خاص ــ هكذا سيرد "الحزب" على باسيل... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 22, 2021

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

في الوقت الذي ينتظر كثيرون رد حزب الله على رمي رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل كرة الازمة الحكومية في حضن أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله ليحاولوا تحديد المسار الذي سوف تسلكه هذه الازمة في الايام والأسابيع المقبلة، لا يبدو الحزب مستعجلا على الاطلاق لاعطاء اجابات او القيام بأي حركة تضع حدا للمراوحة السياسية القاتلة بانتظار ما ستؤول اليه المفاوضات الاميركية- الايرانية والتي يفترض ان تنتهي لتسوية كبيرة تشمل كل المنطقة بدأت ملامحها تتضح مع انطلاق الحوار السعودي- الايراني واقدام واشنطن على سحب معدات وأنظمة دفاع أميركية من الشرق الأوسط ومعها عدد كبير من الجنود.

وبخلاف "التيار" ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللذين يبدوان "على نار" للخروج من الازمة لمحاولة انقاذ ما تبقى من "العهد العوني" وحفظ ماء الوجه قبل موعد الاستحقاق النيابي المقبل للحد قدر الامكان من الخسارات الكبيرة المتوقعة، يعمل الحزب ع"البارد" لمجرد ضمان تمسك حليفيه "التيار" و"امل" بوقف التصعيد وحروب البيانات واستيعاب ما خلفته من تصدع اضافي على خط عين التينة-بعبدا ما بات يهدد اكثر من اي وقت مضى بقطع شعرة معاوية بينهما. اما الحلول الكبيرة والجذرية فلا تعني الحزب بالوقت الراهن الذي يتحدث قريبون منه عن شهرين قبل موعد المتغيرات الكبرى على صعيد المنطقة التي تلحظ لبنان، ما يستدعي حتى حينها الصمود ولو بالحد الادنى من الموارد والقدرات.

ولا يفاجىء الخطاب الذي يتخذ بعدا طائفيا والذي يستخدمه باسيل ويبني عليه سياساته مؤخرا قيادة حزب الله كثيرا، فهي تعي ان العهد الذي يتخبط في بحر من الازمات مضطر للبحث عن مخارج تحفظ له ما تبقى من شعبيته. فبعد فشله بتحقيق اي من عناوين الاصلاح وبناء الدولة وتقويتها وانقلابها كلها عليه في زمن الانهيار الكبير، قرر تبني الخطاب القواتي- الكتائبي القديم المرتبط بالباطن بكل ما له علاقة بالدور والموقع المسيحيين، وهو خطاب لا شك لا يبدو انه قادر على خدمة "التيار" بعدما وصل الجزء الاكبر من المسيحيين الى قناعة بأن جل ما يريدون العيش بكرامة في دولة يؤمن المسؤولين عنها مقومات العيش للبنانيين كل اللبنانيين. فما نفع المسيحيين بحقوق كتسمية وزير بالزائد او فرض رئيس الجمهورية ارادته على رئيس حكومة مكلف، طالما المسيحي كما المسلم ينتظر ساعات في طوابير الذل امام محطات البنزين ويستجدي سريرا في مستشفى وعلبة حليب في صيدلية؟!

وتعتبر المصادر المطلعة على جو الحزب ان "هذا الخطاب لن يخدم العونيين لا في المرحلة الحالية ولا على المدى البعيد بعد خروج تخلي القسم الاكبر من المسيحيين عن انتماءاتهم الحزبية وتعاطفهم مع طروحات قوى المجتمع المدني وان كانت الغالبية قد تقاطع الانتخابات باعتبار ان كل ما يعنيها "الهريبة"من البلد".

ويبدو واضحا ان قيادة "التيار" لا تجد مخرجا للازمة الا ضغط حزب الله على حليفه بري للتخلي عن ترشيح الحريري والسير بمرشح جديد.. ولانها تعي تماما ان ليس كل ما تبتغيه يحصل في السنوات الماضية، يصر باسيل على طرح طاولة الحوار الوطني مخرجا للازمة رغم عدم حماسة اي من الفرقاء لها وحتى اعتبارها من قبل قسم من مستشاري الرئيس عون "مضيعة للوقت" في مرحلة العهد الاحوج فيها الى دقيقة من غيمة! ولم تبدأ حتى اليوم دوائر القصر حتى بجس نبض الفرقاء بخصوصها علما انها ليس المرة الاولى التي يطرح فيها باسيل دعوة الرئاسة لطاولة مماثلة، باعتبار ان التعويل بوقت سابق كان ان يقنع بري حليفيه الحريري ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بالمشاركة فيها، فبات اليوم البحث عمن يقنع بري بتلبية اي دعوة من هذا النوع كان تؤدي لتعويم الرئاسة الاولى في مرحلة تنصب جهوده بعد اندلاع المواجهة العلنية بينهما على اغراقها اكثر فأكثر بوحول الازمات المتفجرة.

اذا، سيكون على اللبنانيين، مسيحيين او مسلمين البحث في كل هذا الخراب عن خشبة يتمسكون بها حتى وصول مراكب النجاة الدولية...قد يفتقدون حتى حينها الكثير من مقومات الحياة، والمحظوط منهم قد ينجح بالاستحصال على تأشيرة هجرة، اما البقية فسيفرض عليها خيار المقاومة والصمود وجل ما تعرفه انها تقاوم للعيش... كل العناوين الاخرى لا تعنيها لا بل اكثر من ذلك باتت تشمئز منها!


Alkalima Online