خاص- هل يخوض "الثنائي الشيعي" الإنتخابات النيابية على أساس لوائح واحدة؟- محمد مدني

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 10, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد مدني


كغيرهم من الأحزاب والتيارات السياسية في لبنان، يتخوف الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل من إستحقاق الإنتخابات النيابية المقبل، وذلك بعد الحديث عن مقاعد نيابية قد يخسرها الثنائي في بعض المناطق اللبنانية، نتيجة تغير المزاج الشعبي منذ إنتفاضة 17 تشرين 2019، بالإضافة إلى الإنهيار الاقتصادي وتداعياته الوخيمة ليس على أبناء الطائفة الشيعية فحسب، بل على جميع اللبنانيين.

مع تنامي التباينات بين ركني "الثنائي الشيعي" حول عدة مواضيع منها العلاقة مع التيار الوطني الحر، حليف الحزب، وتدهور العلاقة بين النظام السوري ورئيس مجلس النواب نبيه برّي في حين أن علاقة بشار الأسد مع الحزب لا تشوبها أي شائبة، بدء الحديث عن إحتمال إنفصال الثنائي في الإنتخابات المقبلة، وذلك لتفادي أي صراع علني قد يأخذ الأمور إلى ما لا تحمد عقباها.

من المبكر الحديث عن تفاصيل الإنتخابات النيابية ونتائجها لا سيما أن الخيارات والتحالفات لم تُحدّد بعد، لكن إذا استمر التحالف السياسي بين حزب الله وحركة أمل سياسيًا وإنتخابيًا، فإنه لن يكون هناك أي تغيير يذكر في النتائج المتعلقة بحصة الطائفة الشيعية، وأقصى تغيير محتمل في حال الإنفصال هو خسارة ما لا يتجاوز 3 من أصل 27 مقعدًا نيابيًا، تحديدًا في الجنوب أو البقاع لصالح شخصيات مستقلة تسعى لكسر هيمنة الثنائي على المقاعد الشيعية.

رغم التقديمات والمساعدات الإجتماعية التي يقدمها حزب الله في المناطق الشيعية الا أنها لا تغطي أكثر من 40% من أبناء الطائفة، ليبقى 60% حالهم كحال معظم اللبنانيين الذين يعانون من الفقر والعوز، ومن الطبيعي أن ينعكس التدهور الإقتصادي على المزاج الشعبي، وأن يفتش الفقراء عن أي وسيلة للخروج من النفق الأسود حتى لو كانت التمرد على الثنائي في الإنتخابات إذا ما بقيت الأمور على حالها.

حزب الله وحركة أمل حريصان على إبقاء التحالف بينهما متماسكاً وقوياً في هذه الظروف، ويجدان أن مصلحتهما تقتضي الوحدة في وقت تموج المنطقة ولبنان بتحديات وفتن متنوعة، وأن لا مصلحة للخلاف حول الحصص والنسب وأي قضية أخرى يمكن أن تؤدي إلى مشاكل وقلاقل في البيت الشيعي.

هناك وعي كبير لدى القيادتين على تجاوز هذه المرحلة وعدم تخريب البيت الشيعي بمنكافات لا جدوى منها، بل المصلحة في حل المشاكل ومساعدة الناس في البيئة الشيعية هو الهم الأساسي الذي يجب على القيادتين العمل عليه بقوة لئلا يتم إختراقها من خلال جهات معادية، بالإضافة إلى أن هناك تثقيفًا حزبيًا متواصل ولقاءات مع كوادر الحركة والحزب والقاعدة الشعبية على تفهم خطورة المرحلة وضرورة تعزيز التضامن الشيعي وعدم السماح لأي أحد بتخريب العلاقة.

وفي هذه الأيام التي تسبق الإستحقاق الإنتخابي تكثر السهرات السياسية واللقاءات، حيث يتم التواصل مع الناس من قبل القيادتين من الجهتين، وشرح طبيعة التطورات في البلد ووضع الناس أمام حقيقة الصراع الجاري، وبالتالي عدم التهاون مع أي شقاق يرمي إليه الأعداء تحت عناوين ظاهرها يعكس صورة عن ضرورة إتخاذ قرارات جذرية حاسمة، ولكن الباطن يهدف إلى تدمير العلاقة بين الطرفين.

ولتفادي خسارة أحد الطرفين لبعض المقاعد النيابية، بدأت اللجان تعمل على أساس التحالف في الإنتخابات القادمة، وهناك اجتماعات تدرس خوض المعركة الإنتخابية في كل المناطق على أساس لوائح واحدة بين الحزبين، علمًا أن المرحلة المقبلة ستكون حساسة لجهة إقناع الناخبين بضرورة الاقتراع للوائح الحزب والحركة من دون تشطيب، وهنا الدور الاكثر صعوبة نظرًا للتطورات التي حدثت وأدت إلى شروخ يعمل الطرفان على معالجتها.