الغارديان- خلافات عميقة

  • شارك هذا الخبر
Saturday, August 21, 2021

نشرت الغارديان مقال رأي للكاتب جايسون بيرك حول علاقة طالبان بالجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى التي لم تكن كلها مرحبة بعودة الحركة إلى السيطرة على معظم أنحاء أفغانستان.

ورأى الكاتب أن انتصار طالبان "كشف عن الانقسامات العميقة التي أضعفت الحركة الجهادية في العقد الماضي".

ويشير الكاتب إلى أن بعض الجماعات المسلحة السنية في الشرق الأوسط وخارجه رأت في أن سيطرة طالبان على أفغانستان تبرر استراتيجياتهم وأيديولوجيتهم"، لكنه أضاف أن "هناك استثناء واحدا ملحوظا بين الجماعات الجهادية: تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعتبر طالبان مرتدين بسبب استعدادهم للتفاوض مع الولايات المتحدة، وبراغماتيتهم الواضحة وفشلهم في تطبيق الشريعة الإسلامية بصرامة كافية".

وأشار في هذا السياق إلى أول بيان رسمي نشره تنظيم الدولة الإسلامية يوم الخميس الماضي بشأن هذه المسألة، متهما طالبان بأنهم "مسلمون سيئون وعملاء للولايات المتحدة".

في هذا الوقت، احتفل مقاتلو تنظيم القاعدة في اليمن يوم الأربعاء في محافظة البيضاء الوسطى ومحافظة شبوة الجنوبية بعودة طالبان إلى السلطة بالألعاب النارية والنيران. وهنأت الجماعة المعروفة باسم القاعدة في شبه الجزيرة العربية طالبان بينما أعادت تأكيد التزامها بالإطاحة بالحكام المحليين من خلال العنف.

كذلك أشار بيرك إلى أن قادة وكبار رجال الدين في هيئة تحرير الشام عبروا عن مشاعر مماثلة، وأن أحد كبار أعضاء الجماعة التي تهيمن على محافظة إدلب السورية والتي انشقت رسميا عن القاعدة عام 2016، وصف استيلاء طالبان على السلطة بأنه "انتصار للمسلمين، انتصار للسنة، انتصار لجميع المظلومين".

ووصفت حركة "طالبان باكستان" المتمركزة في المناطق الحدودية في باكستان المجاورة، الأحداث الأخيرة بأنها "انتصار للعالم الإسلامي كله".

ورأى الكاتب أن "الانقسامات بين المتطرفين تكشف عن اختلافات استراتيجية كبيرة".

وأشار إلى أنه "من غير المفاجئ أن تدعم القاعدة طالبان. فلقد كان الحفاظ على التحالف مع المجموعة أمرا أساسيا لبقائها لمدة 25 عاما، وستكون أكثر أهمية الآن".

أما هيئة تحرير الشام التي حاربت تنظيم الدولة في سوريا، "فقد ظهرت مؤخرا أكثر براغماتية، وسعت إلى التواصل مع الجهات الفاعلة الدولية، ما يجعلها تتماشى مع طالبان".

ورأى أن تنظيم الدولة الإسلامية "يبقى الاتجاه الأكثر تطرفا في الحركة الإسلامية المسلحة يظل ملتزما تماما بأيديولوجيته الوحشية".

وخلص بيرك إلى أن "هذه الانقسامات الداخلية العميقة قد تأتي في مواجهة بعض الدعاية التي قدمها انتصار طالبان في أفغانستان للمسلحين الإسلاميين في كل مكان، وقد تعني أن الاستيلاء قد لا يترجم على الفور إلى موجة من المجندين الجدد والهجمات. وهذا يعد عزاء ضئيلا".