خاص - هذا ما قاله الأسد لارسلان عن إنتخابات الجبل المقبلة...! - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 16, 2021

خاص - الكلمة أونلاين

محمد المدني

يُدرك رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط أن إنتصار محور المقاومة في العراق وسوريا ولبنان، يُحتم عليه تعديل خطابه السياسي وتبديل تحالفاته الداخلية، كي لا يكون "ضحية" أي تسوية، لذلك بادر جنبلاط إلى فتح صفحة جديدة من الحوار مع التيار الوطني الحر، في خطوة لا يمكن وضعها إلا في الإطار الإنتخابي.

يعلم جنبلاط أن الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يرأسه النائب طلال أرسلان لا يمكن تجاوزه على الساحة الدرزية، وأن التحالف الثابت بين الديمقراطي والتيار قد يزيد "غلة" أرسلان النيابية على حساب الإشتراكي المهيمن على المقاعد الدرزية بإستثناء مقعد المير طلال.

من المعروف أن التيار الوطني الحر يتمتع بقاعدة شعبية لا يستهان بها في قرى الجبل خصوصاً في الشوف وعاليه، وهو الطرف القادر على تغيير المعادلة البرلمانية لصالح أي طرف على حساب آخر، لذلك أراد بيك المختارة "لملمة" الخلاف مع التيار العوني كي لا تشكل جبهة سياسية واسعة ضد جنبلاط في الجبل، لا سيما أن علاقة الإشتراكي مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل ليست على ما يرام.

هل يستطيع الحزب الديمقراطي اللبناني الفوز بمقاعد نيابية اضافة الى مقعد الامير طلال في عاليه؟


كل المعطيات والأجواء تؤكد وفق اوساط الحرب ،بأن الديمقراطي يستطيع الفوز بمقعدين أو 3 مقاعد وربما أكثر في الإنتخابات النيابية، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن أرسلان ورغم ولاءه لمحور المقاومة لم يحظى بدعم الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) في الإنتخابات النيابية عام 2018، وهناك تخوف كبير من تكرار التجربة التي جعلت أرسلان نائبًا وحيدًا عن الحزب الديمقراطي في المجلس النيابي، وقد تطرق المير خلال لقاءه الرئيس السوري بشار الأسد إلى هذا الأمر وتلقى وعدًا من الأسد بأن يكون الثنائي إلى جانبه في المعركة الإنتخابية المقبلة.

ما حصل عام 2018 يؤكد عدم دعم الحزب والحركة لـ أرسلان في الإنتخابات، ولو حصل أرسلان على الدعم الشيعي لتمكن من الفوز بـ 3 مقاعد برلمانية تتابع الاوساط ، المقعد الأول هو مقعد بيروت الدرزي الذي فاز به النائب فيصل الصايغ (الإشتراكي) ، وقد جاء هذا الفوز نتيجة غياب أي مرشح درزي على لائحة الثنائي، الذي كان سيفوز حكمًا لو وجد، مع العلم أن أرسلان كان لديه مرشحًا وهو نائب الرئيس الذي بقي للحظة الاخيرة قبل أن ينسحب من خوض المعركة نتيجة رفض الثنائي ضمه إلى لائحتهما.
وبالتالي هناك سؤال منطقي، لماذا هذا الإجحاف بحق الحزب الديمقراطي، وخصوصًا أن الاحراج مع الرئيس نبيه برّي ليس موجودًا في بيروت كما في الجنوب، إلا اذا كان الأمر مراعاة لـ جنبلاط في المكانين.

المقعد الثاني هو المقعد الدرزي في حاصبيا، الذي يحظى به النائب أنور الخليل منذ اكثر من 30 عامًا، كونه عضو دائم على لوائح حزب الله وأمل في دائرة الجنوب الثالثة رغم أن مواقفه لم تكن يومًا مع المقاومة بل على العكس، وآخر تجلياتها كانت في طلبه التدخل الدولي تحت الفصل السابع، والتويتر المتجدد لابنه زياد الذي كان اخره إنتقاد كلام الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله حول استقدام النفط من ايران والغمز من ناحية دور الحزب في التهريب، ناهيك عن الموقف الذي يطل به مدير مكتبه المتهجم الدائم وبشراسة على محور المقاومة، علمًا أن هذه المنطقة يحظى الحزب الديمقراطي اللبناني بحضور شعبي ، حيث حصل مرشحه على عدد كبير من الأصوات في الانتخابات الماضية، كما حصلت اللائحة التي شكلت على 17052 صوتًا، ولا بد هنا من الإشارة إلى أن قضاء حاصبيا يتمثل في الندوة البرلمانية بمقعد سني ومقعد درزي، وكانت المفاجأة أن حاصل أصوات المرشحين في القضاء على لائحة "الجنوب يستحق" كانت أكثر بحوالي 3000 صوتًا من المرشحين في اللائحة المدعومة من الثنائي الشيعي ورغم ذلك لم يصلوا إلى البرلمان.

والسبب الرئيسي هو تكبير الدائرة حيث ضمت الى قضائي حاصبيا ومرجعيون قضاء النبطية وقضاء بنت جبيل، مما جعل اصوات الشيعة حوالي 400 ألف صوتًا مما صعب الوصول إلى الحاصل الإنتخابي الذي وصل إلى مشارف الـ20 ألف صوت، والسؤال الذي يطرح هنا لماذا لا يحظى الجمهور المؤيد للمقاومة في البيئة الدرزية في حاصبيا بناىب في مجلس النواب في هذه المنطقة المتاخمة لإسرائيل.

ثم أن الأغلبية الساحقة من الاصوات التفضيلية توضح الاوساط و التي حصل عليها النائب الخليل هي لمحازبي ومناصري الحزب الإشتراكي، والتي أتت بإيعاز مباشر من جنبلاط، الذي لف النائب الخليل بعلم الحزب الاشتراكي بعد الإنتخابات خلال الاحتفال بالفوز، وما تكريم وكيل الداخلية السابق من قبل الخليل إلا اعترافًا من قبله بهذا الأمر.

أما في دائرة المتن قضاء بعبدا،
كان واضحًا عدم تمكن مرشح الديمقراطي من الوصول رغم فوزه في الانتخابات السابقة، عبر النائب فادي الأعور ة، وذلك لعدم التزام حلفاء الديمقراطي بدعمه بدءًا من الثنائي الشيعي مرورا بالوطني الحر لأسباب مختلفة ومتعددة، لذلك لو تم الاستعداد للمعركة الانتخابية بشكلٍ جيد وكان هناك دعم واضح وحقيقي من الجميع سيكون مقعد بعبدا حكمًا للحزب الديمقواطي بالمرشح الذي يختاره، وهذا يشكل انتصارًا مهمًا.

اذا راجعنا كل هذه الدوائر تقول اوساط الحزب ، سنرى أن الحزب الديمقراطي يعاني اجحافا حقيقيا وظلما تاريخيا في التمثيل النيابي، وهو الحزب العريق الممتد من الجنوب ومن حاصبيا وصولاً إلى المتن في قضاء بعبدا، ولو تم التعاطي بشكلٍ صحيح من الممكن أن يكون له عل الاقل 3 نواب أو 4 مقاعد نيابية إضافة إلى امكانية نجاح الوزير السابق وئام وهاب حليف الديمقراطي في الشوف وطارق الداوود الحليف ايضًا في راشيا، مما يغير المعادلة الدرزية بالكامل.

رغم هذا الإجحاف من قبل الثنائي الشيعي، بقى طلال ارسلان ثابتًا رغم كل الظروف والمتغيرات بتحالفه الاستراتيجي مع القيادة السورية التي يكن له رئيسها كل المحبة والتقدير، وبتحالفه الإستراتيجي مع المقاومة، وبصدق علاقته مع التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية، لذلك وبعد صمود وانتصار هذا المحور يجب على الاقل أن يحصل الامير طلال وحزبه على حقهم في منطق اوساط الحرب ، فهل تتكرر تجربة عام 2018 أو أن للرئيس الأسد قرار مباشر هذه المرة ويعدل في الاحجام النيابية في ظل موقفه من جنبلاط .