خاص - هل يُفكك بشار الأسد التحالف بين الحزب وحركة أمل؟ - علي الأحمد

  • شارك هذا الخبر
Monday, July 5, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
على الأحمد

لطالما كانت العلاقة بين الثنائي حزب الله وحركة أمل مقيدة بضرورة الحفاظ على السلم الأهلي "الشيعي"، ومنذ إنتهاء الإقتتال العنيف بين القوتين أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، باتفاق سوري - إيراني، أصبح من الصعب خرق هذا التحالف السياسي، حتى أتت الحرب السورية لتغير في المعادلات وتبشر بخلافات قد تظهر إلى العلن في أي لحظة.

لا يُخفى على أحد، أن العلاقة بين النظام السوري ورئيس مجلس النواب نبيه برّي متوترة إلى حدٍ كبير، فرئيس حركة أمل لم يساند سوريا في أيامها السوداء، بل وقف متفرجًا على معاركها الدموية لسنوات عدة، في حين كان حزب الله يقدم آلاف الضحايا في سبيل بقاء الأسد، وقد نجح.

من الطبيعي القول بأن الخلاف بين الأسد وبرّي يشكلُ عبئًا ثقيلاً على حزب الله، وبات البعض يتحدث عن توتر العلاقة بين الثنائي الشيعي نتيجة المواقف السورية الحادة من حركة أمل، وأن نبيه برّي أصبح خارج حسابات النظام السوري، فهل يتأثر تحالف الثنائي الشيعي؟ وهل برّي لا يزال بمثابة الخط الأحمر عند الحزب؟ وكيف يدير حزب الله الخلاف بين برّي والنظام السوري؟

بحسب المعلومات، إن الخلاف بين سوريا والرئيس برّي لم يؤثر على علاقة الثنائي الشيعي، والتحالف بينهما مستمر الآن بإعتبار أنه "تحالف الضرورة الأمنية، وسيبقى قائمًا بالحد الأدنى لحماية الأمن الشيعي، لكن حزب الله لن يقوم بأي جهد لإعادة برّي إلى سوريا لأنه يعلم النتيجة مسبقًا، فالنظام السوري لن يوافق على إعادة تحسين العلاقة مع رئيس حركة أمل.

وفيما يخص الانتخابات النيابية المقبلة، فلا قرار رسمي حول كيفية خوضها وليس مؤكدًا أن الحليفين الشيعيين سيخوضان الإنتخابات النيابية بتحالف حديدي على غرار ما حصل عام 2018 خصوصًا أن حالة من الإستياء الشيعي ولدت مع تفاقم الأزمات المالية والإقتصادية والمعيشية، إلا إذا امتنع الرئيس برّي عن الترشح وأعاد النظر بمرشحيه بما يرضي الرأي العام الشيعي تحديداً، لأن غالبية "الشيعة" الموالين للحزب يعتبرون أن أمل مسؤولة عن ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، وأن الفساد تهمة تلاحق المتحكمين بمفاصل الدولة، علماً أن برّي وبتفويض من الحزب هو من يقوم بالتعيينات وهو من يتولى تسمية الوزراء الشيعة للحقائب السيادية (وزارة المالية) وهو من يُعين المدعي العام المالي ونائب حاكم مصرف لبنان الشيعي، لذلك نرى التهم غالبًا ما تلاحق حركة أمل لا حزب الله المتفرغ للمشروع الإيراني ليس في لبنان فقط، بل في المنطقة.

لا شك أن الخلاف بين النظام السوري والرئيس برّي ينهك حزب الله، لكن يبدو أن الأمور غير متجهة نحو الحل، وهناك من يروج لفكرة أن الرئيس نبيه برّي أنتهى سياسيًا وإعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل الحكومة سيكون ضربة قاسية لرئيس حركة أمل، لأن الأخير هو من أجبر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على الإستقالة، وهو من أعاد تعويم سعد الحريري كي يشكلان قوة داخلية تجبر المملكة العربية السعودية وسوريا على فتح قنوات التواصل بينهما في حال ولادة "سين سين" جديدة، لكن يبدو أن رياح التفاهمات الإقليمية تجري بما لا تشتهي سفن الحريري وبرّي.

وبحسب مصادر مطلعة على الأجواء السورية، فإن الرئيس الأسد لا يخفي رغبته في تفكيك تحالف الحزب والحركة دون إحداث فتنة شيعية - شيعية، وذلك لأن الأسد لا يثق بالرئيس برّي، لا بل يرفض إعتباره مرجعًا سياسيًا لمعظم الأفرقاء، لذلك سيكون من الصعب على حزب الله تفضيل طرف على طرف، لكن مما لا شك فيه أن الحزب لا يمكنه خسارة الغطاء السوري خصوصًا بعد إنتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية رئاسة جديدة، علمًا أن إنتخاب الأسد لولاية جديدة وإحتمال عودته إلى الحضن العربي، يضع حزب الله في وضع أفضل على الصعيد الإقليمي، ويعزز من خياراته على مستوى تثبيت حلفاء سوريا الذين وقفوا الى جانبها طوال الازمة، وإن نجاح الأسد هو في إطار الرد المرن والهادىء على قوى العدوان، وهذ سيمكن حزب الله من الإطمئنان الى ظهره والتفرغ لمسؤوليات اخرى.