وفد من الاحزاب العربية يهنئ اللبنانيين بذكرى التحرير

  • شارك هذا الخبر
Saturday, June 19, 2021

زار وفد الاحزاب العربية الذي قدم إلى لبنان لتهنئة حزب الله واللبنانيين بذكرى التحرير بهذا الإنجاز الكبير الذي يعتز به كل الأحرار في العالم منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد حيث أقام على شرفهم مأدبة عشاء في مطعم عروس الميناء الأوزاعي. وألقى الشيخ الجعيد كلمة هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والأخوات اشكر تلبيتكم للدعوة وزيارتكم وأؤكد لكم ان لا شيء يفصل أو يفرق بيننا حتى في زمن التحديات، سيظهر أهل الحق وينتصرون على اهل الباطل، وكم هم كثر اهل الباطل اليوم.
في عالمنا الإسلامي هناك اكثر من مليار وستمائة مليون مسلم ولكن أين هم من القضايا الأساسية والكبرى؛ فعندما تحدث معركة مثلما حصل في فلسطين وتهديدات للمسجد الأقصى فأين هي تلك المليارات التي كانت تخرج سابقا في اي حدث في المنطقة، وكانت تخرج مساندة لفلسطين وأهلها عن بكرة ابيها. اليوم للاسف في القدس بكل ما حصل فيها من الأقصى لحي الشيخ جراح واستهداف غزة واطفالها ونسائها كان هناك بعض التحركات الخجولة، نعم نعترف انه كان هذا التحرك بالنسبة لنا كبيراً جدا وسندا وداعماً قوياً ذلك لأننا عشنا التحديات في لبنان، وما زلنا حتى اليوم نعيشها، ولأننا انطلقنا بعد التحدي الأكبر بدخول العدو الصهيوني إلى بيروت واحتلال لبنان من بقي يحمل البندقية لمقاومة هذا العدو كان القلة من كل الأحزاب وبعض منتسبيها الذين رموا البندقية، من هذا المنطلق يمكنني التحدث عن حزب الله لأننا كنا نشكل حالة عمل واحدة من خلال تجمع العلماء المسلمين الذي انطلق منذ بداية الاجتياح الصهيوني للبنان للتصدي لهذا الغزو ومواجهته ضمن مشروع الوحدة والمقاومة، وحينها في بدايات انطلاق حزب الله كان لا يتجاوز الذين بدأوا في العمل بضع ثلاثة وسبعون شخصاً وحين أتوا للكلام مع أحد المرجعيات الدينية لدعم هذا الخيار فرد عليهم باستهزاء متسائلاً وهل العين تقاوم المخرز، نعم اثبت التاريخ والواقع ان العين المسلحة بالإيمان واليقين لا تقاوم فقط المخرز إنما ايضا كل التحديات.
واسمحوا لي ان اقدم سؤال وانا العالم الشيخ السني لما في خضم هذه الأزمة والفتنة المذهبية التي يعمل عليها وفي زمن أوحي إلينا ان السعودية هي الأم الحنون للسنة، ونحن علماء تجمع العلماء السنة وجبهة العمل لما نحن في هذا المكان في هذا المحور وفي هذا الحلف، ولماذا الشيخ فتحي يكن رحمه الله صاحب التاريخ والعلم والمؤلفات ختم حياته جنباً إلى جنب مع سماحة السيد حسن نصر الله متعاوناً وحليفاً وشريكاً في كل خياراته ولم يختمها مع المرجعيات السياسية والدينية التي كان يعمل معها او هي جزء من تركيبته السياسية السابقة؛ لأننا بحق وجدنا أن هذه المقاومة الإسلامية التي لم تفرق بين سني وشيعي هي الخيار الصادق والمخلص، ولكنه للاسف اتى من يفرق بين سني وشيعي لاسقاط هذا الخيار الذي يأتي بالنصر والعزة؛ وأصدقكم القول منذ عام ١٩٨٢ منذ تأسيس العمل المشترك من خلال التجمع وإلى اليوم لم نشعر بأي تفرقة بيننا، ولم يحاول أحد منا أن يلغي الآخر او ان يذوبه، بكل جرأة نتكلم بأن كل منا له الحق والحرية بأن يتعبد الله بالمذهب الذي ينتمي إليه دون حساسية أو مشكلة. وأسأل حين كان لبنان محتلا، فمن اشعرني بعزة وكرامة لبنان، حين كان وطننا ضعيفا ومستباحاً البعض كان يريدنا ان نقتنعزان قوة لبنان في ضعفه، أي قوة هذه؟ عندما وصل الصهاينة إلى بيروت وقتل ثلاث قادة من قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في وسط العاصمة لم تكن هناك قوة ردع حقيقية أو أي قدرة حقيقية على الرد، أما اليوم فالوضع اختلف مع هذه المقاومة. لذلك انا العالم السني اشعر ان اخي الشيعي الذي يحمل السلاح ليدافع عن ارض وشعب كل لبنان والذي يبذل الدماء من دماء شبابه واهله ويبذل الجهد والوقت من أجل كل لبنان وليس فقط من أجل الجنوب وبلدات الشيعة إنما ايضا من اجل مزارع شبعا وغيرها والتي هي مناطق للسنة وتتبع للوقف السني، وحين يعمل حزب الله من اجل استرداد تلك الأراضي لن يقوم الوقف الشيعي بأخذها إنما ستبقى للوقف السني.
قبل أيام قليلة كان نائب الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم عندنا في التجمع ولأول مرة بعد التحرير يصدر تصريح اعلامي لمسؤول في الحزب بهذه الموقعية للإعلام بكل وضوح وجرأة أن سلاح حزب الله لتحرير المسجد الاقصى والدفاع عن القدس. واشير ان حزب الله "الشيعي" هو الذي يتكلم عن فلسطين والقدس "السنية"، في حين أن بعض العلماء والحركات الإسلامية مثلا في المغرب اعترفت بالكيان وفي تونس رفضت تجريم التطبيع، وغيرها من الأمثلة.
إذا فهل القرب من الحق هو القرب المذهبي أم هو الانتساب الى الحق وتحصيل نتيجة الحق والتعاون والوحدة مع من يسعى لاسترجاع هذا الحق.
للأسف نعيش زمن الفتن المذهبية، واصبح يحكم على الأشخاص من خلال زيهم وليس من خلال اقوالهم وأفعالهم، وها هو النجاشي المسيحي حينها يقف إلى جانب أصحاب نبينا محمد الذين التجأوا إليه من بطش اقربائهم في مكة، وصلى عليه الرسول صلاة الغائب بعد موته رغم بعد المسافة. المسالة ليست بمثابة من ينتسب لمذهب أو طائفة أو دولة او قبيلة، المسألة هي من ينتسب إلى الحق ويدافع عنه.
واقول لكم أن كل ما يحصل الآن في لبنان من الضغط المالي والسياسي فقط من أجل مسألة واحدة وهي سلاح حزب الله وهو السلاح الذي يدرك الجميع أنه لن يكون في يوم من الايام للإستعمال الداخلي، ولم يكن احدا خائفا منه حقيقة، أما الكلام عن استعمال السلاح في الداخل فهذه بروباغندا اعلامية تستغل في تحقيق المكاسب السياسية وضمن سياسة الاستقطاب الطائفي فيهاجمون وجود هذا السلاح واغلب الأحيان خدمة للسيد الأمريكي الذي يتبنى حماية وتفوق الكيان الصهيوني، لكن في حقيقة الامر ان هذا السلاح يخيف إسرائيل، وهذا السلاح يعمل ليلا نهارا من أجل إزالة إسرائيل.
الشراكة التي تمت بين المرحوم الداعية فتحي يكن وسماحة السيد حسن نصرالله كانت على اساس بناء مقاومة عالمية بعيدة عن المذهبية والطائفية، وفي كل الجلسات التي كانت تقام بينهما كانت من أجل كيفية بناء مقاومة لا سنية أو شيعية وحتى لبنانية، بل مقاومة أممية حتى نتجاوز بها العالم العربي والإسلامي، وأن يكون فيها الشيوعي والقومي والإسلامي وكل المؤمنين بالحق لأي دين او دولة انتمى، كان مشروعاً حقيقياً يعمل عليه الدكتور يكن وتلقى القبول من السيد نصر الله، وهذه أول مرة اتحدث عنها بالعلن، ولكن أجل الله كان أسرع.
اسمحوا لي ان اتحدث عن الشيخ فتحي رحمه الله الذي كانت ذكرى وفاته منذ أيام، هو نفسه حين اشتدت الأزمة الطائفية والمذهبية ومؤامرة دخول الأميركي بشكل مباشر إلى العراق والضغط على سوريا من اجل ترك المقاومة في لبنان، وان يخرج قيادة المقاومة الفلسطينية من دمشق، ولكن الرئيس الأسد كان أسدا بحق، فوقف بوجه أمريكا وبقي مساندا وداعما للمقاومة في لبنان وفلسطين وحاضناً لها، وأن ما حصل في سوريا هو فقط من اجل إسقاط الرئيس الأسد لأنه يقف إلى جانب المقاومة.
دائما سنبقى معرضون للتآمر وللضغوطات من اجل تفكيك هذا المحور وإضعافه، ولكن هذا التنوع من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا وتشاد ومصر والسودان وكل الدول العربية الباقية المشاركين في هذا الوفد، طالما اننا نقف إلى جانب بعضنا البعض فلن يستطيع احد في الدنيا أن يفرقنا وأن يهزمنا وسنحرر سوية ومعاً فلسطين التي هي قضية الحق العالمية.
احببت في هذه الليلة المباركة، هي مباركة لأنني اشعر بمجالستكم كما كنت دائما اشعر حين اجالس المجاهدين بأنكم تملكون نفس الروح، ولا يقل ما تقومون به عن فعل المجاهدين، ولا يكتمل انتصار المقاومين إلا حين يكون هناك إلتفاف حولهم من قبل العلماء والمفكرين والمثقفين والسياسيين الشرفاء قادة الأمة الحقيقيين، لذلك عملنا طويل وشاق وكلما انتصر هذا المحور ستكبر التحديات، وفي المقابل ستكون المؤامرة والفتن أشد وأصعب، ذلك لأن المال والإعلام وعلماء الدين بأغلبهم وكثير من المراجع الدينية واغلب السياسيين في وطننا العربي معهم وعندهم، وخاصة بعد ما سمي بالربيع العربي، للأسف اليوم لم تعد الشعوب العربية كما كانت قبل عام ٢٠١١، واقول ان كل ابناء دولنا بحاجة للتواصل والتوعية وبث هذه الروح المقاومة.
وارجو الله عز وجل ان يجعلنا دائما في طريق الحق مهما اشتدت التحديات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم ألقى الأستاذ زهير مغزاوي رئيس حركة الشعب والنائب في البرلمان التونسي كلمة باسم وفد الأحزاب العربية، جاء فيها:

نبارك للشعب اللبناني وللشعب العربي الانتصار الذي تحقق، حيث تمكنت المقاومة ولأول مرة في الصراع العربي الصهيوني أن تطرد هذا العدو من فلسطين المحتلة، وقد زرنا جنوب لبنان ورأينا الملامح التي حصلت من طرف المقاومين، والمعجزات التي خططت لها المقاومة. وباركنا كذلك للأخوة في المقاومة الفلسطينية انتصارهم في المعركة الأخيرة التي لا تقل أهمية استراتيجية على معركة لبنان. وذهبنا إلى سوريا التي قاومت طيلة عشر سنوات المجاميع التكفيرية المدعومة من طرف الدول العربية والاستعمار، لكن سوريا وشعبها صمد في وجه الغزو الذي كان يريد تفكيك سوريا ونزع دور سوريا في المقاومة وربما حتى البعض منا لم يكن يعرف ما هو الدور الذي لعبته سوريا في المعارك التي خاضتها المقاومة ضد العدو الصهيوني، ورأوا من المقاومين أنفسهم كيف فتحت سوريا مخازن السلاح لهذه المقاومة.
نحن مسرورون جدا، ونجدد الشكر الكبير للأخ الشيخ زهير الجعيد وللأخوة في حزب الله ولكل الأخوة الذين التقينا بهم. وكانت اللقاءات مهمة في هذه الزيارة تعرفنا فيها على الأخوة والباحثين من الدول العربية، وان شاء الله سنعود إلى ساحاتنا ونحن أكثر ايمانا بهذا المشروع ونترجم اقوالنا إلى فعل حقيقي من أجل هذا المشروع مشروع المقاومة. وأشكركم عن هذا اللقاء بإسمي واسم الحاضرين ونيابة عن الأستاذ خالد السفياني، وبارك الله بكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.