خاص- الحريري يفرمل الاعتذار بانتظار عودة السفيرتين- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 8, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

في تحرك أكثر من لافت تتجه السفيرتان الاميركية والفرنسية في بيروت الى الرياض خلال الساعات المقبلة لعقد لقاءات مع مسؤولين سعوديين. بحسب بيانين صادرين عن سفارتي واشنطن وباريس في بيروت فان هذه الحركة تأتي استكمالا للاجتماع الثلاثي بشأن لبنان الذي عقد على هامش مؤتمر قمة مجموعة العشرين، في إيطاليا بين وزراء الخارجية الأميركي، الفرنسي والسعودي. بوقتها تحدثت المعلومات عن فشل اللقاء في احداث اي خرق وبالتحديد في تليين الموقف السعودي المتشدد ازاء رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كما ازاء الوضع اللبناني ككل بعد قرار الرياض تحييد نفسها عن الملف ومراقبته من بعيد. سواء صح ذلك ام لا، ففي كلتي الحالتين يبدو ان هناك قرارا اميركيا- فرنسيا واضحا بتجنب الانهيار اللبناني الكلي لذلك كان الايعاز لسفيرتيهما في بيروت للتحرك باتجاه الرياض لعلمهما بأن اي حل حقيقي للازمة اللبنانية يمر حكما في المملكة.

ليس محسوما بعد ما اذا كان الفرنسيون والاميركيون قادرين على التأثير على القيادة السعودية، لكن ما يمكن جزمه ان تحرك السفيرتين فرمل قرارا منجزا للحريري بالاعتذار، وان كانت المعلومات تتحدث عن محاولة أخيرة من قبل واشنطن وباريس لإقناع السعوديين بحزمة معينة من دون ان يتضح ما اذا كانت تلحظ حكومة برئاسة الحريري او تسوية تخرجه من السراي اقله في المرحلة الراهنة من دون ان تقضي على مستقبله السياسي.

وتؤكد مصادر مطلعة على موقف الحريري انه حسم امره بالاعتذار ولكنه ارجأ الاعلان عنه بعدما كانت الاجواء تتحدث عن توجه للحسم نهاية الاسبوع الجاري، لافتة الى انه ليس متحمسا لطرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري القائل بتقديم تشكيلة جديدة لرئيس الجمهورية، اذا رفضها يقدم على اثرها اعتذاره.

وليس خافيا على احد ان الرئيس المكلف سيعود بسرور ليفعل نشاطه ومشاوراته في حال نجحت السفيرتان باسقاط الفيتو السعودي وصياغة تسوية ما تعيده الى السراي بغطاء من الرياض. اما خلاف ذلك، فقد اتخذ قراره بالتنحي حتى قبل الاتفاق على ملامح المرحلة المقبلة لاعتباره ان كل ساعة اضافية وهو رئيس مكلف تنهش من رصيده الشعبي عشية الاستحقاق النيابي. وبحسب المعلومات لم ينجح عراب الحريري السياسي، الرئيس بري حتى الساعة باقناعه بتقديم تشكيلة جديدة للرئيس عون قبل الاعتذار او حتى باختيار شخصية تخلفه علما ان رئيس البرلمان كان قد أبلغ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قبيل اطلالته الاخيرة انه سيعمل على حسم الموضوع الحكومي سلبا او ايجابا قبل نهاية الاسبوع، لذلك خرج نصرالله ليتحدث عن "ايام مقبلة حاسمة".

ووفق المعطيات المستجدة وبالتحديد الحراك الفرنسي- الاميركي فقد تم حتما تأجيل الحسم حتى مطلع الاسبوع المقبل مع امكانية ان يتم تمديد المهل مجددا في حال تطلب المسعى الخارجي مزيدا من الوقت، خاصة انه يبدو الفرصة الاخيرة قبل تسليم الجميع بتداعي الكيان اللبناني. ولعل رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب كان الاكثر صراحة مؤخرا حين تحدث امام عدد من السفراء والدبلوماسيين عن ان "لبنان على مسافة أيام قليلة من الانفجار".

ويعي الجميع، وبخاصة المسؤلون اللبنانيون كما الدبلوماسيون الاجانب ان الانفجار قد يحصل في اي وقت وان السباق معه بات مضنيا.. فهل يكون العداءون الفرنسيون والاميركيون اسرع منه ام تغرقهم رمال الصحارى السعودية ونشهد جميعا على غرق السفينة اللبنانية، قادة ومواطنين!؟!