ــ شَتْمُك ديما صادق حلال... بقلم المخرج يوسف الخوري!

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 13, 2021

أنا أسأل كيف نصدّق بعد اليوم أنّ حكيَك صادق، يا بنت صادق، حين تظاهرت بالألم ممّا عانته أمّك جرّاء طيشك، وأنتِ لا تعرفين حُرمةً لظلم وموت أب لأربع بنات بالكاد دخلن عمر الرشد، وهنّ كُنّ بأمسّ الحاجة لعطف ورعاية هذا الأب كما أنّ ابنتك هي بحاجة لعطف ورعاية والدها.
الراحل عامر فاخوري الذي نعتّيه بـ "العميل" أمس، مات متمّمًا واجباته الوطنيّة ولن يصِلَه شيء من نعتك المُسيء هذا. لكن هل فكّرتِ بالإساءة النفسيّة التي يُمكن أن تعرّضي عائلته لها بسبب اتّهامك الباطل هذا؟ لا أعتقد. فأنت والجهل صِنوان، فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بانعكاسات نفسيّة تحتاج لكثير من المعرفة العلمية والممارسة العائليّة، وليس لـِ "التراقص" على شاشات التلفزة، والـ show off بين المتظاهرين على جسر الرينغ.
لدى عامر فاخوري مَن يُدافع عنه، وأنا لست بوارد فعل ذلك هنا. خلفه مؤسّسة تُقاضي اليوم الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة متّهمةً إيّاها بأنّها، كمحتلّ للبنان، تقف خلف ما تعرّض له عامر في السجون اللبنانيّة وأودى به فيما بعد. وخلفه أيضًا زوجة وبنات يعملن لقضيّته بصمت، ولديهنّ القدرة، بالفعل وليس بكثرة الكلام والاستعراض على شاكلتك، حتّى على معارضة سياسة الإدارة الأميركيّة الغاضّة طرفها حاليًّا عن حزب الله.
بفائض من الاستخفاف ردّت عليكِ "غيلا" ابنة عامر: "صحِحي معلوماتك... عامر فاخوري ورفاقه في جيش لبنان الجنوبي حاربوا حزب الله والفلسطينيين، والملفّات التي فبركتها حكومتك لوالدي أسقطت في المحكمة..." وكأنّي بها تقول لك باستهزاء كفّي عن تزوير الحقائق وتضليل الناس بحقدك الأعمى، فحزب الله الذي تدّعين، برضاه وبمباركته، بأنّك تواجهيه، جيش لبنان الجنوبي حاربه بالسلاح. الفلسطينيّون الذين تناضلين لتحرير قُدسِهم على جثّة آخر لبناني وطني، جيش لبنان الجنوبي وقف في وجههم دفاعًا عن أهل الجنوب الذين حاول الفلسطيني دَوْس حُرُماتهم وكراماتهم.
أنا أكتب الآن لأظهّر حقيقة إلقاء التهم بالعمالة جُزافًا لترهيب الناس ومن ثَمَّ أَخْمَلتهم حتّى يسقطوا ضحايا العجز والخوف.
فيا صاحبة الحكي غير الصادق،
أسألتِ نفسك مرّة مَن آذى لبنان أكثر: "اليسار الإمبريالي" الذي تنتمين إلى صفوفه أم "اليمين البروليتاري" الذي تحالف مع إسرائيل في لبنان الجنوبي؟ مَن آذاه أكثر: المنظومة القائمة التي أفلست لبنان أم إسرائيل؟
أَاجتهدّتِ مرّة لمعرفة حقيقة "جزّار الخيام" أم كنتِ منشغلة بشراء الفساتين والـ "سكربينات" وأجهزة الـ "أَيْفون"؟
لا أعتقد. فأنت تُمعنين في ارتكاب الهَبَل على الهواء منذ كنتِ في محطة الـ OTV ولم تتطوّرِي إلّا في إظهار مفاتنك.
لنأخذ بعض جوانب التعدّي على عامر فاخوري التي تَلحَق به إلى قبره:
كيف يكون فاخوري "عميلًا" لإسرائيل وهو وُضع بالإقامة الجبريّة في العام 1996 من قبل الإسرائيليين على أثر محاولته الانقلاب على أنطوان لحد، وقد طردته قيادة جيش لبنان الجنوبي وحرمته من كلّ رتبه وتعويضاته؟
كيف يكون فاخوري "عميلًا" وهو لم يلجأ إلى إسرائيل إلّا بعدما باشر عناصر حزب الله ملاحقته بعد دخولهم إلى الجنوب؟
كيف يكون فاخوري "جزّارًا" وهو مَن أتى بوالدة الأسيرة سهى بشارة، بسيارة إسعاف، وبالسرّ عن قيادته لتزور ابنتها؟
كيف يكون فاخوري "جزّارًا" وسهى بشارة لم تأتِ على ذكره في كتابي سيرتها الذاتيّة إلّا مرّة واحدة ومن دون أن تذكر أنّه جزّار أو عميل، بل اكتفت بالتعريف عنه بأنّه المسؤول العسكري للسجن (الصورة المرفقة صفحة 213)؟ مَن منع سهى بالحكم على عامر بالعمالة كما فعلت أنتِ؟! الأمن العام اللبناني أم عامر من أميركا؟
الجزّار يحتاج إلى ملحمة، وسجن الخيام، بحسب سهى بشارة نفسها (الصورة المرفقة صفحة 212)، أثّث ليّصبح بمنتهى الرفاهيّة. أمّا عن تعرّض سهى للتعذيب في الفترة الأولى لاعتقالها، فماذا كان متوقّعًا أن يحلّ بآنسة كادت تقتل عمدًا قائد جيش لبنان الجنوبي؟
مَن يزور معتقل الخيام اليوم يجد على جدرانه لائحة بأسماء العسكر الذين كانوا يخدمون في السجن حينذاك، فما هو التعريف عن عامر فاخوري ضمنها؟ "حرس" (اللائحة مرفقة)، فمَن أحقّ وأصدق من السجناء أنفسهم في هذا الشأن؟
كلّنا يعرف أنّ سهى بشارة أُطلق سراحها بعد حملات لبنانيّة وأوروبيّة واسرائيليّة. إذا كان سجن الخيام سيّئًا لهذه الدرجة، فلتكن دولتك، يا صاحبة الحكي غير الصادق، أحسن منه وتُطلق مَن أوقفتهم على سبيل التحقيق في قضيّة المرفأ منذ أكثر من سنة، ومن دون توجيه تهم إليهم. فلتُطلق الحكومة الفرنسية جورج عبدالله المعتقل بتهمة أقلّ من تهمة سهى منذ أكثر من ثلاثين عامًا.
في النتيجة سيزول الاحتلال يومًا ما وستظهر حقيقة سجن الخيام الذي بُنيت حوله أساطير وهميّة، وهو بُنيَ لتجنيب الأسرى اللبنانيين، من حزب الله وغيره، الاعتقال في السجون الاسرائيليّة خارج أرضهم، والخيام كان سجنًا خاضعًا لرقابة دولية من قبل هيئات حقوق الانسان، والصليب الأحمر الدولي، والتقارير الصادرة عن هؤلاء في حينه تؤكّد أنّه لم يكن "ملحمة".
ولنأخذ الآن بعض جوانب سيرتك "المهنيّة" بخصوص ما نحن نفيد به من حقائق:
تنتقدين السيّد حسن نصرالله لتدخّله في شؤون القضاء، وفي الجملة نفسها تلومينه لأنّه لم يتدخّل حين برّأ قاضٍ "العميل" عامر فاخوري الذي عذّب نصف أهل الجنوب! ما الفرق بين نصرالله وبينك حين تعترفين أنّ القاضي برّأ وأنت تحكمين على البريء الذي برّأه القاضي بأنّه "عميل وعذّب نصف أهالي الجنوب"!! بأيّ صفة أنتِ تتدخّلين بعمل القضاء ولمصلحة مَن!!؟
من صحيفة "السفير" إلى الـ OTV إلى الـ LBCI إلى الـ MTV، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين من دون "ضربِة فرام"، لا مؤهّلاتك تسمح، ولا جمالك يكفي، فعلى ماذا تُفتح لك منابر الإعلام؟!! أخشى ما اخشاه أنّك مفروضة على الشاشات لبث رسائل لصالح أجهزة معيّنة، وأنت كذلك، ما يعني انّك عميلة وتتّهمين الآخرين بالعمالة!!
مستنداتي تعرف أنّك طُرِدتِ من الـ OTV لتسريبك معلومات داخليّة لجهاز أمني، وأنّك قُبلتِ في الـ LBCI بطلب من شخصيّة أمنيّة كبيرة، ولا أعرف بعد لماذا تستقبلك الـ MTV ببرنامج فاشل لا يظهر منه سوى نرجسيتك وحبّك للظهور ومحدوديّة أفقك! بالمناسبة تصعيدك في وجه حزب الله، بأسلوبك العنيف المعروف، يخدم حزب الله وليس غير حزب الله، فهو جلّ مراده أن يظهر قويًّا ومسيطرًا كي يُرهب الناس ويُدجّن المناهضين لحالته، وأنتِ تخدمين توجّهاته في ذلك بكلام وكلام لا يوصل أكثر من الكلام.
أنتِ، بطريقة أو بأخرى، عميلة لحزب الله نفسه، إن عن قصد فهذه مشكلة، وإن عن جهل فمشكلة أكبر.
لم يُغالِ "العونيون" حين كانوا يقولون "بئس هكذا ثورة تتصدّرها ديما صادق..."، وأنا لولا إيماني بأنّ الموت حقّ، واحترامي لذكرى والدتك التي تعرّضت للإهانات بسببك، لختمت مقالتي بالقول إنك لَبَذرُ سوء.