خاص- تفاصيل الاستياء العوني من الحزب- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, June 6, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا اسطيح

لا تكاد العلاقة بين حزب الله و"التيار الوطني الحر" تستقر حتى تعود للاهتزاز مجددا عند كل منعطف واستحقاق. فانهماك العونيين بانتشال ما امكن من العهد الغارق قبل نهايته وحرصهم على حفظ ماء الوجه من خلال السير بتسوية كبيرة تضع قطار الحل على السكة او من خلال
القيام بانتفاضة ما تنعش القواعد الشعبية للتيار التي تشهد تململا غير مسبوق، يقابله انشغال حزب الله حصرا ببقاء الامن ممسوكا بانتظار ما سيرشح عن المفاوضات الناشطة سواء على خط الملف النووي الايراني او على خط التقارب الخليجي- الايراني والسعودي- السوري.
واذا كان العونيون تقبلوا على مضض طوال المرحلة السابقة سير حزب الله بسعد الحريري رئيسا مكلفا رغم كل الجهود التي بذلوها لثني الحزب عن مجاراة رئيس المجلس النبابي نبيه بري برغبته هذه، الا انهم اليوم وبعد مرور اكثر من ٨ اشهر على التكليف واتساع الهوة مع بيت الوسط بدل ان تتضاءل، لم يعودوا يستوعبون اصرار حزب الله على التمترس في جبهة اخصامهم السياسيين وتأكيده في الوقت عينه على حلفه الاستراتيجي معهم. ويقترب "الوطني الحر" اكثر من اي وقت مضى من تكوين قناعة بأن اولويات الحزب الخارجية وانتظاره نتائج المفاوضات الاقليمية والدولية تتعارض تماما مع الاولويات العونية ما قد يؤدي الى الافتراق قريبا من منطلق انه لم يعد لدى العهد ما يخسره اكثر مما خسره في السنوات الماضية على الصعد كافة، أضف انه بات على يقين ان العلاقة مع الحزب لم تعد تنفعه بشيء خاصة وان حظوظ رئيس "التيار" جبران باسيل الرئاسية شبه معدومة، ما يجعله غير آبه بدعمه رئاسيا او لا.
ولا تزال اللجان المعنية في حزب الله والوطني الحر على حد سواء تعيد النظر بورقة التفاهم التي تم توقيعها عام 2006، لتطويرها والخروج بورقة تلاءم الظروف المستجدة سواء داخليا او حتى دوليا، لكنه من المستبعد ان تبصر اي ورقة جديدة النور قبل انتهاء عهد عون لاعتبارات عدة، اولا لانشغال الطرفين بالازمات الداخلية وثانيا لتجدد الخلافات بين الطرفين كل فترة على مواضيع اعتقدا انهما توصلا الى تفاهمات بشأنها ليتبين بعدها ان كل منهما غير قادر على الالتزام بها وبخاصة حزب الله الذي يبدي على ما تقول مصادر مطلعة على جوه "الاستقرار الداخلي على ما عداه من اولويات، ولا شك ان الحدب يعتبر مثلا ان دخوله حاليا في مواجهة سياسية مع بري والحريري يفتح الباب على سيناريوهات عدة، قد يكون احلاها مر". وتضيف المصادر:"رغم حجم الازمات التي تتخبط فيها البلاد والعباد، يعتبر الحزب انه طالما الامن ممسوك الافضل محاولة حل الامور بالتي هي احسن سياسيا وعلى صعيد الحكومة بدل السير بخطط تهدف لقلب الطاولة، نعلم كيف ومن اين تبدأ لكننا لا شك لا يمكن ان نحدد اين وكيف تنتهي".
وبحسب المعلومات، لا يبدو الحزب متحمسا على الاطلاق لتلويح "الوطني الحر" بالانسحاب من مجلس النواب، وهو يقوم بجهود كبيرة لثنيه عن ذلك من خلال اقناعه بأن مبادرة بري الحكومية لم تنته وانه سيكون هناك محاولة لاعادة احيائها، علما ان عون بات على يقين بالعكس خاصة بعد حرب البيانات المفتوحة التي نسفت آخر جسور التواصل بين بيت الوسط وبعبدا...
بالمحصلة، ورغم كل محاولاته حل الامور بالتي هي احسن والوقوف على مسافة واحدة من الجميع، سواء عون او بري او الحريري، يبدو ان حزب الله سيكون ملزما قريبا الاجابة عن السؤال العوني التالي: "انت معنا او ضدنا؟" على ان يؤسس الجواب على مرحلة جديدة من العلاقة بين الطرفين.