خاص- ... عن الطلاق والاتهام بين القوات والمستقبل وما يحصل بينهما

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 31, 2021

خاص- الكلمة اونلاين
ميراي خطار

تشوب علاقة القوات- المستقبل منذ فترة طويلة تعود الى ما قبل تكليف الرئيس سعد الحريري الأخير، توترات تتجلى إما بالمواقف والتصريحات المباشرة أو البيانات وردود الفعل، أو حتى بالأفعال كما حدث في التكليف الأخير حيث لم تسمِّ القوات الرئيس الحريري لتشكيل الحكومة.

ولكن ما السبب الجوهري وراء هذه العلاقة المتوترة؟ وهل من أفق لإعادتها الى المسار الصحيح تمهيدا للتحالف في الانتخابات النيابية المقبلة؟ وهل للانتخابات الرئاسية وتوجه المستقبل في هذا الاستحقاق علاقة بتضييع البوصلة بين الطرفين؟

نائب رئيس تيار المستقبل د.مصطفى علوش أكد في حديث الى الكلمة أونلاين أن المودّة لا تزال قائمة بين سعد الحريري وسمير جعجع، ولكن الاشكال الكبير هو في السياسة، فهناك اختلافات عميقة مرتبطة بالكثير من الأمور من ضمنها رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات والتعامل مع الكثير من المواضيع، ولكن ما يزيد الأمر تعقيدا ليس القيادات العليا، بل بعض التصريحات التي تصدر من هنا وهناك والمواقف التي تُطلق في وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تؤدي الى ايجاد إمكانية للهدنة، مؤكدا أن غياب التواصل بين الطرفين والانقطاع على مدى السنوات الماضية أدى الى تراكم سوء الفهم، ونحن اليوم بحاجة الى إعادة إحياء الحوار بينهما لأنه في نهاية المطاف الحريري-جعجع يعتبران الركنان الأساسيان ل 14 آذار.

علوش أكد لموقعنا ضرورة السعي لايجاد تفاهمات على الامور التي يختلف الطرفان عليها، والتفاهم على رؤية مشتركة بالاستراتيجية والتكتيك، ولكنها ليست قريبة للأسف، لأن هنا "رؤوس حامية من الجهتين".

علوش استبعد في حديث الى الكلمة أونلاين أن يكون الخلاف مرتبط بالاستحقاق الرئاسي المقبل، لافتا الى أن أحدا لا يمكن أن يضمن من سيكون رئيس لبنان المقبل، هذا كلام في الوهم، والسؤال الأهم اليوم هل سنستطيع أن نحافظ على لبنان الى ذلك الحين، أولويتنا كيفية المحافظة على البلد ووقف التدهور والانهيار، من هنا اصرارنا على تشكيل الحكومة، خصوصا أن الاستقالات والانتخابات المبكرة لن تغير المشهد السياسي بمواجهة حزب الله وحلفائه.

في المقابل، بصراحة ووضوح يقول رئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور لموقع الكلمة أونلاين إن منطق القوات على حق ومنطق المستقبل ليس على حق والمواقف التي تصدر عن تيار المستقبل ليست في مكانها، وليعطينا الرئيس الحريري دليلا واحدا على أننا نثبّت الفراغ؟ فمواقف القوات بعدم التسمية والتكليف تساهم مساهمة اساسية في اسقاط منطق الفراغ، والدليل اعتذار مصطفى اديب فشل حكومة الرئيس حسان دياب، واعتذار الرئيس الحريري بعد تسعة أشهر، وبالتالي من يكون على حق؟ هل القوات ام المنطق القائل بالتعاون مع الفريق الحاكم على حق؟ ويضيف جبور بالنسبة لنا يجب لهذه المراوحة المستمرة بالتعاون مع فريق اكثري اوصل الدولة الى الهاوية والكارثة أن تتوقف، وتسلسل الاحداث اثبت ان موقف القوات على حق وان موقف المستقبل بإعطاء فرصة لهذه الطبقة لم يكن صائبا.

ويتابع جبور لموقعنا قائلا " لو استقالت القوات والاشتراكي ومعهما المستقبل لكنا فرضنا امر الانتخابات المبكرة بحكم الواقع، وهو أمر ليس متعذرا كما يقولون"، ويضيف يجب الذهاب الى خطوات عملية، لا يجوز أن نبقى في اطار المواقف.

وعمّا إذا كان هذا الخلاف مرتبطا بالاستحقاقات المقبلة وعلى رأسها استحقاق رئاسة الجمهورية وتموضع المستقبل بعيدا عن القوات، يقول جبور: من المبكر الحديث عن الاستحقاقات الاخرى، المشكلة هي أن أولوية تيار المستقبل تشكيل حكومة، فيما أولوية القوات الانتخابات المبكرة، وأولوية المستقبل أثبتت عقمها وعدم جدواها وبينما لو ذهبنا باتجاه أولوية الانتخابات لكانت المعايير تغيرت وعلى من يخطىء أن يعترف، ولا يجب المكابرة على حقائق أُثبتت على الأرض.

وعن إمكانية التواصل مجددا وترميم العلاقة يشير جبور لموقعنا الى أن التواصل السياسي لا يتم الا انطلاقا من اولويات مشتركة، وترميم العلاقة يستدعي ظروفا مؤاتية، ولكن الظروف ليست كذلك اليوم.