الإندبندنت- قصة فرار من كابل

  • شارك هذا الخبر
Saturday, August 28, 2021

نشر مراسل الإندبندنت فارسي فريدون أزهند مقال رأي بعنوان "أنا صحفي اضطررت إلى الفرار من طالبان في كابل، هذا ما كان عليه الحال".

وروى الكاتب في مطلع مقاله "في السابعة صباحا، وجدت زملائي الثلاثة الآخرين. اضطررنا جميعا إلى مغادرة كابل لأنه لم يكن من الواضح ما الذي سيحدث لنا نحن الصحفيين إذا بقينا. كانت هذه ساعات صعبة للغاية. كل ثانية شعرت وكأنها دقيقة وكل دقيقة شعرت وكأنها ساعة".

وأضاف "ذهبنا نحو مكان تنتظرنا فيه سيارة. نظرا لأن منطقة المطار مكتظة وقد فقد الناس حياتهم بالفعل بسبب هذه الظروف، فإن الدول التي تقدم المساعدة للأفغان لديها الآن طريقة جديدة: تنقل السيارة الركاب في نقاط مختلفة ثم تتجه نحو المطار. تم التفاوض على حركة هذه الرحلات مع طالبان، لكن ضغط الركاب كان عميقا جدا لدرجة أنهم ربما كانوا يمرون أيضا عبر نقاط تفتيش طالبان دون إشعار مسبق".

وأكمل"عندما وصلنا إلى المكان المحدد، لم تكن هناك سيارات. كنا نفكر في ما يجب فعله بحقائب الظهر الخاصة بنا وكيفية إخفاء أنفسنا عن أعضاء طالبان الذين يقومون بدوريات في المنطقة من حين لآخر. وافترضنا أن أيا من أفراد قوات طالبان الذين مروا بجوارنا كانوا يراقبوننا ليروا ما كنا نفعله ولماذا كنا هناك. كانت الساعة 11 صباحا عندما ظهرت المركبات: حافلتان صغيرتان لحوالى 50 شخصا".

وسرد الكاتب "قبل ظهور المركبات، لم يكن هناك أحد في الجوار. ولكن عندما أتوا، بدا الأمر كما لو أن الناس ظهروا من العدم. الكثير من الركاب أحاطوا بالمركبات. كان من المفترض أن نغادر في غضون 10 دقائق، لكن عائلة واحدة كانت مفقودة".

"انتظرنا لمدة نصف ساعة. وصلت العائلة أخيرا، لكنها لا تزال تنقص شخصا واحدا. تجاهل السائق توسل الأسرة هذه المرة وغادر متوجها إلى المطار. كان الشخص في سيارة أجرة خلفنا لكنه لم يتمكن من الوصول إلى السيارة بسبب الازدحام وحركة المرور. كنا على بعد 100 متر من بوابات المطار عندما انضم إلينا أخيرا".

أما داخل المطار، فوصف الكاتب الحال "كان القلق والخوف والندم يغمرنا. كان العشرات من الرجال والنساء والأطفال، تحت أشعة الشمس الحارقة بلا ظل، يحدقون في بوابات المطار. لم يكن لديهم وثائق تثبت أنهم بحاجة إلى مغادرة كابل، لكنهم توقعوا أن يتم إجلاؤهم أيضا. ربما تعرضت حياتهم للتهديد، مثلنا تماما، لكنهم لم يتمكنوا من إثبات ذلك".

وعبّر الكاتب عن القلق من عناصر طالبان، وقال"قالت طالبان مرارا أنه لن تزعج أي شخص يريد المغادرة، لكن من سيصدقها؟ مسلحون ويقومون بدوريات، كان من الواضح أن الجنود لن يلتزموا بالضرورة بالعفو العام الذي أعلنه قائدهم الأعلى، أو الاتفاق المبرم مع الأجانب بعدم تعطيل عملية الإجلاء. في كل مرة ينظر إلينا مسلح من طالبان، كنا خائفين حتى الموت".

وختم الكاتب "حوالى الساعة 3 مساء، جاءت رحلة طيران إماراتية.. لم يكن للطائرة العسكرية نوافذ، لذا لم أستطع أن أقول وداعا، وماذا لو كانت كذلك؟ لم يكن لدي أحد لأودعه".