هيام عيد - تعقيدات تعترض تسمية ميقاتي ولا تلغي الإستشارات

  • شارك هذا الخبر
Sunday, July 25, 2021

أكثر من سيناريو قيد التداول على الساحة الداخلية، وذلك مع تنامي التعقيدات المحيطة بعملية التكليف والإستشارات النيابية المرتقبة مبدئياً اليوم في قصر بعبدا من أجل تسمية شخصية جديدة لتشكيل الحكومة بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري عن هذه المهمة. ولكن، وعلى الرغم من هذه التعقيدات، فإن مصدراً نيابياً في كتلة بارزة، يشدّد على أن الإثنين المقبل سيشهد أولاً انطلاق الإستشارات النيابية، وثانياً تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، على أن تشهد المرحلة الثالثة، جولة من المشاورات والمفاوضات الهادفة إلى تذليل العقد الناشئة على طريق تأمين التوافق السياسي على خيار تسمية الرئيس ميقاتي، وذلك، تمهيداً لتسريع مسار التأليف، وفي أقرب موعد ممكن، وفق ما اتفقت عليه كل المرجعيات السياسية المعنية بالملف الحكومي نتيجة الواقع الداخلي الصعب والأزمات المتراكمة على كل المستويات.


ويكشف المصدر النيابي نفسه، عن معارضة لفريق رئيس الجمهورية و»التيار الوطني الحر» لتسمية الرئيس ميقاتي، ولأسباب تختلف عن أسباب معارضة «القوات اللبنانية» التي أعلنت عدم وجود مرشّح لديها، فيما تؤكد أوساط كتلة «لبنان القوي» وجود مرشّح لديها في الإستشارات الإثنين المقبل، ولكنه ليس الرئيس ميقاتي، الذي تدعمه أطراف الغالبية النيابية.

في المقابل، فإن المصدر ذاته، والذي يشير إلى مشاورات مكثّفة على خط «الثنائي الشيعي» - ميقاتي، بدأت أخيراً وستستمر حتى الإثنين، يتوقّع حلحلة ولو محدودة على هذا الصعيد، خصوصاً وأن مرشّح «التيار الوطني» وهو السفير السابق نوّاف سلام، لا يحظى بأي دعم محلي، وحتى خارجي، حتى الساعة، كما أنه أعلن صراحة وبوضوح رفضه لتسميته، وإن كان سيكون في لبنان خلال الأسبوع المقبل، وذلك بحسب المصدر النيابي نفسه.

ويستبعد هذا المصدر، تأجيل الإستشارات النيابية غداً، كون ما من فريق يرغب بتحمّل مسؤولية أي تعطيل أو تأخير لعملية التأليف، والتي تحوّلت إلى الأمل الوحيد لدى المواطنين من أجل الخروج من دوّامة الإنهيار، ويشير في الوقت نفسه، إلى أن الرئيس ميقاتي سيعقد اليوم الأحد لقاءات وسيقوم باتصالات باتجاه مرجعيات سياسية، وفي مقدّمها الرئيس نبيه بري، كما رؤساء الحكومات السابقين، وذلك، قبل الإعلان عن موقفه النهائي من العملية برمتها. ويوضح المصدر نفسه أن ميقاتي، يطرح في هذه الإتصالات، كل محطات المسار الحكومي، وليس فقط التسمية والتأليف، بل يتخطى هذه الحدود إلى البرنامج الحكومي، والذي يرفض ميقاتي أن يكون فقط مقتصراً على إدارة الأزمة المالية والإقتصادية والإجتماعية وإجراء الإنتخابات النيابية المقبلة.

وفي سياق متصل، يتحدث المصدر النيابي، عن دعم خارجي يحظى به ترشيح الرئيس ميقاتي على الصعيدين العربي والغربي، أي دول الخليج وباريس وواشنطن، والتي تؤكد على أهمية تشكيل حكومة كخطوة إلزامية لوقف السقوط الحاصل والقيام بتنفيذ مشاريع الإنقاذ الملحة، وبالتالي، الحصول على الدعم الموعود من المجتمع الدولي ومن مجموعة الدول المانحة، في ظل الإستعداد المُعلَن من قبل هذه الأطراف لتقديم المساعدة، ولو بشروط في مقدّمها الإصلاح والإدارة الشفّافة والإنقاذ عبر برامج تستجيب لخارطة الطريق المعلومة من الجميع، وأول محطة فيها هي المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للخروج من أزمة الإنهيار المالي.