خاص - إنتخابات البقاع الغربي.. المعركة "سنّية" وحظوظ الفرزلي "ضئيلة" - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 11, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
محمد المدني


تضم الدائرة الثانية في محافظة البقاع قضائي البقاع الغربي وراشيا، وتنتخب 6 مقاعد نيابية تتوزع على الشكل الآتي، مقعدان للسنة، مقعد للشيعة، مقعد للموحدين الدروز، مقعد للموارنة ومقعد للروم الأرثوذكس، وتحتوي على خليط من التيارات والأحزاب السياسية، لكن القوة الأكبر والأكثر تمثيلاً هي لتيار المستقبل مع تواجدٍ كبير ومؤثر للحزب التقدمي الإشتراكي، حركة أمل وحزب الله ينحسر حضورهما في قرى المزارع أي جنوب سد الليطاني، أما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية فلديهما حضور مقبول نسبيًا، كما هناك شخصيات مستقلة لها وزن سياسي، عبد الرحيم مراد (حزب الإتحاد)، إيلي الفرزلي، الناىب السابق اللواء انطون سعد ،فيصل الداوود (حزب النضال العربي) والجماعة الإسلامية، وبحسب آخر إحصاء لقوائم القيد 2020 تضم الدائرة 173 ألف ناخب.

بحسب أوساط تيار "المستقبل"، فإنه لغاية تاريخه لا أجواء إنتخابية علنية في هذه الدائرة، بإستثناء بعض التحركات المحدودة نسبيًا، ربما السبب يعود لأن الأمور لم تتضح بعد بصورة كاملة، خصوصًا لناحية ما يمكن أن يبت بشأن قانون الإنتخاب النافذ، والقواعد الشعبية تترقب ما ستكون عليه حال التحالفات، وهل ستبقى على حالها كما كانت عام 2018 أو ستتغير، ومدى تأثير الأزمة على القاعدة الإنتخابية ومشروعية المجتمع المدني وقدرته على إحداث خرق في الشارع، إضافة إلى أن الشارع في هذه الدائرة لم تعد تستهويه اللغة الإنتخابية السابقة، وينتظر معرفة ماذا سيحمل الخطاب الإنتخابي للأفرقاء السياسيين، لذلك يمكن وصف الأجواء الانتخابية بـ الهادئة، ولم يُسجل أي تحرك يمكن تصنيفه بداية للمعركة المقبلة.

بالنسبة للمرشحين، لا شيء محسوم حتى اللحظة، بإستثناء الوزير السابق حسن مراد الذي بات من المعروف أنه سيخلف والده عبد الرحيم مراد في البرلمان، وقد يترشح عن هذه الدائرة، وستكون الأنظار نحو من سيختاره تيار المستقبل في ظل الحضور للنائب محمد القرعاوي ، بحيث تتركز الأنظار على المرشح السني الثاني.

وذكرت المصادر، أنه من المحتمل أن يخلف طارق الداوود شقيقه الأكبر فيصل في الترشح بمواجهة مرشح الحزب الإشتراكي، أما التيار والقوات فلم يسجلا أي تحرك إنتخابي حتى اللحظة، بإنتظار ما ستسفر عنه التحركات الأخرى ليتم البناء عليها، فهل سيعيد التيار الوطني الحر تبني الفرزلي أو سيقدم مرشحًا آخر، وكيف سيتعامل مع إصرار الرئيس نبيه برّي على الفرزلي في هذه الدائرة؟، ليبقى الشارع السني الذي تدور في أوساطه إحتمالية التحالف بين المستقبل ومراد، لكن لا شيء أكيدًا في هذا المجال، والأمر لا يتعدى حديث الغرف المقفلة، إذ لا يوجد أي خطوة تشير إلى هذا الأمر. ويمكن القول أن المعركة ستكون على المقعدين السنيين في حال لم يتم التحالف بين مراد وتيار المستقبل، لكن إذا توافق الطرفين تكون الدائرة شبه منتهية.

قياسًا إلى نتائج انتخابات عام 2018، فالكفة حسب التوزيع السياسي التقليدي (8 و 14 آذار) متساوية نوعًا ما، من دون إغفال أمرين، الأول الإحجام السني الكبير عن المشاركة آنذاك، والثاني مدى تأثير حراك 17 تشرين على الشارع ومدى قدرته على إحداث الفرق، التحالفات القائمة حاليًا ماتزال موجودة ولم يطرأ عليها أي تغيير والأمور هادئة في هذه الناحية بانتظار الأيام المقبلة وما ستحمله من تطورات، لكن تبقى كلمة الشارع بمختلف أطيافه هي الفصل رغم أن الكتلتين "الشيعية والدرزية" التفوق فيهما واضح للثنائي الشيعي وللحزب الإشتراكي، والحراك الفعلي سيكون في الشارع السني والعمق المسيحي اللذين قد يبدلان المشهد برمته.

وحول المقعد الأرثوذكسي، تشير مصادر التيار الوطني الحر إلى أن القرار لم يحسم بعد بشأن ترشيح أحد الشخصيات، لكن الأكيد أن التيار لن يكرر تجربة إيلي فرزلي مع شخصيات غير تيارية صرف، لكن نتيجة المقعد الأرثوذكسي ستتحدد إذا قرر الدكتور غسان سكاف خوض المعركة، لذلك إذا ترشح سكاف او سعد فستكون حظوظ الفرزلي ضئيلة وشبه معدومة.