خاص - أمل تراسل الحزب عسكرياً... اللبيب من الإشارة يفهم- علي الأحمد

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 28, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

علي الأحمد

يتخطى العرض العسكري الذي أقامته حركة أمل في جنوب لبنان الأسبوع الماضي مسألة الإستعراض وعرض العضلات، بل يعتبر رسالة شديدة اللهجة إلى حليف أمل "الشيعي" حزب الله ومن خلفه سوريا ونظامها بقيادة الرئيس بشار الأسد.

أوساط مطلعة على أجواء الثنائي الشيعي، حذّرت من تداعيات العروض والتحركات العسكرية خصوصاً في جنوب لبنان، نظرًا لحساسية موقعها الجغرافي بالقرب من إسرائيل، لكن بحسب الأوساط يبدو أن أمل بدأت مرحلة إحياء نفسها بنفسها، لا سيما بعد التقارير التي تحدّثت عن إنتهاء رئيس الحركة نبيه برّي سياسيًا، وأن الحزب بدأ التحضير ليكون الحزب الشيعي الأوحد.

أرادت أمل من العرض العسكري وما سيليه من إستعراضات ستقام خلال الأيام القادمة في الجنوب وغيره كالضاحية الجنوبية وبعلبك الهرمل، أن تعلن إنفصالها عن حزب الله على صعيد "المقاومة"، أي أن أمل حزب لبناني لديه عقائد دينية ويمتلك قدرات عسكرية تخوله الدخول في لعبة المحاور على غرار ما يفعله حزب الله الذي يدير السياسية الخارجية بقوة سلاحه وحضوره العسكري على الحدود، إن كان مع سوريا أو مع فلسطين.

إن الظهور العسكري لحركة أمل بعد أن عُرف رئيسها برجل الدولة الأول، يُشير إلى أن خلل ما يصيب تحالف الثنائي الشيعي خصوصاً في الشق الإنتخابي، ونحن على مقربة من حصول الإنتخابات النيابية العامة يبدو أن أمل تسعى للتعامل مع حزب الله على قاعدة "الند للند"، وذلك بسبب تخوف أمل من قوة حزب الله الإنتخابية بعد أن لعب الأخير دورًا كبيرًا في المجتمع اللبناني عمومًا والشيعي خصوصاً، إن كان من خلال التقديمات المالية والمعيشية والصحية، أو من خلال إستيراد النفط الإيراني إلى لبنان للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني، وهذا ما دفع أمل إلى الإنتفاض عسكريًا على خطوات الحزب غير العسكرية.

وبعد أن بدء الحديث عن إحتمال سقوط التحالف الإنتخابي بين الحليفين الشيعيين، وعن ضرورة أن يتمثل كل حزب بقدر ما لديه قوة شعبية، أرادت أمل عرض قوتها العسكرية لتبعث إلى حزب الله رسالة تحذيرية من محاولة إضعاف أمل نيابيًا، واللبيب من الإشارة يفهم.

تحاول حركة أمل لفت نظر القوى الخارجية إلى أمرٍ هام عنوانه "لن نكون ضحية أي تسوية"، وهي تجبر بقوتها العسكرية الدول الإقليمية على التعاطي معها كحزب مسلح قادر على القيام بعمليات عسكرية داخل وخارج الحدود، وهذا يساعدها على تكريس دورها كطرف أساسي في المعادلات الدولية والداخلية، ويغلق الباب أمام أي طرح يكون على حساب رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

تسعى أمل من خلال إظهار قوتها العسكرية على الأراضي اللبنانية إلى إستعادة الغطاء السوري الذي فقدته منذ إندلاع الحرب في سوريا، علمًا أن بشار الأسد أبلغ مسؤوليين في حزب الله عدم إهتمامه بعودة العلاقات بين دمشق وحركة أمل، وأنه لن يدخل في زواريب السياسة اللبنانية، وما يهمه فقط هو الأمور الإستراتيجية الخاضعة لسلطة الحزب، لذلك تعمل أمل على إحياء دورها العسكري لتتمكن من الجلوس على طاولة المفاوضات لا أن تكون ضحيتها، مع الإشارة إلى أن معطيات تؤكد وجود نية لدى حزب الله والتيار الوطني الحر لمحاصرة أمل سياسيًا وشعبيًا، وفي عدة لقاءات كان التيار يطلب من الحزب الدخول أكثر إذا الدولة للحد من نفوذ برّي والمحيطين به، إلا أن الحزب ليس بوارد التصعيد مع أمل، أقله على حياة رئيسها.