فضيحة في الامتحانات الرسمية...!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 27, 2021

كما كان متوقعاً في هذا العام الدراسي أن ينتهي بفضائح مماثلة لبدايته، التي تعثرت عند عدم تأمين مستلزمات للأساتذة والطلاب للتعلم والتعليم عن بعد، فأتت فضيحة تسريب مسابقة اللغة العربية وآدابها لتؤكد أن إجراء الامتحانات كان لهدر المال. تساهل وزارة التربية مع الطلاب لم يقتصر على طرح أسئلة تراعي تعلم الطلاب أقل من ربع المنهج، بل وصل حد طرح مسابقة سربت من منطقة البقاع وطرحت في ثانوية مواهب أسطى الرسمية للبنين في طرابلس في الامتحانات النهائية، وفي مدارس أخرى في الشويفات وفي مدارس خاصة مثل مدارس المهدي سابقاً.

قبل عشرة أيام
أتت هذه المسابقة، وهي عبارة عن نص مأخوذ من مجلة العربي بعنوان "هواتفنا الذكية وذكرياتنا" للكاتب مهى قمر الدين في العام 2018، مماثلة لتلك المسابقة التي وزعت في البقاع والشمال. ولم يعرف كيف وصلت إلى لجنة الامتحانات لهذه المادة التي لم تقم بتغيير أي سؤال منها.
ووفق أحد الأساتذة الذين طرحوا هذه المسابقة قبل نحو عشرة أيام، وقع الخيار على هذا النص عن طريق الصدفة. فغالباً ينتقي أساتذة اللغة العربية نصاً من هذه المجلة الثقافية ويطرحوها على الطلاب. وهذا ما حصل في البقاع في مدارس عدة رسمية وخاصة، وفي وطرابلس (لم يعرف إذا طرحت في أماكن أخرى بعد). ففي العادة ينتقي الأساتذة نصوصاً من تلك المجلة وغيرها تستشرف المستقبل لحث الطلاب على التفكير. وطرحت على النص أسئلة تقليدية وغير معقدة لتراعي ما تعلمه الطلاب عن بعد. وتضمنت الأسئلة سؤلاً عن "عناصر الحقل المعجمي"، الذي يدرس في صف الأول ثانوي. حتى أن طالباً اتصل بأحد الأساتذة الذين طرحوا المسابقة مستفسراً عن هذا الأمر. واستدرك الأستاذ أن محتوى الإجابة على هذا السؤال ليس وارداً في مقرر الصف الثالث ثانوي. وراح الأستاذ يشرح له المقصود من السؤال. وهذا يضع شكوك حول كيفية وصول هذه المسابقة إلى لجنة الامتحانات.

يوم أمس أتت المسابقة عينها التي طرحت على الطلاب في مدارس رسمية وخاصة في البقاع وطرابلس، في الامتحانات الرسمية. وكانت لجنة المادة التي وضعت المسابقة قد انتقت النص والأسئلة عينها التي طرحت في الامتحانات من دون معرفة كيف سقطت هذه المسابقة على اللجنة، التي شهدت بعض الخلافات بين أعضائها حول ضرورة تغيير بعض الأسئلة. واستمرت النقاشات حتى الساعة الخامسة صباحاً، فانسحب أعضاء من اللجنة لأنهم لم يوافقوا على طرح الأسئلة عينها، وفق مصادر "المدن".

بنك الأسئلة
مصادر اللجنة أكدت لـ"المدن" أنهم انتقوا هذا النص من بنك الأسئلة وتبين أن أحد الأساتذة في مدارس المهدي كان قدمه للجنة الامتحانات منذ ثلاث سنوات ووضع حينها في البنك ولم يستخدم. وفي حال حصل تسريب يُسأل الأستاذ الذي سرب المسابقة، التي يفترض أن لا تطرح في أي مدرسة.

لكن وفق مصادر مطلعة في الوزارة تبين أن بنك الأسئلة معطل منذ سنوات ولا يعمل به. واستغربت المصادر أن تقدم اللجنة على هكذا تبرير. فهو باطل طالما أن البنك معطل، رغم أن العاملين فيه واللجان المشرفة عليه تتلقى تعويضات ومخصصات. ما يطرح علامات استفهام حول كيفية وصول هذه المسابقة تحديداً إلى اللجنة وطرحها مع الأسئلة عينها في الامتحانات الرسمية يوم أمس. وإذ لفتت المصادر إلى أن وصول النص عينه إلى اللجنة يمكن أن يعتبر مجرد صدفة، إلا أن علامات استفهام توضع حول عدم تكليف اللجنة نفسها عناء تغيير الأسئلة وعدم بذل أي مجهود رغم كل التعويضات التي تنفق على لجان الامتحانات.

شكوك حول الامتحانات
ووفق مصادر "المدن" جرت خلافات داخل اللجنة حول هذه المسابقة. فالبعض كان يريد تعديل محتوى الأسئلة، لكن البعض الآخر أصر عليها. ويبدو أن هذا البعض خاف من مجرد تغيير الأسئلة وإحداث إرباك عند الطلاب الذين جهزوا أنفسهم لهذه المسابقة. وغالباً عندما يتغير أي سؤال يدخل الطلاب غير المجهزين بإرباك كبير. ما يضع الامتحانات في دائرة الشك.

وهنا تطرح المصادر أسئلة مشروعة: هل عدم تعلم معظم طلاب البقاع والشمال عن بعد طوال العام، دفع بالبعض إلى طرح تلك المسابقة، التي جرى التداول فيها في مدارس عدة وتحديداً في البقاع والشمال، وربما وصلت إلى طلاب كثر في لبنان؟ وهل التساهل في طرح الأسئلة وصل إلى هذا الحد من الاستهتار؟ وما الفائدة من امتحانات بدأت بهذا الشكل؟


وليد حسين- المدن