الإندبندنت- صعوبات تنتظر طالبان

  • شارك هذا الخبر
Saturday, August 21, 2021

اعتبرت صحيفة الإندبندنت في افتتاحيتها أنه بالرغم من الانتصار الأخير لطالبان إلا أن الحركة تعد الآن أضعف مما كانت عليه في السابق، الأمر الذي يقوض احتمالات أن تحكم البلاد بسهولة.

وقالت الافتتاحية إن أفغانستان هي كما يقال بالفعل "مقبرة الإمبراطوريات"، وهي "دولة صعبة للغاية في الحكم".

وأشارت إلى أنه "حتى أثناء حكم طالبان في أواخر التسعينيات، عندما كانت الجماعة في أقوى حالاتها، كانت قادرة فقط على بسط سيطرتها من خلال استخدام القوة المتطرفة، وعقد صفقات مع أمراء الحرب القبليين، ونشر عناصر من القاعدة لإرهاب شعبها وبمساعدة من السلطات الباكستانية".

وبالرغم من ذلك، "حتى في ذلك الوقت، لم تكن طالبان تسيطر تماما على البلاد، وهناك مؤشرات على أنها قد تكون الآن قادرة على ممارسة سيطرة أقل بكثير".

وتستند الإندبندنت في هذه الخلاصة إلى "علامات على المقاومة بين السكان والأفغان"، موضحة أن "التظاهرات المتفرقة في المدن التي ترفع العلم الأفغاني القديم، تشير إلى أن هناك من هم على استعداد لتحدي طالبان".

وأشارت إلى أن "البعض من العناصر الموالية للنظام القديم. وهناك آخرون غير راضين عن الحكومات الضعيفة الفاسدة في الماضي، ومعادون لأفكار القرون الوسطى لطالبان".

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أنه في أفغانستان "نشأ جيل (من الشابات والفتيات على وجه الخصوص) على معرفة ببعض الحريات الشخصية والسياسية. لقد رأوا طرقا أخرى لإدارة بلادهم ولجعلها أكثر أمانا وازدهارا مما كانت عليه في ظل أيديولوجية طالبان العنيفة".

وتعتقد الصحيفة أن كثيرين في أفغانستان "لن يرغبوا في الخضوع إلى الشرطة الدينية وأن البعض سيقاتل وسينضم إليهم أولئك الذين تستهدفهم طالبان الآن، والذين ليس لديهم ما يخسرونه بالانضمام إلى المقاومة المتزايدة. وكما هو الحال دائما، لن تؤدي أساليب طالبان الوحشية إلا إلى تقويض حكمها ونزع الشرعية عنه على المدى الطويل".

وترى الإندبندنت أن "البلد مليء بالأسلحة منذ عقود من الصراع، ولن يكون هناك قريبا نقص في الأشخاص المستعدين لاستخدامها. ستجد طالبان نفسها تتعرض للهجوم - بالمعنى الحرفي وليس المجازي - من قبل النساء. وبالفعل، أيضا، ظهر تحالف الشمال القديم، الذي ساعد أيضا القوة الدولية في اجتثاث القاعدة في غزو عام 2001، من جديد لحماية شعوب شمال البلاد".

كما أن طالبان، برأي الصحيفة، "لن تجد سهولة في السيطرة على الجماعات الإرهابية المختلفة. القاعدة أضعف مما كانت عليه عندما استخدم أسامة بن لادن أفغانستان كملهاة لمحاربيه، لكنها لا تزال قادرة على إثارة المتاعب لطالبان إذا لم تعجبها القيادة في كابل".

وتابعت "مرة أخرى، لن تتمكن طالبان، على الرغم من شدتها، من إدارة المطالب المتضاربة لهذه البلدان، حتى عندما تحاول السيطرة على المعارضة الداخلية وعقد صفقات مع القبائل المحلية وأمراء الحرب".

ورأت أن هناك احتمال الانزلاق إلى حرب أهلية، بين فصائل وجماعات، بالأصالة عن نفسها وكوكلاء لدول مثل باكستان والهند وإيران، والغرب في مواجهة روسيا وحتى لتنظيم الدولة الإسلامية ضد القاعدة. وقد تُترك قوات طالبان كأنها أكثر بقليل من متفرج في بعض الأماكن".