خاص- هل ينتزع الحزب مقعد حبشي من القوات اللبنانية؟- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 6, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني

بات شبه محسوم أن الإنتخابات النيابية العامة ستحصل، بغض النظر ما اذا كانت ستجري قبل أو بعد شهر رمضان الكريم، وبات محسومًا أيضًا أن جميع الدوائر دون إستثناء ستشهد معارك نارية بين الأحزاب والقوى السياسية، بإعتبار أن إنتخابات عام 2022 ستكون مفصلية، خصوصاً أنها الفرصة الأولى ويبدو الأخيرة للبنانيين لتغيير حكامهم، بحسب ما عبروا عنه عند إندلاع إنتفاضة 17 تشرين عام 2019.

بعد 4 سنوات من إسدال الستار على نتائج الإنتخابات النيابية التي جرت عام 2018، وقبل أشهر قليلة من إستعار المعركة النيابية في ربيع 2022 بكل ما ستشهده المنازلة من صفقات وتحالفات وجبهات، يبقى السؤال مشروعاً عمّا إذا كان حزب الله سيعيد إهداء القوات اللبنانية مقعدين في المجلس النيابي في صفقة مشابهة لتلك التي شهدتها دائرتي كسروان - جبيل وبعلبك - الهرمل؟ 

تجدر الإشارة أولاً إلى أن العدد الاجمالي للمقترعين في بعلبك ـــ الهرمل بلغ 181991 عام 2018، وتوزعت نسبة الاقتراع مذهبياً، وفق الآتي: 63 في المئة من الشيعة، 41 في المئة من السنّة، 61 في المئة من الموارنة، فيما اقترع 48 في المئة من الكاثوليك، وتضم الدائرة 10 مقاعد نيابية، 6 شيعة و2 سنة، 1 ماروني و1 روم كاثوليك، وقد نال مرشح القوات انطوان حبشي 14858 صوتًا بينها 889 صوتًا شيعيًا. 

تقول مصادر مقربة من حارة حريك، أن في دورة عام 2018 لم يعد خفيّاً على أحد أن ثمة "قبّة باط" نفّذها حزب الله لصالح القوات اللبنانية في الدائرتين المشار إليهما (بعلبك الهرمل و كسروان جبيل)، متعمّداً أي الحزب بشكلٍ لافت وغريب صبّ فائض من أصواته التفضيلية لصالح جميل السيّد الذي نال 33223 وحجب الفائض المذكور عن مرشّحه الماروني إميل رحمة الذي لو حظي ببعض أصوات من فائض جميل السيّد لكان الرجلان نائبان في آن معاً، ولكان نائب القوات أنطوان حبشي خارج البرلمان. 

وتضيف المصادر، "الأمر ذاته تكرر في دائرة كسروان جبيل التي لو شهدت تحالفاً صادقًا بين الحليفين الطبيعيين (حزب الله والتيار الوطني الحر) لكانت حتمًا قطعت الطريق على مرشح القوات زياد حواط، لكن حزب الله أراد تمرير رسالة ودّ لمسيحيي بعلبك الهرمل مفادها عدم رغبته في مصادرة المقعد الماروني لإنتزاعه بأصوات فائضة من بيئته الشيعية، وهو يبدو قد أراد أيضًا توجيه رسالة مزدوجة في جبيل لكل من حليفه الإستراتيجي ( التيار الوطني الحر) والخصم اللدود للحليف (القوات اللبنانية) مفادها أنه برغم "قانون تصحيح التمثيل" يبقى الحزب صاحب الكلمة الفصل في تمكين قواعده من تمرير هدية مفخخة للقوات في بعلبك، ورسالة مفخخة للقوات والتيار في جبيل".

وبلغة الأرقام، نال جميل السيّد 33223 صوتًا ونال إميل رحمة 3861 صوتًا، ولو أراد حزب الله دعم رحمة كان منحه 12 ألف صوتًا من أصوات السيّد، ويبقى الأخير مُحلقًا بـ 21223 صوتًا، فيصبح رصيد رحمة 15861 فيتفوق على حبشي الذي حصد 14858 صوتًا.

ما كان جائزًا في العام 2018 قد أصبح غير جائز في العام 2022، فلا القوات اللبنانية تستحق الفوز على حساب حزب الله للتمادي في التآمر عليه وإستهدافه من الداخل بالتحريض وتأجيج الغرائز، ولا التيار الوطني الحر يستحق بعد اليوم التخلي عنه في مواجهة حملة شعواء للقضاء عليه وإنهاءه سياسيًا وشعبيًا، وذلك وفق المصادر عينها.

وتوضح أن دور القوات مخصص لأن تبقى رأس حربة في مواجهة حزب الله داخليا، وأنه حتى لو لم يرد رئيس القوات سمير جعجع أن يكون دوره خصمًا لحزب الله لوجب أن يلعب هذا الدور بإيعاز من الخارج، لكن القوات يمكنها أن تتصالح مع نفسها بحيث تتقاطع مع حزب الله وأحزاب أخرى في عملية الإصلاح وبناء الوطن، ولكن لا يُسمح لها بسبب إرتباطاتها وتحالفاتها الخارجية.

من جانبه، يشير عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي، إلى أن "الأجواء الإنتخابية في بعلبك الهرمل هي لحد الآن ذاتها التي كانت عليه عام 2018، لكن تختلف عن الأخيرة الظروف الاقتصادية والإجتماعية التي يعانيها البلد وبالأخص منطقة بعلبك الهرمل، ويمكن القول أن الحماوة الإنتخابية لم تبدأ بعد". 

واعتبر أن "تحديد من الفائز أو الخاسر من الآن لا يمكن لأي طرف، وهناك عدة عوامل تحيط بأية إنتخابات، أما القوات اللبنانية فهي حاضرة بالمنطقة وبقوة ولها قدرة تجييرية عالية كما يعلم الجميع، والقوات ستتقدم من حيث عدد المقاعد، وليس فقط ستحافظ على أرقامها".

وحول وصوله إلى البرلمان بـ"قبّة باط" من حزب الله، لفت حبشي إلى أن "الأرقام واضحة في الدورة الإنتخابية الماضية، ولقد فزت بأصوات أهلي أبناء بعلبك الهرمل، فلقد صوتوا لي بكافة قرى بعلبك الهرمل لكن بنسبٍ مختلفة، والنسبة الأكبر من الأصوات التي حصدتها هي من المسيحيين، وتقدر بنسبة 90%".

وعن عدم رغبة النائب ستريدا جعجع في ترشيح حبشي للدورة الإنتخابية القادمة لانه تناول موضوع القيادة المستقبلية للقوات، إكتفى حبشي بالقول: "هذه الاقاويل يمكن وضعها في خانة الإشاعات التي تسبق الإستحقاق الإنتخابي، ومعظم الأطراف منشغلة بخلق خلافات داخل الصف القواتي، وفي جميع الأحوال يبقى القرار بالترشيح ملك الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية".