خاص- العاملات الأجنبيات في لبنان... التسعيرة مرتبطة بالدولار واللبنانيات مفقودات

  • شارك هذا الخبر
Sunday, August 29, 2021

خاص- الكلمة اون لاين

ميراي خطار

منذ فترة ليست ببعيدة، كانت كل سيدة لبنانية عاملة ام غير عاملة ترفّه نفسها عبر اللجوء الى الاستعانة بالعاملات المنزليات لمساعدتها في مهام المنزل من تنظيف وترتيب...
أما اليوم فالوضع اختلف اختلافا جذريا لأسباب عدة، أولها يعود الى ارتفاع سعر الدولار بشكل جنوني، ومن المعلوم أن هؤلاء العاملات يرسلن الأموال الى عائلاتهن في الخارج، وفارق سعر الدولار عن الليرة اللبنانية خلط الأوراق معهن ولم يعد يفي بالغرض، فأصبح الوضع على الشكال التالي: بالنسبة للعاملات اللواتي يعملن في المنزل بشكل ثابت عبر نظام الكفالة يشترطن أن يقبضن بالدولار أو على سعر الصرف وإلا يعدن الى بلدهنّ، أما العاملات، وهنّ كثيرات في لبنان، اللواتي يعملن كأجيرات ويقبضن على الساعة (مياوم) وهنّ مطلوبات في أكثرية المنازل، لأن عددا كبيرا من السيدات لا يحتجن الى من يبقى معهن ليلا نهارا في المنزل كونهن وأزواجهن خارج المنزل نهارا، فهؤلاء كنّ يتقاضين مقابل كل ساعة عمل 5$ أي ما كان يعادل 7 آلاف وخمسمئة ليرة لبنانية، عندما كان الدولار على 1500 ليرة، أما اليوم فهذا السعر ضُرب بأضعاف وأصبحن يطلبن مقابل كل ساعة عمل ما لا يقل عن 35 ألف ليرة، وهو مبلغ اذا ما ضُرب بأربع ساعات على الأقل، سيصل الى 140 ألف مقابل يوم عمل واحد.
وبعملية حسابية بسيطة، قد تحتاج أي سيدة الى عاملة منزلية مرة أو مرتين في الأسبوع لتساعدها في الأعمال المنزلية، ولكن اذا ما سلمنا جدلا أنها ستأتي مرة واحدة، على مدة أربع مرات في شهر واحد، تصل موازنة كل عاملة الى 560 ألف ليرة للشهر الواحد هذا من دون أن نحتسب البخشيش، وهو مبلغ قد يصعب على أي سيدة عاملة براتب مليون وخمسمئة ألف أو مليوني ليرة أن تقتطعته من راتبها الشهري.
هذا طبعا، اذا ما سلمنا جدلا أن السيدة ستجد إحدى العاملات لتساعدها، لأن معظمهن أصبحن خارج البلاد، وايجادهن أصبح صعب جدا.
أما لمن يسأل، لماذا لا تستبدل العاملة الأجنبية بعاملة لبنانية، فالجواب بسيط جدا، لأن السيدات اللبنانيات العاملات في هذا المجال لسن بالعدد الكافي وقد لا يكون بالأمر السهل ايجادهن، والمطلوب اليوم تفعيل هذا القطاع، وفتح مكاتب تشغّل سيدات لبنانيات لديهن الكفاءة للعمل في المنازل بأسعار معقولة تفيد الطرفين، فلطالما كانت هذه الأعمال محصورة بالنساء اللبنانيات قديما، إلا أن الأمر تغير مع الوقت، واليوم السيدات اللبنانيات بحاجة الى العمل أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط في المنازل بل في المكاتب الصغيرة والشركات الناشئة، وليست هذه القطاعات بحاجة الى شركات تنظيف كبيرة حتى تلبي حاجتها، لذا فيعتبر هذا القطاع، باب رزق وسوق عمل جديد للكثير من اللواتي بحاجة الى عمل.
وفي تجربة شخصية تخبرنا إحدى السيدات الحامل بابنها الثاني، أنها لا تستطيع أن تقوم بعمل المنزل بمفردها، وهي طبعا بحاجة الى من يساعدها في الأعمال المنزلية، خصوصا مع وجود ولد صغير في المنزل وعمل خارجي، ولكنها تجد صعوبة في ايجاد سيدة لبنانية لمساعدتها، في وقت أنها لا تستطيع دفع المبلغ الذي تطلبه العاملة الأجنبية، وهي اليوم أمام معضلة إما العمل بنفسها رغم حملها وإما دفع ما يقارب ال 600 ألف ليرة شهريا للعاملة الأجنبية.
عرضنا هذه الحالة لنقول إن السيدات اللبنانيات لا يستعنّ فقط بالعاملات الأجنبية من أجل الترف، بل إن هناك العديد من الحالات التي تحتاج فعلا الى عاملة مساعدة في المنزل، فهناك من يعمل لساعات طويلة خارج المنزل، ومن لديه مسنّ وبحاجة لرعاية خاصة، أو من هو مريض، وكل ذلك لا يوضع في خانة الترف إلا أنه أصبح أمرا مستعصيا في أيامنا هذه.