خاص - ما الأسباب التي تمنع "الحزب" من المشاركة في حرب قطاع غزة؟ محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Friday, May 14, 2021

خاص - محمد المدني

الكلمة اونلاين


يشهد قطاع غزة مواجهات عسكرية حادة بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وسط تخوف دولي - عربي من تحول المعارك الحالية إلى "حرب واسعة النطاق" يكون حزب الله طرفًا مؤثرًا فيها.

ورغم أهمية القضية الفلسطينية وما ينتج عن الهجوم الإسرائيلي من دمار وخراب وسقوط أرواح، يترقب اللبنانيون المواجهات الإسرائيلية - الفلسطينية الدائرة متخوفين من دخول حزب الله وإنخراطه في تلك الحرب ما يورط لبنان بحربٍ مع إسرائيل قد تكون أشد فتكًا من حرب تموز 2006.

ما هو موقف حزب الله من المشاركة عسكرياً في أحداث قطاع غزة؟

مصدر مقرب من الحزب أوضح لـ"الكلمة أونلاين"، أن السؤال في ظاهره يبدو مشروعًا لكنه وفي مكان آخر يعطي الأمر لحزب الله أنه تحب عليه المشاركة في هذه الحرب، وهذا الأمر فيه الكثير من التبسيط، خصوصًا فيما يتعلق برؤية حزب الله المقاومة حيال الصراع العربي - الإسرائيلي، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني".

وقال: "إذا كان السؤال نابعًا من غيرة وتعاطف مع الشعب الفلسطيني، فلا نستطيع تجاهله. أما إذا كان المقصود من السؤال أن المشاركة مطلوبة، فالأمور ليست بهذه البساطة وليس هكذا يتعاطى حزب الله مع ما يجري في فلسطين، وهذه ليست المرة الأولى، بل له منهجية معينة تتبع في هذا السياق".

وأكد المصدر، أن "حزب الله وحده يقرر المشاركة ووفق أي صيغة والأطر التنسيقية لها، والحزب "غير مقصر" تجاه الشعب الفلسطيني، وهو الذي أعطى الدروس والعبر في كيفية التعامل مع الملف الفلسطيني والصراع مع إسرائيل التي خرجت من لبنان دون قيد أو شرط و"انكسرت شوكتها"، وهزمت شر هزيمة عام 2006".

ولفت إلى أن "فصائل المقاومة الفلسطينية تدرك أهمية دور حزب الله، والتعاون بين الحزب من جهة وحركتي حماس وفتح من جهة أخرى قائم على قدمٍ وساق عسكرياً وتدريبيًا وإعلاميًا، وحركتا حماس والجهاد الإسلامي تحدّثا عن الدور المحوري الذي تلعبه إيران ولعبه سابقًا قاسم سليماني وعماد مغنية ومصطفى بدر الدين في دعم المقاومة الفلسطينية".

وعن المشاركة العسكرية، أوضح المصدر أن "التدخل العسكري له أبعاد كبيرة، ولا يمكن لأحد أن يتعاطى معه بهذه الطريقة المبسطة. فبالأمس، أطلقت 3 صواريخ مجهولة الهوية من جنوب لبنان ربما من المتحمسين أو ربما من غير المتحمسين، "اشتعلت الدنيا" في لبنان في الكلام السياسي والإعلامي والعالم كله سلط الأنظار على ما جرى، وهذا يؤكد بأن الجميع يحاول تسليط الضوء على الجبهة الداخلية، وكأن المطلوب أن يكون هناك تحريك للأجواء اللبنانية، أيضًا الدعوات إلى المسيرات والمظاهرات على الحدود ما بين لبنان وفلسطين التى دُعي إليها اليوم، حدث فيها بعض الإشكاليات التي حملت أطرافًا لبنانية عدة على الهجوم والتحذير من تحويل لبنان إلى جبهة حرب".

وقال: "الإعلام الدولي والعربي واللبناني دائما ما يركز على أن حزب الله هو الجهة التي توجه هذه التحركات العسكرية، فكيف إذا كان حزب الله فعلاً سيقوم بعملٍ عسكري مباشر من داخل الأراضي اللبنانية بإتجاه إسرائيل؟".

وجدد المصدر نفسه التأكيد، أن "حزب الله وحده يقرر كيف تدار الأمور وليس المطلوب منه دائما أن يكون محل توجيه الأسئلة"، سائلاً "أين الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي مما يجري في فلسطين والعدوان على قطاع غزة؟، من يسأل عن موقف حزب الله مما يجري ويراهن على تحريك صواريخه كمحاولة لإحراجه فهو وأهم، فالحزب أكبر بكثير ممن يحاول تقليل دوره ووجوده وقوته وتأثيره في كل ما يجري".

وعن الأسباب التي تمنع حزب الله من المشاركة عسكرياً في غزة، أكد المصدر المقرب من الحزب أن "المقاومة في فلسطين كافية حتى هذه اللحظة، وهي تلحق بالكيان الإسرائيلي خسائر بشرية ومادية جسيمة".

ومن الأسباب الأخرى التي تحدث عنها المصدر، هو الرغبة في إبقاء العنوان الفلسطيني بارزًا، وأن لا يحكمه أي صراع إقليمي يضر بالفسلطينين ويساهم في عدم طمس قضيتهم المحقة".

هذا ولم يستبعد المصدر أن حساسية ودقة الوضع اللبناني الداخلي يدفع الحزب إلى التريث في شن أي عملية عسكرية ضد إسرائيل، معتبرًا أنه "‏من المفيد إبقاء المواجهة مع إسرائيل تحت عنوان الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية حصرًا دون زج حزب الله في الحرب كما تشتهي إسرائيل، كما أنه من المفيد البقاء على جهوزية تامة للتدخل عند الحاجة اذا تطلب الأمر".

وأشار إلى أن "دعم غزة لا يتم فقط الآن، إنما هو مسار طويل من الدعم والتعاون والتنسيق وإرسال الصواريخ، أما حاليا فالمعركة مستمرة والقرار بالمشاركة العسكرية المباشرة مرتبط بالظروف الميدانية والسياسية والعملانية، وحتى الآن المقاومة في غزة تحقق إنجازات مهمة ميدانيًا".

وأوضح أن "مجريات الاحداث راهنًا لا تتطلب مشاركة الحزب عسكريًا، ولكن إذا استوجبت المعركة تدخله فإنه لن يتأخر".


Alkalima Online