المراد خلال وقفة تضامنية مع فلسطين: لإعداد ملف قانوني لتقديمه أمام المحكمة الجنائية الدولية

  • شارك هذا الخبر
Monday, May 17, 2021

نفذ عدد من المحاميات والمحامين وقفة تضامنية بثوب المحاماة، في بهو قصر عدل طرابلس، تعبيرا عن الرفض المطلق لجرائم العدو الاسرائيلي التي ترتكب بحق فلسطين والشعب الفلسطيني، واستجابة لنداء الأمين العام لاتحاد المحامين العرب، وذلك بدعوة من مجلس نقابة المحامين في طرابلس، وبمشاركة نقيب المحامين في طرابلس والشمال محمد المراد، وأعضاء مجلس النقابة: يوسف الدويهي، بلال هرموش، محمد نشأة فتال، باسكال أيوب، والنقيبين السابقين خلدون نجا وميشال الخوري.

المراد
بعد الوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء فلسطين، قال المراد: "نجتمع اليوم باسم فلسطين الحبيبة، باسم جراحها وتضحياتها وشجاعتها، وفي قلوبنا غضب وحزن شديدان من صمت العالم أمام الدماء والدمار والمجازر التي لا تزال ترتكب بحق شعبها منذ بداية احتلال هذه الأرض المقدسة في العام 1948، جرائم تعددت أوصافها، نراها بأم أعيننا على الشاشات في بث حي، وهي، وفقا لقواعد القانون الجنائي الدولي، والمعايير الجنائية الدولية والقانون الدولي الإنساني، تعد "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية"، ما يدفعنا كمحامين إلى السؤال: أين أنت يا مجلس الأمن؟ أين أنت يا منظمة الأمم المتحدة؟ أين العدالة الدولية؟ أين أنتم يا قادة السلام حسبما تدعون؟ أين أنت أيتها الأنظمة العربية؟ وأين أنت أيها الضمير الإنساني العالمي؟".

أضاف: "فلسطين اليوم تنتهك ويرتكب بحقها أبشع المجازر والجرائم، في ظل صمت عالمي مطبق، فلا استنكار ولا موقف ولا قرار، إلا الدعوة إلى ضبط النفس، التي تخفي مساواة بين القاتل والقتيل، بين الظالم والمظلوم، بين المجرم والضحية. وذنب فلسطين الوحيد أن شعبها مرابط في أرضه المقدسة للدفاع عن أرضه وشرفه وكرامته ووجوده، فتحية إليك أيها الشعب الفلسطيني، وتحية خاصة إلى نسائك اللواتي سطرن معاني التضحية، وفدين أبناءهن وأطفالهن ورجالهن ووطنهن، وهن صابرت ملتزمات بهذا الدفاع المقدس. المرأة الفلسطينية اليوم تعلمنا الكثير من معاني التضحية والفداء والصبر وتحمل الآلام والعذاب من أجل تراب الوطن ومقدساته، وهذا نموذج رائع تقدمه فلسطين ونساؤها وأطفالها وشبابها وشيوخها للعالم كله".

وتابع: "ليس غريبا اليوم أن نلتقي ونتضامن مع فلسطين ونعلي الصوت ونعبر عن استيائنا وغضبنا مما يحصل بحقها، وتشاركنا في هذه الوقفة نقابات المحامين العرب، تماهيا مع رغبة الامين العام لاتحاد المحامين العرب سعادة النقيب عيسى بن مكاوي، والأمانة العامة، لننطلق من هذه الوقفات الى مسار آخر، يكون فيه من أولى اهتماماتنا أن نتعاون ونتشابك في ما بيننا محامين واتحادا، لإعداد ملف قانوني جدي مدعم بالأدلة وهي اليوم كثيرة، لتقديمه بجميع التعزيزات القانونية والواقعية أمام المحكمة الجنائية الدولية، عطفا على الملف السابق الذي تقدم خطوات معقولة، لعل العدل يقول مرة كلمة تضمد بعضا من جراح فلسطين".


وأردف: "نعود ونؤكد بأن الإدانة والشجب لا يكفيان، لكننا كمحامين سنسعى من خلالكم أيها الزميلات والزملاء الى مواكبة هذا الملف مع نقابتنا ومجلسنا، واتحادنا وزملائنا النقباء والمحامين العرب، نتوجه به إلى المنظمات الحقوقية التي يدعي البعض منها الدفاع عن كرامة الإنسان، فنحن نؤمن بأن هناك رأيا عاما وضميرا عالميا يجب أن نقوم بتحريكه من خلال تضامن المحامين مع باقي فئات ومقومات المجتمع العربي، لتقديم صورة جديدة للتعاطي مع هذا الغاشم المحتل الغاصب الذي لا يعترف ولا يؤمن بغيره إنسانا، ولا بحق غيره حقا. ولكننا كمحامين نقول بأن الغصب والإحتلال هي من الجرائم المتمادية التي لا تسقط بمرور الزمن، وأن الحق الفلسطيني لم ولن يسقط بمرور الزمن، وما حدث منذ أيام عاد ليحيي الذاكرة والضمير العربي، بعد أن كاد البعض في زمان ما ان ينسى القضية الفلسطينية، فتحية من القلب من محامي طرابلس والشمال إلى فلسطين وأهلها وشبابها وأطفالها ونسائها ومقدساتها".

وختم:" نقابة المحامين في طرابلس لم تتخل يوما عن دورها وقناعاتها، لأنها مؤمنة إيمانا مطلقا بالحق العربي وبالحق الفلسطيني، وباستعادة أرض فلسطين من خلال إقامة دولة فلسطين عاصمتها القدس الشريف، وعمق تاريخها يشهد بانتمائها العروبي، وبالتزامها بقضايا الأمة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي شكلت عبر عقود من الزمن القضية الأساسية المركزية للأمة العربية من مسلمين ومسيحيين، فهكذا نحن لا نخاف من أحد، ولا نرتجي أحدا، فالمحامي بطبيعته يعيش حياة حرة، تتماهى وطبيعته وتطلعاته وما يحمل ويختزن من هذه الرسائل المحقة التي بها يعتز، والمحاماة كانت وستبقى رسالة الحق والعدل ونحن معشر المحامين معروفون بالدفاع عن الحق وعن المظلومين، فبالله عليكم جميعا، هل هناك من قضية فيها حق وظلم واعتداء أكثر من القضية الفلسطينية؟ عشتم أيها المحامون وعاش الحق العربي وعاشت القضية الفلسطينية، وعاشت فلسطين أبية محررة".