خاص- حُسم الأمر... الحزب يُحرّك شارعه ضد البيطار- بقلم علي الأحمد
شارك هذا الخبر
Wednesday, October 13, 2021
خاص- الكلمة اونلاين
إن أخطر ما جاء على لسان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم أمس، هو أن البلاد ذاهبة نحو الخراب في حال بقيت التحقيقات في جريمة تفجير مرفأ بيروت بيد القاضي طارق البيطار، فالسيد نصرالله أعلنها صراحة أن "الأمر لا يحتمل" ويجب على جميع المعنيين التصرف سريعًا لكف يد البيطار قبل أن تذهب الأمور إلى ما لا تحمد عقباها.
يبدو أن الصراع السياسي - القضائي بين المدعى عليهم من جهة والقاضي بيطار من جهة أخرى لن يبقى محصورًا في قصور العدل والصالونات السياسية، ولن تقتصر المواجهات على الخطابات والبيانات ودعاوى الإرتياب المشروع، فبحسب مصادر على صلة بحزب الله فإن الأخير عازم على تحريك شارعه ضد البيطار، أي أن الأيام القادمة قد تشهد تحركات إحتجاجية تطالب بالإطاحة بالبيطار، وهذه التحركات لن تكون فقط أمام قصر عدل بيروت، بل أمام السراي الحكومي أيضًا.
كل الخوف أن تتحول المواجهة إلى الشارع، فيحصل إصطدامات ومواجهات بين أهالي ضحايا إنفجار مرفأ بيروت والمؤيدين للبيطار وبين مناصري حزب الله وحلفائه الطامحين إلى التخلص من المحقق العدلي، عندها لا أحد يمكنه التوقع إلى أي درجة قد تتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.
إن أكثر ما يقلق حزب الله هو إستغلال بعض الأطراف غضب الحزب من البيطار والإقدام على تصفيته جسدياً بإيعاز ودعم وغطاء من الدول الكبرى التي تريد إنهاء حزب الله، ومن الطبيعي في حال تعرض البيطار لأي خطر على حياته أن تتوجه أصابع الإتهام الداخلية والخارجية إلى الحزب، كونه رأس حربة في مواجهة البيطار وقراراته القضائية.
ووفق المصادر، إن حزب الله لن يتردد في إسقاط حكومة نجيب ميقاتي وتطيير الإنتخابات النيابية في سبيل الإطاحة بالقاضي بيطار، وهو لن يتردد أيضًا في كشف أوراق جميع المعنيين بالملف، خصوصاً رؤساء الحكومة السابقين، وهو قد أشار إليهم خلال خطابه أكثر من مرة، كما أنه وضع الكرة في ملعب ميقاتي للتحرك سريعًا مع مجلس القضاء الأعلى لإنهاء الأزمة، قبل أن يضطر الحزب إلى معالجتها على طريقته، وهي بالطبع لن تعجب الكثيرين.
وذكرت المصادر نفسها، أن الأطراف السياسية المستاءة من مسار التحقيقات فوضت حزب الله القيام بما يلزم لوضع حد للتسيس الذي يطال شخصيات بارزة وحليفة للحزب، كما أن التيار الوطني الحر الداعم للبيطار لن يسجل إعتراضه على موقف حزب الله من التحقيقات، خصوصاً أن نصرالله أشاد برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأثنى على شفافيته، بالإضافة إلى أن أحدًا لن يجرأ على معارضة قيادة الحزب التي اتخذت قرارها بكفّ يد البيطار، وبأي ثمن.
حُسم الأمر، الأيام القليلة القادمة لن تكون سهلة على المحقق العدلي، ومن المتوقع أن لا يصمد بوجه حزب الله وقوته ونفوذه، لنكون أمام ساعات مصيرية تتعلق بكارثة غير مسبوقة أصابت لبنان وعاصمته بيروت، لتبقى الحقيقة بعيدة عن متناول اللبنانيين إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.