خاص- خيبة واشنطن في أفغانستان هل تنسحب على لبنان؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, August 25, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

لا خيبة دولية توازي الخيبة الحالية لواشنطن في أفغانستان. سواء أكان تصدر طالبان المشهد هناك تم بارادة اميركية وباطار مشروع اميركي اهدافه بعيدة الامد، ام انه حقيقة اخفاق مدو لدولة بحجم الولايات المتحدة الاميركية، ففي الحالتين لا تحسد واشنطن على موقفها وموقعها الحالي مما يجري في كابول. يحاول المسؤولون الاميركيون التخفيف من وقع ما يحصل..يقول الرئيس الاميركي جو بايدن ردا على منتقديه في الداخل كما في الخارج إنه لم يكن من المفترض أبداً أن تكون مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان بناء دولة، محملا القادة السياسيين الأفغان الذين فروا من البلاد مسؤولية تمدد طالبان ومصوبا باتجاه ما يقول انه "عدم وجود رغبة لدى جيش أفغانستان في قتال الجماعة المتشددة". الا ان حجج ومبررات بايدن ومسؤولي الادارة الاميركية الحالية تبدو "واهية" امام فظاعة المشهد في مطار كابول وامام انين نساء افغانستان وصراخ اطفالها.
تعتبر "اندبندنت" البريطانية ان كل ما قامت به أميركا في افغانستان لعشرين سنة، كان المحافظة على ستاتيكو عسكري، أي تجميد وليس تفكيك الآلة الطالبانية. ويكتب وليد فارس، مستشار العلاقات الخارجية السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، في الصحيفة البريطانية العريقة، قائلا انه منذ دخول القوات الأميركية والأطلسية (الناتو) إلى أفغانستان في خريف عام 2001، تحركت قوى لوبي الإخوان المسلمين والنظام الإيراني للضغط في واشنطن من أجل هدف استراتيجي واحد، ألا وهو إخراج الأميركيين من تلك البلاد، بطريقة أو بأخرى، ويستخلص ان "اللوبيات تغلغلت داخل المؤسسات صاحبة القرار حتى وصلت إلى نقطة تمكنت فيها من دفع بايدن لسحب القوات، وإعطاء الضوء الأخضر للديوباندية القتالية لتعيد اجتياح البلاد".
ينطلق كثير من الساسة اللبنانيين اليوم من هذه النقطة للتنبيه من انسحاب ما حصل في أفغانستان على لبنان. الخيبة من الفشل الاميركي هناك، كبيرة لدى القوى اللبنانية القريبة من واشنطن.. ولا نكشف سرا بالقول ان "شماتة" أعداء اميركا من اللبنانيين اكبر من ان تتلاشى قريبا. وتعتبر مصادر سياسية ان الآداء الاميركي في لبنان والمستمر منذ سنوات قد يؤدي لنتائج مماثلة للنتيجة الكارثية في افغانستان، لافتة الى ان الحصار الكبير المفروض على حزب الله منذ مدة والذي توسع اخيرا فبات اشبه بحصار على كل اللبنانيين لدفعهم ل"لفظ" الحزب وتسليم رأسه، بدأ يؤدي نتائج عكسية قد تنتهي الى التسليم بانتصار ايراني فيه. والا كيف نقرأ اجتياح الدواء الايراني الاسواق اللبنانية، والاهم قرار حزب الله من دون الرجوع الى ان مؤسسة رسمية، باستيراد المحروقات من طهران؟! ما دفع حتى بعض الاعداء اللدودين لايران للترحيب بالخطوة!
وترى المصادر ان الولايات المتحدة تجازف كثيرا بلعبتها في لبنان التي قد تحرق يديها وايدي حلفائها، خاصة بعدما تبين ان حزب الله هو المستفيد الوحيد من تلاشي الدولة وتحللها، فهو الوحيد القادر على تغطية الفراغ الذي يتركه ذلك من خلال التمويل الايراني وقرار طهران الدخول بمبارزة مباشرة مع واشنطن على الحلبة اللبنانية مع تعثر المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي في فيينا.. لذلك تراها لا تتردد بمد قيادة الحزب بما تتطلبه هذه المبارزة..
وليس عابرا ان يكتب موقع "المنار" مقالا بعنوان "لبنان أمام مشهدية أميركا في أفغانستان"، دعا كاتبه "البعض في لبنان" الى "الكف عن ال"أمركة” في التعامل السياسي مع شركاء الوطن، لأن لا خبز لأميركا عندنا حتى ولو بتنا نشتهي لقمة الخبز…"
فهل تكون حسابات واشنطن خاطئة ايضا في لبنان ما يؤدي لتسليم حزب الله علنا البلد؟ وعندها اي بلد بأي نظام سيقوم؟ وهل يكتفي الحزب بفرض "مثالثة" تكون بمثابة ضربة قاضية للمسيحيين ام يذهب ابعد من ذلك بفرض انظمة دينية تكون امتدادا لدولة الولي الفقيه؟!