خاص- بري يفتقر للمزيد من الارانب.. 4 تحديات تخوضها عين التينة- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 6, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

ترخي الازمات بظلالها وتداعياتها وبكل ثقلها على عين التينة. مقر الرئاسة الثانية الذي ظل التعاطي معه حتى الامس القريب كخط أحمر ممنوع تجاوزه، سقط من لائحة المحرمات، لا بل أسقط منها على ايدي ثوار تشرين الاول 2019. حاول رئيس المجلس النيابي من ذلك الحين استيعاب غضب ونقمة الناس والاستياء العارم لدى قسم كبير من جمهوره، استياء تنامى في الفترة الاخيرة بعد وجد هؤلاء انفسهم كما القسم الاكبر من اللبنانيين بمواجهة العواصف العاتية بالعراء، فيما جمهور حزب الله الذي يفترض انه المستهدف الاول من الحصار العربي والدولي المفروض على لبنان الجمهور الوحيد المحتضن من قبل قيادته!

يشكل استيعاب هذه النقمة احد ابرز التحديات التي يخوضها بري قبل اشهر معدودة من موعد الانتخابات النيابية، وان كان اتخذ اخيرا سلسلة تدابير واجراءات لمنع تفاقم الوضع وتطوره بما ينعكس نتائج دراماتيكية في صناديق الاقتراع، فتمت زيادة عدد الحصص التموينية التي توزع بشكل شهري على الاسر المحتاجة في مناطق سيطرة الحركة كما تكثفت عمليات دفع فروقات الضمان والتأمين في المستشفيات وتأمين الادوية.

هذا التحدي لن يكون مستعصيا على رئيس "أمل" حتى انه قد يكون اقل التحديات التي تتطلب منه جهدا مقارنة بالتحديات السياسية التي تواجهه، ان كان لجهة تحدي اقناع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بالتمسك بورقة تكليفه، تحدي مواصلة الكباش مع العهد بما يضمن افشاله تماما وكسره، اضافة للتحدي المستجد المرتبط بموضوع تحقيقات انفجار مرفأ بيروت بعد طلب اسقاط الحصانة عن نائبين من كتلته.

ويشكل التحدي الحكومي الذي قرر بري خوضه بالطول والعرض انطلاقا من دفعه لاسقاط حكومة حسان دياب وتكليف الحريري، ابرز تحد يخوضه اليوم خاصة بعد ترنح مبادرته الاخيرة ووصولها الى حائط مسدود. وتشير كل المعطيات الى ان الاتصالات والمشاورات التي تحصل مؤخرا تؤكد صعوبة لا بل استحالة تحقيق اي خرق في جدار الملف الحكومي وتركز كل المداولات حاليا في تأمين خروج آمن للحريري يحد من خساراته على ان يتزامن ذلك مع اتفاق او تفاهم حد ادنى على ملامح المرحلة المقبلة لجهة اي شخصية ستخلف الحريري واي حكومة ستدير الانهيار والاستحقاق النيابي. ولا يجد بري حتى الساعة الارنب المناسب لاستعادة زمام المبادرة ولم يصل الى قرار حاسم يبلغه للحريري الذي يفترض ان يلتقيه خلال ساعات ليطلب منه مجددا دعمه في خيار الاعتذار، وان كانت كل مؤشرات توحي بأن بري ام يصل الى مرحلة الاستسلام في هذا الملف، وهو يفضل بقاء الامور على ما هي عليه طالما لم يتم التوصل لتسوية تظهره والحريري رابحان وان كان الاخير قد قرر التنحي. وتمهد هذه الاشكالية للتحدي القديم الجديد الذي يخوضه بري بمواجهة العهد او "الثنائي" عون- باسيل، فكل الجهود التي بذلها حزب الله لاحتواء انفجار الخلاف بين حليفيه، وان اثمرت الى حد ما ضبطا للنفس، الا انها مهددة بالانهيار تماما عند اول منعطف. فقرار بري حاسم واكثر من اي وقت مضى بافشال عهد الرئيس عون وهو يدرج ذلك باطار الكباش السياسي التاريخي بينهما، خاصة وانه لم ينتخب عون ولم يقل يوما انه سيسعى للتعاون معه لانجاح عهده. ولعل استعار الكباش بين الطرفين صار ظاهرا الى العلن بعد كسر "التيار" قراره باستيعاب بري ومحاولة اجتذابه الى صفه بطريقة او بأخرى لتتحول المعركة الى معركة كسر عظم ولمعركة وجودية لكل منهما.

اما التحدي الذي استجد مؤخرا وزاد الضغوط على عين التينة فطلب قاضي التحقيق بانفجار مرفأ بيروت طارق البيطار رفع الحصانة عن ٣ نواب بينهم ٢ من كتلة "التنمية والتحرير" التي يرأسها بري وهما علي حسن خليل وغازي زعيتر. وسيكون بري مضطرا لان يترك الامور تسلك مسارها الدستوري، فمهما نجح بالمراوغة والمماطلة، لن يتمكن في نهاية المطاف من تجاوز دعوة الهيئة العامة للمجلس للاجتماع للبت برفع الحصانات، ما قد يؤسس لسوابق في اطار محاكمة وادانة نواب وامنيين كبار وقلب الطاولة على المنظومة الحاكمة ككل.

فهل ينجح مايسترو السياسة اللبنانية بترويض الوضع اللبناني كما اعتاد، بما يخدم مصالحه اولا، ام تكون بداية نهاية امبراطوريته المستمرة منذ تسعينيات القرن الماضي؟!