خاص - الضاحية تلجم اندفاعة العونيين: الانصياع او فك التحالف؟ - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, June 11, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
بولا اسطيح


سواء كان العونيون جديون بالتلويح بالانسحاب من مجلس النواب للدفع باتجاه انتخابات نيابية مبكرة باتوا يعتبرونها مخرجا اخيرا للازمة الراهنة او كانوا يستخدمون هذه الورقة للضغط على "الثنائي الشيعي" وبخاصة حزب الله لمراعاة مطالبهم وشروطهم الحكومية والكف عن الوقوف في الوسط بينهم وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ففي الحالتين أحرق حليفهم أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورقتهم هذه خلال اطلالته الاخيرة معلنا وبوضوح رفضه اجراء انتخابات مبكرة داعيا ل"التفضل وتشكيل حكومة سريعا".
لم يعد خافيا انه رغم كل محاولات الايحاء بالعكس، فالعلاقة بين "الوطني الحر" وحزب الله ليست بخير.. الاول يجد نفسه محاصرا في الزاوية بكل الازمات التي قد تخطر على البال وقد لا تخطر، وغير قادر على القيام بأي حركة لكسر هذا الحصار او التخفيف من حدته. فكلما خطط للقيام بانتفاضة على وضعه، وجد نفسه يتعرض لرشق جديد من التحديات الاقتصادية والمعيشية تجعله ينكفىء مجددا، كيف لا وحليفه الاساسي والوحيد بات يبدي من يفترض ان يكون خصمهما السياسي، اي الحريري عليه.
يكبل موقف حزب الله هذا اي حركة او مخطط عوني للخروج من المراوحة التي تحولت قاتلة مع انفجار معظم الازمات، ويعي "الثنائي" رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ان استمرار الوضع على ما هو عليه من شأنه ان يستنزف ما تبقى من العهد ويوجه ضربة قاضية ل"التيار" عبر صناديق الاقتراع في ايار المقبل كما لما تبقى من حظوظ باسيل الرئاسية، لذلك تعتبر القيادة العونية انه آن اوان قلب الطاولة من دون تردد بعدما بات الوقت داهما والخطر من انفجار اجتماعي كبير يطيح بكل شيء اقرب من اي وقت مضى.
ولعل انكفاء معظم النواب والقيادات العونية "المعتدلة" عن الاطلالة عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وترك الساحة للصقور ومن كانت تصورهم قيادة "التيار" كمغردين خارج السرب وابرزهم النائب زياد اسود والقيادي ناجي حايك، رسالة ل"الثنائي الشيعي" وبخاصة لحزب الله ان "التيار" قد لا يتردد بفك تحالفه معه في حال بقيت الامور على ما هي عليه. فلم يتردد الاول عن وصف رئيس المجلس النيابي نبيه بري مؤخرا ب"المحرك الاساسي للقضاء على العهد والمسؤول عن تعطيل البلد"، فيما ذهب الثاني لحد القول ان "حزب الله شيطان اخرس بملف تشكيل الحكومة".
وما يجعل القيادة العونية محتقنة اكثر من اي وقت مضى هو الضغط غير المسبوق الذي تتعرض له من قاعدتها الشعبية التي تجد نفسها المتضررة الاولى من كل ما يحصل معنويا كما ماديا والتي باتت تطالبها بفك اي ارتباط مع حزب الله في حال اصر على دعم بري والحريري على حساب دعمه العهد، حتى ان الكثير من مناصري "التيار" باتوا يعتبرون ان الحل قد يكون بعد ابعد من ذلك من خلال الدفع باتجاه الفيدرالية التي كان باسيل في آذار الماضي نبه من مخاطرها "لأن نسيج شعبنا وتداخله الجغرافي قد يحولانها الى فرز طائفي طوعي للسكان، وهذا ما قد يجعلها نوعا من التقسيم المقنع وهو مرفوض منا حتما"...ويرى مسؤول عوني عن احدى المناطق انه آن اوان الحسم مع حزب الله، فاما هو معنا او ضدنا، وفي حال قرر الوقوف ضدنا فالافضل ان يذهب كل منا في طريقه لاننا لا نستطيع ان نحتمل بعد اليوم كل تبعات وتداعيات الحصار المفروض علينا بسببه، وهو بدل ان يشد على يدنا نراه يدعس على قدمنا!"
اذا هو الانصياع لموقف نصرالله الاخير الذي يقطع الطريق على خيار الانتخابات المبكرة ويعطي جرعات دعم اضافية لمبادرة بري ويمدد الازمة اسابيع اضافية او فك التحالف، خياران لا ثالث لهما يجد العونيون انفسهم مضطرين لاختيار احدهما في حال لم تشكل الحكومة خلال ايام، فهل ينجح الصقور العونيون بفرض واقع جديد يقلب الطاولة والموازين ام تكون الكلمة مرة جديدة للمعتدلين داخل "التيار" فنشهد الانصياع المعتاد لرغبة وارادة حزب الله؟!