إيزفستيا- خطوط حمراء على الأرض

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 29, 2021

تحت عنوان "خطوط في الحقول"، كتب أندريه كورتونوف، في "إزفيستيا"، حول حاجة روسيا والاتحاد الأوروبي الحتمية إلى لقاء قمة بينهما.

وجاء في مقال كورتونوف، المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي:

نشأت مؤخرا مشكلة صغيرة أخرى في الاتحاد الأوروبي. فقد دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل شركاءها في الاتحاد الأوروبي إلى التفكير في دعوة فلاديمير بوتين إلى القمة المقبلة لزعماء الاتحاد. وسرعان ما دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار النمساوي سيباستيان كورتس هذه المبادرة.

ولكن، كما كان متوقعا، لم يعجب الجميع اقتراح ميركل. أول من رفض المشاركة في الاجتماع المقترح كان رئيس وزراء هولندا، مارك روتي. ثم وقف زعيما ليتوانيا ولاتفيا ضد الاقتراح، وانضم إليهما على الفور زعماء العديد من دول أوروبا الوسطى.

وللحقيقة، تجدر الإشارة إلى أن الفكرة في روسيا أيضا لم تقابل بحماسة من الجميع. فمن الواضح أن موسكو وبروكسل بغنى عن قمة "استعراضية" أخرى.

لا تلاحظ أي فرص لتقريب وجهات نظر الجانبين حول العمليات السياسية الجارية في منطقة "جيرتهما المشتركة". وهناك أسباب أقل للأمل في أن تؤدي القمة إلى مقاربات مشتركة حول نظام عالمي جديد، أو حتى بناء "أوروبا الكبرى". فروسيا لن تقبل أي هيكل أوروبي مشترك يكون فيه الاتحاد الأوروبي في المركز، وهي في وضع "هامش أوراسي" تابع للاتحاد الأوروبي. وبروكسل، بدورها، لن توافق على بناء "أوروبا الكبرى" على ركيزتين مترابطتين، لأنها لا ترى في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي شريكا نديا.

ومع ذلك، فهناك حاجة إلى قمة بين روسيا والاتحاد الأوروبي. للسبب نفسه الذي تطلب عقد الاجتماع الأخير في جنيف. فعندما تتحول العلاقات إلى تنافس بل ومواجهة، تتيح المباحثات رفيعة المستوى للأطراف تحديد "الخطوط الحمراء" وتقليل مخاطر الردع المتبادل وأثمانه.

كما أن عقد القمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا يرسل إشارة إلى المجتمع الدولي بأسره بأن بروكسل وموسكو ليستا مستعدتين للاستسلام بعجز والفرجة على تشكيل قطبية عالمية جديدة. بل هما خلاف ذلك مصممتان على منع توطيدها، مع حفاظهما على استقلاليتهما الكاملة ونشاطهما على الساحة العالمية.