خاص ــ هؤلاء هم المرشحون لخلافة الحريري...! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 17, 2021

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين


قطعت رئاسة الجمهورية في بيانها الاخير الطريق على كل ما كان يحكى عن اجواء ايجابية جديدة من شأنها ان تفضي لتشكيل الحكومة. فحديثها عن "زخم مصطنع" يفتعله البعض في مقاربة ملف تشكيل الحكومة وانتقادها "المرجعيات والجهات التي تتطوع مشكورة للمساعدة في تأليف الحكومة مدعوة الى الاستناد الى الدستور وعدم التوسع في تفسيره لتكريس اعراف جديدة"، رسالة مباشرة لرئيس المجلس النيابي نبيه بري وليس لاي احد آخر، بعدما بات محسوما ان الازمة الحكومية والازمة السياسية ككل ابعد من ازمة ثقة او ازمة شخصية بين الثنائي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من جهة والرئيس المكلف سعد الحريري من جهة أخرى، وهي أزمة عداوة سياسية تاريخية بين عون وبري تخفت حينا لتستعر احيانا.

ولا يعني نعي رئاسة الجمهورية المناخات الايجابية التي حاولت رئاسة مجلس النواب اشاعتها في الساعات الماضية وبالتحديد من خلال حديث بري بالامس عن أن مبادرته بنسختها الثالثة للخروج من المأزق الحكومي تحظى بموافقة عربية وإقليمية ودولية، احياء لنية الحريري تقديم اعتذاره، اذ يبدو واضحا ان الثنائي بري- الحريري قرر خوض المواجهة مع الثنائي عون- باسيل يدا بيد، لذلك اي قرار سوف يتخذه الرئيس المكلف سيكون بالتنسيق والتوافق مع بري الذي لا يبدو على الاطلاق اليوم بصدد الاستسلام وتسليم ورقة تكليف الحريري لعون.

لكن القوى المختلفة وبالرغم من تأخير خطوة الاعتذار لاعتبارات مختلفة، بدأت فعليا تبحث عن بديل للحريري وبحسب المعلومات هناك ٥ شخصيات اساسية مطروحة لخلافته وان كانت حظوظ بعضها متقدمة بشكل كبير على البعض الآخر.

ولم يعد خافيا ان سفير لبنان السابق في الامم المتحدة نواف سلام هو المرشح المفضل حاليا لدى السعوديين والاميركيين، حتى ان الثنائي عون- باسيل لا يمانع خلافته الحريري لاعتباره انه قادر على تأمين الدعم والاموال من الخارج للنهوض بالبلد. الا ان فيتو كبير يرفعه حزب الله بوجه سلام الذي يتعاطى معه كرجل اعدائه في لبنان وبالتالي يعتبر ان اي حكومة سيرأسها ستكون حكومة لمواجهته والحرتقة عليه...ولعل عنصر واحد قد يقلب هذه المعطيات، الا وهو ان تفرض التسوية الاميركية- الايرانية المرتقبة على الملف النووي الايراني اسم سلام فعندها تصبح طريقه معبدة الى السراي الحكومي.

ولعل ابرز الشخصيات التي يتم التداول باسمها اليوم لخلافة الحريري هو النائب فيصل كرامي الذي اعلن صراحة انه مرشح "طبيعي وتلقائي" لترؤس الحكومة. اما ابرز الداعمين لكرامي فرئيس الجمهورية ، اذ يعول الاثنان على ما يبدو على عودة الدور والنفوذ السوري الى لبنان مع عودة الحوار السعودي- السوري، لذلك فمن الطبيعي الا تحبذ الكثير من القوى دخول كرامي السراي الحكومي، علما انه لم يتضح حتى الساعك ما اذا كان يقبل بتولي المهمة بغياب غطاء المرجعيات السنية كما حصل مع حسان دياب.

وعند كل استحقاق حكومي، يطرح اسم فؤاد مخزومي الى الواجهة كشخصية توافقية وان بنفس معارض للسلطة. ويعتبر مخزومي مرشح جبران باسيل .

وبحسب مصدر سياسي مطلع على الحراك الحاصل، فان ابرز الاسماء المخولة لخلافة الحريري والتي يفضل المعنيون ابقاءها بعيدا عن الضوء تجنبا لاحراقها، رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا، ورئيس بلدية صيدا سابقا الدكتور عبد الرحمن البزري. اذ يعتبر البزري من الشخصيات المقربة من كل القوى وغير المحسوبة على فريق سياسي دون آخر ما يجعل حظوظه هي الاكبر في حال وافق على تولي المهمة وحظي بالغطاء السني اللازم.

اما الشخصية الخامسة التي يمكن ان تخلف الحريري، بحسب المعلومات، فشخصية قضائية او امنية متقاعدة من بيروت لم يحسم اسمها بعد.

على كل الاحوال، فان حظوظ الشخصيات السابق ذكرها تبقى مرهونة اولا بقرار بري- الحريري الاعتذار او عدمه، بتوافر المظلة السنية والدولية كي يكون لها هامش الحركة الذي لم يمتلكه حسان دياب يوما، اضافة لقرارها الشخصي خوض مغامرة انتحارية في بلد على شفير الارتطام.. فهل يصح هنا الحديث عن سعيد الحظ الذي قد يخلف الحريري ام عن الانتحاري الذي يقبل المجازفة بكل شيء؟!


Alkalima Online