لوسي... فنانة زوجة وأم

  • شارك هذا الخبر
Monday, July 12, 2021



فنانة استعراضيّة شاملة، زوجة وأم وإنسانة بقلب كبير...
غصنا معها في بعض التفاصيل، لنكتشف منها مسيرة المرأة ومواجهتها لمجتمع ذكوري، وكيف استطاعت أن تتخطى العقبات المجتمعيّة.

النظرات والوجوه...
مع تغير الزمن تتغير الناس والأطباع والسلوك والقناعات... في الزمن السابق كانت المرأة مقدّسة ولا تُهان ويُمنع عنها أيّ تحرّش لفظي أو نظري، وأنا كراقصة، قابلت الإعجاب ولم أصادف يومًا أي جرح أو إهانة أو تحرّش نظري لأنّني لم أعطِ فرصة لأحد بالاسترسال في أفكاره الجنسيّة...
غير أنّني قابلت الكثير من النظرات الحاقدة والجارحة والمهينة وحتى القاتلة، وبدوري أعرف كيف أحصّل حقي بتبادل النظرات القوية وحتى القاتلة.
لكلّ منّا وجهان وربما أكثر، لكنّني لا أعيش بالوجهين، فأنا جدّ صريحة.
نحن نسخر من اسماء المهن، ونتناسى مضمون هذه المهنة وأهميّته. مهنة الرقص والتمثيل كانت عيبًا في الزمن الماضي، لأن للرقص لبسه وشكله وطبعه وأنماطه، غير أنّ الرقص مهنة مشرّفة وجميلة، وككل مهنة إنّ من ينقل الوجه المهين لها هو الشخص الذي يمارسها وليس المهنة بحد ذاتها.
وبالعودة الى النظرات، إنّ السيدة عمومًا هي التي تتمسّك بنظرة المجتمع لها، فهي تستطيع أن تجعلها جميلة أو مستفزة، فالقرار في يدها، وفقًا لسلوكها وتصرّفاتها.

الحياة والأمومة...
حياتي بسيطة من صغري، فأنا لم أعش الطفولة، رقصت في الأفراح منذ سن الحادية عشرة، ولكن ما زلت طفلة في داخلي. أحب تقديم المساعدة، ولا أؤذي أي احد، أحب تغيير اللوكات والابتكارات خصوصًا في الماكياج (وقد درست أصول الماكياج السينمائي في أميركا).
أحاول أن أقوم بأشياء مختلفة وهوايات متعددة كي لا أعطي نفسي فرصة للاكتئاب، فمعلوم أنّ الفنان يكتئب حين تغيب عنه الأضواء، لذلك أقوم بكلّ ما يمكنني كي لا أصل الى هذه النقطة.
حياتي بسيطة جداً فأنا "ست بيت" وأم... والنظام أساسي في البيت، لقد كرّمنا الرب العلي العظيم كسيدات بنعمة الأمومة، وهل من نعمة أهم من ذلك؟
"أنا إنسانة لكن اسمي فنانة!"

الصراحة والجرأة...
ابني "فتحي" فنان ويملك احساسًا عاليًا في الموسيقى، ربّيته على الصراحة وعلى تجميل الكلام من دون أذية أو جرح مشاعر، والأهم أنه فهم مع مرور الحياة أنّ الفنّ نبيل، ولذلك هو يحب عملي وأنا أحب موسيقاه، وأعتقد أنّ قوّة العلاقة في ما بيننا تعود الى الصراحة.

الجرأة تكمن في نوعية الأعمال المقدمة، في تقديم خدمات انسانيّة قد تفوق طاقتنا، في مواجهة المخطئ، في تعلّم أشياء جديدة، ولكنها طبعاً ليست في الملابس الخليعة.


العمر..
لا يحسب العمر بالأرقام، في داخلي فتاة في السابعة من العمر هي التي تتعامل مع الناس، أحسب عمري بمقدار الفرح ومساعدة الآخر.
ما يجب الانتباه له ومنه هو العجز النفسي وليس الجسدي نتيجة التقدم في السن، فبعض الناس عمرهم عشرين سنة وفي داخلهم امرئ كهل في السبعين من العمر.

لوسي والمشاكل...
لكل مشكلة حل يتناسب معها، ممكن أن آخذ حقي مباشرة، ولكن في بعض الأوقات قد لا يستأهل من هو أمامك أن تتنازل لأخذ حقك ممّن هم أدنى منك مستوى أو قيمة.
لا أحب الدم ولا العنف ولا المشاكل، وغالبًا ما أترك مشاكلي بيد ربنا.


فن لوسي
السينما صناعة وتجارة وفن، والأهم أنّها رسالة ونافذة لمجتمعاتنا على كل دول العالم.
الدراما التلفزيونية تدخل بيوتنا من دون استئذان، ولذلك يجب دراسة الحوارات والمشاهد بشكل دقيق.
تجربتي في المسرح ليست طويلة الباع، لكنّ التفاعل المباشر مع الجمهور هو الذي يمسّ القلب.
بالنسبة لي الفن هو "كلّ حاجة"، وعائلتي بحلوها ومرها هي الأوكسيجين.


رسالتي في الحياة...
دعونا نعيش في سلام من دون كذب ولا جرح أحد ومن دون الاتكال على الآخر بل على الله فقط، وليكن الحب والمحبة والصراحة عنوان الحياة.
الموت هو الحقيقة الوحيدة في حياتنا، وهو البداية وليس النهاية.


الكلمة الأخيرة
شكراً للآنسة مايا الرقيقة المثقفة والمجتهدة؛ والشكر للأستاذ روي على هذه الأسئلة الصعبة، وكل المحبة لكما على هذا النوع من الدراسات الحقيقية غير المتكلفة التي تظهر الشخصية كما هي بتجرد ومن دون أي زخرفة.


التحليل النفسي
لوسي، شخصيّة شجاعة، "جدعة"، تتحدى الحياة، تعرف قيمة نفسها وتعمل على التقدم دومًا. تتعلّم من الماضي وتنسى التفاصيل، تترفّع عن المشاكل ولا تهاب مواجهتها. دقيقة وعمليّة ومتواضعة.
محبّة للعائلة، طفلة في داخلها لكنها تتمتع بخبرة كبيرة تجعلها قادرة على التصرّف بذكاء. متسامحة لكن لا تنسى، صريحة لكن لا تجرح، قاسية لكن لا تكسر.
إنّها إنسانة...


اعداد وكتابة الدراسة، دكتور روي ج. حرب
اشراف وتنسيق الآنسة مايا ابراهيم