شربل عازار لباسيل: أخشى ان نفقد وجودنا الحرّ من أجل تيّاركم الحرّ

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 21, 2021

أدلى الدكتور شربل عازار بالبيان التالي:

١ - في مؤتمره البارحة، قال رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل أنّه لا يريد الدخول في الحكومة، ولا يريد شيئا" منها ولا يريد إعطاءها الثقة ويترك الأمر لرئيس الجمهورية.
في الوقت ذاته أمضى أكثر من نصف ساعة يتكلم عن الحكومة وتشكيلها والمعايير والنصوص والأصول.

فهل من يشرح لنا هذا التناقض والإزدواجية والإنفصام؟
هل هو مَعني أم غير مَعني بتشكيل الحكومة؟
بالطبع هو يقول شيء ويضمر أشياء أخرى لم تعد مخفيّة ولا تنطلي على أحد.

٢ - كما العادة، وكلمّا عجز عن التحدّث عن الحاضر والمستقبل لإنعدام الإنجازات والأفق لديه،
يعود بنا النائب باسيل الى نبش ونكش الماضي ويعود الى إتفاق الطائف في العام ١٩٩٠، ليذكّرنا بالصلاحيات التي خسرها رئيس الجمهوريّة.

أوليس إتفاق الطائف نِتاج حرب التحرير التي خِيضت تحت شعار خلخلة المسمار
و"تكسير راس" رأس النظام السوري في حينه، فثُبّتَ المسمار السوري وطار رأس الشرعيّة اللبنانيّة؟
والحق طبعا" وكما دائما" على المؤامرات الداخلية والكونيّة.

وللتذكير فقط، إتفاق الطائف وما سبقه من مبادرات عربية ووساطة الأخضر الإبراهيمي وضمانات اللجنة الثلاثيّة أيّ السعودية والجزائر والمغرب، كلّ هذا سبق بشهور طويلة حرب الإلغاء، ولا دخل للنزاعات الداخلية بالوصول الى الطائف. يعني إتفاق الطائف كان نتيجة القرار الفردي بحرب التحرير ولا أحد آخر مسؤول عن الوصول الى هذا الإتفاق إلّا الذي إتّخذ القرار بالحرب.

٣ - على كلّ، دستور الطائف أعطى رئيس الجمهورية الحق المُطْلق في قبول ورفض وتعديل كلّ الأسماء التي يطرحها الرئيس المكلّف في تشكيلته الحكوميّة، وإن الدخول في أي محاصصة أكانت الثلث او النصف او ما بينهما هو تخلّي كامل عن صلاحيّات رئيس الجمهوريّة، تماما" كما حصل بإتفاق الطائف بفضل حرب التحرير.
والحكيمُ لا يُلدَغ من الجُحْرِ مرتين.

٤ - ثمّ أكمل سعادة النائب باسيل،
" منقلكن خلص stop ما رح تاخدو منّا بالضغط وبوجع الناس وأزماتهم ولا بعقوبات من العالم كلّه يللي ما اخدتو منّا من ال ٢٠٠٥ لليوم ".

نحن نقول لك، خُذْ وقتك سعادة النائب انت و"لبنان القوي"، لا تستعجلوا. شهر شهرين، سنة سنتين، فنحن شعبٌ لا يهمّه وجعا" ولا ضغطا" ولا أزمات ولا عقوبات ولا غذاء ولا دواء ولا محروقات ولا طبابة ولا إستشفاء ولا عمل ولا أجور، كلّه فداكم يهون، المُهِم ان تستمتعوا بمواقعكم وتؤمّنوا الإستمراريّة لولد الولد.

بالمناسبة هل استمعتم الى عظة غبطة البطريرك الراعي؟ فقد قال البارحة قبيل مؤتمركم،
"نحن لا نشكو من قلّة الصلاحيات بل من قلّة المسؤولية."
وللصدفة، بين الطائف واليوم بطريركين عظيمين يَرَيا مصلحة لبنان والمسيحيّين فيه غير ما ترونه تماما".
ربّما أنتم أحرص على لبنان والكنيسة والإرث والتاريخ والدور والرسالة اكثر منهما !!!

٥ - مسك الكلام في مؤتمركم كان توجّهكم للسيّد حسن نصرالله طالبين منه أن يحلّ معضلة الحكومة وإنّكم ترتضون وتقبلون بما يقرّره وله الكلام الفصل،
وطلبتم منه ان يكون الحَكَم !!!

دستور الطائف جعل من رئيس الجمهورية رأس الدولة ورأس المؤسسات ورأس السلطات وحَكَما" فوق الجميع.

أنتم صغّرتموه وجعلتموه طرفا"، واستنجدتم بالحاكم الفعلي لينقذكم من ورطاتكم. وتتحدثون عن قوتكم وقدرتكم على استرجاع الصلاحيات بقواكم الذاتيّة ؟؟؟

على كلّ كانت لافتة خارطة طريقكم للمستقبل،
تشيطنون جعجع، كما ناديتموه بتهذيبكم، لتقدّسون سماحة السيّد حسن نصرالله كما ناديتموه بذمّيتكم، لما فيه مصلحة المسيحيّين ووحدتهم لإسترجاع حقوقهم.

٦ - سعادة النائب،
حرب التحرير أوصلت الى الطائف وألغت بعض الصلاحيات،

ممارسة فريق فخامة الرئيس في الرئاسة اليوم يُفقدها ما بقي لها من صلاحيات ويجعل من الرئيس صورة على الحائط كما قلتم في مؤتمركم،

وعلى طريقة الثالثة ثابتة،
ماذا سنَفْقُد بعد حتى تَصِلوا الى سدّة الرئاسة من جديد؟

أخشى ان نفقد وجودنا الحرّ من أجل تيّاركم الحرّ.